Image

بسبب جبايات الحوثي .. مطاعم صنعاء على وشك الإفلاس

حالة موات أصبحت هي السائدة ماليًا واقتصاديًا في عموم المحافظات الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي الإرهابية، وذلك بفعل الكم الهائل من الجبايات التي سلخت وتسلخ جلود الناس وتمتص دماءهم وأرواحهم، وتحاصر أرزاقهم .

عصابة إجرامية تدمن التصحر وامتصاص كل أشكال الحياة في المجتمع، تمامًا كمرض السرطان الذي يتغلغل في جسد المصاب ولا يتركه حتى يموت.
كم من الشركات والمصانع ورؤوس الأموال افتقرت ووجدت نفسها تحتضر ثم تموت.. وكم من التجار الصغار والكبار على حد سواء أفلسوا وأغلقت محالهم وتجاراتهم وعاشوا جحيم وويل هذه العصابة وهي تبطش وتنكّل بهم بلا رحمة ولا وازع أخلاقي أو ديني أو إنساني.

محاربة الاقتصاد والتجار
حاربت عصابة الحوثي الاقتصاد وضيّقت الخناق على التجار ورجال المال، مارست إجراءات تعسفية ضد كل التجار في مناطق سيطرتها، فرضت بالقوة إتاوات باهظة على مختلف المحلات والمصالح التجارية، اقتحمت الشركات وأرهبت من يعمل فيها واستهدفتها بالنهب وتطفيش مالكيها الرافضين لسياستها، سنَّت وبشكل متواصل إجراءات غير قانونية تسببت   برفع معاناة المواطن وانهيار الاقتصاد في البلد المنكوب. تلك بعض جرائم عصابة الحوثي في حقل الاقتصاد والتجارة، بحيث أصبح عدد كبير من المحلات التجارية مهددة بالإفلاس، حتى المطاعم والمحال التجارية الصغيرة أصبحت هي الأخرى وبنسبة 70% منها على وشك الافلاس والإغلاق.
حاربت التجار وطفشتهم لتستبدلهم بتجار طارئين جاءت بهم من صعدة، وبدعم منقطع النظير أخذت تسهّل لهم كل شيء وتفتح لهم الباب على مصراعيه، بحيث عبثوا ولعبوا بالأسواق وبالتجارة لعبًا. راح هؤلاء الطارئون على المشهد التجاري يحاربون وينافسون الكبير والصغير ويستحوذون على كل شيء، فلا مكان إلا وظهر فيه تجار جدد ما كان لهم أي اسم يُذكر في السوق، وها هم اليوم يصبحون أباطرة السوق وأقل شحنة تصل إليهم ليست أقل من ٢٠ حاوية، فيما أكبر وأقدم التجار أفلسوا وتبخرت تجارتهم كأنها لم تكن.

كل يوم حملة جباية
محمد عبدالكريم سلام صاحب أحد المطاعم في العاصمة المختطفة صنعاء يقول لـ"المنتصف نت" إن نحو 70 في المائة من المطاعم في صنعاء على وشك الإفلاس بسبب جبايات مليشيا الحوثي.
ويضيف سلام لـ"المنتصف نت": "كل يوم تنزل حملة جبايات من جماعة الحوثي الى المطاعم، يوم من الصحة ويوم من الأشغال، ويوم من الضرائب، ويوم من السياحة ويوم من الزكاة، ويوم من البلدية ويوم من النظافة.. ما عد خلو لنا حال".
وتابع قائلا: "ما عد ترك الحوثي لنا حال نطلب الله على أطفالنا.. ما عد نشتغل إلا الى جيب الحوثي فقط ..والله لو ما عد نستمر سنة على هذا الحال إلا وقد أغلقت معظم المطاعم ابوابها".
بدوره قال سليم خالد (عامل في أحد المطاعم في صنعاء)  لـ" المنتصف" إن مطعم "إيجل" 
-أحد اكبر المطاعم في صنعاء- اغلق مؤخرًا أبوابه بسبب جبايات الحوثي وعزوف المواطنين عن المطاعم بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة.
وقال سلام: "مطعم إيجل في العاصمة صنعاء أغلق أبوابه، من كان يتوقع ان يغلق هذا المطعم ابوابه بعد ان كان المواطنين الذين ياتون  إليه ولا يجدون طاولة يأكلون عليها بسبب الزحام فيه؟!".

