ايران تبدأ الرد على اسرائيل في البحر الأحمر عبر ذراعها الحوثية
شنت ايران عبر ذراعها في اليمن عصابة الحوثي الارهابية، مساء الاثنين، هجوما ضد سفن الملاحة في البحر الأحمر، في اطار ردها على الهجوم الاسرائيلي الذي استهداف مدنها ومنشآتها الاقتصادية والعسكرية فجر السبت الماضي.
ايران كانت هددت اسرائيل بعد هجوم السبت، بأنها ستدفع الثمن اقتصاديا، في اشارة الى تحريك ذراعها الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأكد مراقبون، بأن تبني وكلاء ايران في اليمن، الهجمات ضد السفن التجارية قبالة سواحل اليمن، مساء الاثنين، والتي جاءت بعد توقف دام 18 يوميا، يؤكد ان تلك الهجمات التي طالت ثلاث سفن حسب الحوثيين، هجمات ايرانية جاءت في اطار ردها على هجوم اسرائيل تنفيذا لتهديداتها.
وأعلنت عصابة الحوثي الايرانية في اليمن، استهداف ثلاث سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بعد ساعات من إعلان البحرية البريطانية، عن تعرض سفينة كانت تمر عبر مضيق باب المندب لهجوم .
تبني بعد الاعلان
ومن المستغرب ان تتبنى عصابة الحوثي الايرانية تلك الهجمات التي تستهدف سفن الملاحة والتجارة في المنطقة، عقب اعلان أي من الهيئات البحرية البريطانية او القوات الغربية المتواجدة في المنطقة عن وقوع هجمات، الامر الذي يؤكد بان دور العصابة الحوثية في اليمن تبني تلك الهجمات، فيما تقف عناصر ايرانية وراء اطلاقها.
وتواصل ايران عبر عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري المتواجدين في اليمن، استهداف سفن الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ نوفمبر 2023، بحجة دعم غزة وحاليا لبنان، طلت معظم تلك الهجمات سفن تحمل مواد خطرة تهدد البيئة البحرية في المنطقة، في حين لم تطال أي من تلك الهجمات القطع العسكرية المنتشرة باعداد كبيرة في المنطقة.
وقال مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني إن سفينة كانت تمر عبر مضيق باب المندب الذي يفصل البحر الأحمر عن خليج عدن وشبه الجزيرة العربية عن شرق أفريقيا أبلغت عن الهجوم.
وأضاف مركز عمليات الملاحة البحرية في المملكة المتحدة أن قبطان السفينة أبلغ عن وقوع انفجار بالقرب من السفينة، رغم أن "السفينة وجميع أفراد الطاقم بخير".
ووصفت شركة الأمن الخاصة "أمبري" الهجوم بأنه تضمن "انفجارين قريبين". وقالت إن السفينة لم تكن ترسل معلومات عن موقعها في ذلك الوقت، كما كان على متنها قوة أمنية مسلحة خاصة، وهو ما اختارته العديد من السفن وسط هجمات الحوثيين.
خضوع لواشنطن
وحسب المراقبين، فإن ايران ستكتفي في الرد على الهجوم الاسرائيلي، وفقا لما صرحت به السبت، من خلال شن هجمات ضد الملاحة الدولية في المنطقة عبر عناصرها المتواجدة في مناطق الحوثيين باليمن، بحجة انها لا تريد التسبب بحرب اقليمية.
ويرى المراقبين، بأن الرد الايراني الذي بدأ الليلة بالهجوم على سفن تجارية قبالة سواحل اليمن، يأتي في اطار ما تم الاتفاق عليه بين طهران وواشنطن حول حجم الرد وطبيعته على الهجوم الاسرائيلي الذي كان وفقا لضوابط واشنطن ايضا، بمعنى ان واشنطن نجحت في احتواء عمليات الرد والرد المضاد بين ايران واسرائيل.
واوضحوا، بأن الهجمات السابقة بين الجانبين، لم ترق هي لاخرى الى مستوى العمليات العسكرية المتعارف عليها دوليا، فهي هجمات بأسلحة لا تخلف دمار ولا قتلى وحتى دخان، كالتي نشهدها في غزة ولبنان بالنسبة لاسرائيل، وفي اليمن وسورية بالنسبة لايران، أي ان القتل والتدمير للبلدان العربية وفقا لما خطط له بين طرفي العداء الكاذب.
وكانت مصادر عسكرية امريكية أكدت خلال اليومين الماضيين بأن الهجوم الاسرائيلي على طهران كان منسق ومخطط له سابقا وانه تم ابلاغ طهران به من قبل الولايات المتحدة، وهو ما تم تأكيده بشأن الهجوم الايراني على اسرائيل مطلع اكتوبر الجاري، مشيرة الى ان الهجوم الايراني المتوقع على اسرائيل المرتقب سيأتي في اطار ما تم التنسيق والتخطيط له بين الاطراف الثلاثة.