حل الدولتين بين يهودية الدولة ومبادرات طهران

قبل 15 ساعة و 3 دقيقة

على الرغم من العداء الظاهر الذي تناصبه إيران لإسرائيل وحرص كل منهما على إبراز عداوته للآخر، إلا أن العلاقات التاريخية بين نظام الخميني والكيان الإسرائيلي المحتل، تشير إلى التقاء مصالحهما في الكثير من القضايا التي يراد لها أن تبدو شائكة.

وبالعودة لقراءة الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة العربية عقب سقوط الشاه وسيطرة جمهورية الولي الفقيه على الحكم، فستتكشف الكثير من الحقائق التي تشير إلى أن سياسة العداء للعرب واتجاه نظام الخميني لإشعال الحرب مع العراق، لم تأت لإثبات قوة النظام وعدم حاجته لدعم ومساندة محيطه الإقليمي بقدر ما عبرت عن استناده على قوى دولية وحلفاء سريين يدعمون توجهاته العدائية للعرب.

ومنذ اليوم الأول لاستيلاء الخميني على السلطة سعت طهران لعقد تحالفات مع أعداء العرب التاريخيين وفي مقدمتهم إسرائيل التي سرعان ما نشأ فيما بينهما تعاون عسكري واقتصادي يحرص نظام الخميني على إخفائه وتغطيته بشعارات العداء التي اعتمد عليها في التوغل داخل البلدان العربية وسعى من خلالها لإنتزاع حق المقاومة من أصحابه الحقيقيين وطرح نفسه بديلا للعرب في حمل ملف القضية الفلسطينية.

وترجمة لسياسة نظام الخميني المبنية على الانتقام من كل الأنظمة العربية التي وقفت إلى جانب العراق وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية ورد الجميل لمن ساندوا ودعموا إيران وفي مقدمتهم إسرائيل، تسعى طهران اليوم لتصفية القضية الفلسطينية ودعم مساعي اليمين الإسرائيلي المتطرف للتنصل من القرارات الدولية والاتفاقيات المتعلقة بحل الدولتين.

اليوم وبعد أكثر من عقدين من التدخل الإيراني في الشئون العربية انتهيا بتدمير قطاع غزة ومقتل وجرح أكثر من 150 ألف مواطن وتشريد أكثر من 2 مليون فلسطيني، توقف طهران شعارات تحرير فلسطين وتعلن تأييدها لتوجهات نتنياهو في تصفية القضية الفلسطينية من خلال طرح مبادرة تدعو فيها لإقامة دولة واحدة تضم الفلسطينيين اليهود مؤكدة رفضها لحل الدولتين.

ووفقا لمراقبين فإن تصريحات وزير خارجية إيران عباس عراقجي وإعلانه رفض بلاده لحل الدولتين، أسقط أقنعة الزيف وكشفت عن الوجه الحقيقي للسياسة الإيرانية القائمة على أساس حماية النظام، مشيرين إلى أن تصريحات عراقجي كشفت عن تخلي طهران عن أذرعها وأدواتها فيما يسمى بمحور المقاومة، وتقديمهم كقرابين في مذبح صفقاتها مع إسرائيل.

وأكدوا أن إعلان الوزير الإيراني الذي يأتي بعد أقل من شهر من إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، يشير إلى أن طهران باتت تخشى سحب ملف القضية الفلسطينية من يدها وفقدانها لأهم ورقة تساوم بها إسرائيل والغرب بشكل عام.