الجباية أو القتل
عبدالله حمود النجار يقول لـ"المنتصف نت"، إن بعض التجار دفعوا حياتهم ثمنًا لرفضهم دفع جبايات لمليشيا الحوثي.
وأشار حمود إلى أنه قبل عامين قام مشرف حوثي بإطلاق عدة رصاصات على رجل الأعمال عبد الله محمد خالد المخلافي في مدينة القاعدة محافظة إب وأرداه قتيلاً على الفور، بعد رفضه ضغوط المشرف الهادفة لنهبه عددًا من السيارات وفرض جبايات مالية عليه بقوة السلاح.
كما لفت إلى أن مشرف حوثي في محافظة ذمار جنوب صنعاء، قام في العام 2021، بقتل مواطن وإصابة اثنين آخرين، عقب رفضه دفع جبايات طالبه بها مشرف المنطقة.
مُلاك متاجر المجوهرات والذهب طالهم تعسف وبطش وابتزاز مليشيا الحوثي، مؤكدين أن المليشيا تواصل، بين فينة وأخرى، شن حملات ضدهم لجمع إتاوات نقدية بالقوة تحت أسماء متعددة، أبرزها تمويل الجبهات، ودعم إقامة الفعاليات.
وبحسب مصادر محلية في العاصمة المختطفة صنعاء فقد دفع الاستهداف الحوثي المستمر كثيراً من تجار المجوهرات والذهب في صنعاء وغيرها من المناطق تحت سيطرة الجماعة إلى إغلاق متاجرهم، بينما أوقف آخرون أنشطتهم التجارية ولجأوا إلى تسريح العاملين فيها، احتجاجاً على ذلك السلوك الذي يطالهم في كل مرة لنهب ما تبقى من أموالهم، طبقاً للمصادر.

جبايات لدعم حزب الله
وبين الفينة والأخرى تفرض مليشيا الحوثي جبايات وإتاوات مالية على التجار والمحال التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت مسميات مختلفة دفعت كثير من التجار والباعة إلى الإفلاس.
ومؤخرًا فرضت مليشيا الحوثي مزيدًا من الجبايات والإتاوات والرسوم غير القانونية على التجار والمواطنين في مناطق سيطرتها، لتنمية إيراداتها، وتوجيهها لتعزيز قدراتها القتالية، وتمويل أنشطتها الإرهابية التي تزعزع الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتعويض الضربات التي تلقتها المنظومة المالية لمليشيا "حزب الله" اللبناني، ما يفاقم الوضع الاقتصادي الكارثي في مناطق سيطرتها ويزيد من المعاناة الإنسانية.
كما ضاعفت المليشيا منذ مطلع سبتمبر المنصرم، الضرائب والجمارك 100 بالمائة على تجار الملابس الجاهزة والأقمشة والأحذية والحقائب في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ما دفع عدد من التجار إلى إغلاق متاجرهم وشركاتهم نتيجة تعرضهم لعمليات استنزاف وابتزاز من قبل ميليشيات الحوثي من خلال فرض إتاوات وجبايات عليهم، وإجبارهم على دفع رسوم جمركية على السلع والبضائع مرة ثانية عند منافذ جمركية استحدثتها المليشيات في مداخل المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.

ثراء حوثي فاحش
وبحسب خبراء اقتصاد، فإن ميليشيا الحوثي تقوم بسياسة ممنهجة بهدف السيطرة على النشاط الاقتصادي والتجاري بدأتها بالاستحواذ على قطاع المشتقات النفطية من قبل نافذين تابعين لها، والقطاع المصرفي أيضاً من خلال فتح عدة شركات صرافة مملوكة لقادة حوثيين.
وقدَّر خبراء الاقتصاد حجم الإتاوات والجبايات التي تجمعها المليشيات من التجار شهريًا بنحو 27 مليار ريال.
وكان تقرير صادر عن لجنة الخبراء الدوليين المقدم لمجلس الأمن الدولي في العام 2019، كشف أن حجم إيرادات مليشيا الحوثي ارتفعت بنسبة 500% خلال الأعوام الماضية، بمعدل ترليون و300 مليار ريال سنوياً.
يأتي هذا في الوقت الذي يقبع أكثر من 85% من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة تحت خط الفقر، فيما ظهرت مؤخرًا شخصيات وقيادات حوثية بثراء فاحش بطريقة مفاجئة لم تكن لها أي مقدمات غير انخراطها في طابور النهب والسلب الحوثي.