تعددت اسبابه بتعدد ما أفرزته الفوضى.. عدن.. الغلاء يواصل طحن الأهالي وسط فشل رسمي في احتوائه
تواصل اسعار السلع الاستهلاكية والبضائع، تأثيراتها السلبية على الحياة اليومية لسكان العاصمة المؤقتة عدن، مع استمرار فشل الجهات المعنية في ايجاد معالجات حقيقية لاحتوائها، وايقاف استمرار تدهور سعر العملة المحلية أمام العملات الاجنبية.
اسعار قاتلة
ووصف العديد من الاهالي أسعار البضائع والسلع بما فيها الخضروات والفواكه واللحوم وكل ما يتعلق بحياتهم، بالقاتلة، التي حرمتهم من النوم والاستمتاع بأوقاتهم مع أسرهم، مشيرين الى انهم يظلون طول الوقت يفكرون في كيفية توفير متطلبات المنزل اليومية.
وحمل سكان المدينة، الجهات التي تسببت في سقوط الدولة وانهيار النظام والحروب التي شهدتها البلاد، المسؤولية الكاملة بما يحدث اليوم في حياتهم اليومية، وما نتج عن تلك الفوضى التي قادها منهم اليوم في السلطة حسب وصفهم، والذين اثبتوا فشلهم وكذب وزيف شعارتهم التي رفعوها حينها.
واكدوا بأنه منذ العام 2011، وهم من أسوأ الى أسوأ، ومن أزمة إلى أخرى، ولم ينعمون بيوم واحد بحياة كالتي كانوا عليها قبل الفوضى وانقلاب عصابة الحوثي الايرانية، مؤكدين انهم ظلموا النظام السابق عندما لم يخرجون للدفاع عنه وعن الدولة والنظام والحياة التي وفرها لهم، والتي يتمنون عودتها.
من واقع السوق.. جريمة غش
ومن خلال جولة صغيرة في بعض اسواق عدن، رصدنا ان أسعار الخضروات التي تهم مطبخ كل أسرة، ما زالت مرتفعة ولم تتغير منذ شهرين، كما كان متوقع ان تتحسن عملية زراعتها التي تأثرت بالتغييرات المناخية التي ضربت البلاد خلال الشهور الماضية، وتسببت في جرف العديد من المزارع التي تزود الاسواق بالخضروات.
ومساء الثلاثاء، رصدنا سعر الكيلو الطماط عند سعر 3400 ريال بنقص مائة ريال عما كان قبل ايام، فيما ارتفع سعر كيلو البطاط ليصل الى 2500 ريال بدلا من الفين ريال، فيما ظل سعر الكيلو البصل عند 2400 ريال للكيلو الواحد.
اما بالنسبة لبقية الخضروات مثل البامية والكوسا والباذنجان والخيار والجزر وغيرها من الخضروات الخضراء، فأسعارها هي الاخرى مرتبطة بواقع الوضع الزراعي في البلاد، وكمية الاتاوات التي تفرض على شاحنات النقل على الطرقات من قبل مسلحين يتبعون مكونات خلفتها فضوى 2011 وانقلاب الحوثي في 2014.
ولوحظ في محلات بيع الخضروات في المدينة غياب الفاصوليا الخضراء، والبقل، والبصل الاخضر والثوم الاخضر، التي قال معظم الباعة ان اسعارها مرتفعة نتيجة قلت المعروض منها نتيجة تعرض المزارعين لتلك الخضروات للغش من قبل تجار البذور الذين باعوهم بذور فاسدة خلال موسم زراعتها في الايام الماضية.
ارتباط تدهور العملة
وحول أهم العوامل التي تقف وراء استمرار اسعار تلك المنتجات الزراعية، اشار عدد من المختصين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن دفع قيمتها بالعملة الصعبة اثناء تحويلها من المناطق المحررة الى مناطق عصابة الحوثي التي تسببت في فارق قيمة التحويل بين العملة المحلية الجديدة والقديمة، هي اهم الاسباب الى جانب تأثر الاراضي الزراعية بالتغييرات المناخية في الفترة الماضية.
واوضحوا بأن مع كل تدهور لسعر العملة المحلية امام العملات الاجنبية تزيد قيمة التحويلات المالية بين مناطق الشرعية والحوثيين التي يتم شراء معظم تلك المنتجات منها، خاصة الفواكه، وتلك الزيادة التي وصلت الى 300 بالمائة تضاف على أسعار تلك المنتجات.
وحسب المختصين، فإن زيادة قيمة التحويلات المالية، والاتاوات التي تدفع على الطرقات، والمفروضة من القائمين على أسواق الجملة، وتكلفة المواصلات المرتفعة نتيجة ارتفاع اسعار المشتقات النفطية، كلها تضاف على كاهل المواطن المستهلك البسيط، ما يزيد من معاناته في الحصول على تلك المنتجات لتوفير وجبته الغذائية اليومية.
فشل حكومي
ويرجع العديد من المختصين والأهالي، كل ما يحدث في الاسواق من تلاعب ومضاربات بقوت المواطنين، إلى فشل الحكومة في إدارة تلك المناطق، وعدم ايجاد رؤية واضحة لمواجهة تلك العمليات التي تؤثر على اسعار السلع والبضائع والمنتجات، فضلا عن فشلها في احتواء تدهور سعر العملة المحلية.
واشاروا إلى ان، جميع المكونات التي افرزتها فوضى 2011 وما تلاها من انقلاب عصابة الحوثي في 2014، التي تم الدفع بها إلى قيادة المناطق المحررة، فشلت في إدارة تلك المناطق من جميع النواحي، واهتمت فقط بتنمية مصادر دخلها التي قادت الى انتشار فساد كبير في جميع المرافق والمنشآت والمجالات، ما تسبب في الانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي تعيشه البلاد حاليا.
واكدوا بان البلاد مرت بمراحل فساد وانهيارات في شتى مناحي الحياة على مدى 13 عاما، جاءت جميعها على حياة المواطن اما المنتمين إلى أدوات الفوضى فيعشون حياة بعيدة عن الواقع المعاش في الداخل اليمني.. والمحوا الى ان متقلدي المناصب يجنون الكثير من المكاسب حتى أثناء زيارتهم الى بلدهم اليمن يحصلون على بدل سفر بالعملة الصعبة؟
.. أخيرا.. بات لدى اليمنيين قناعة بأن المتصدرين مشهد المسؤولية والقيادة في البلاد حاليا، سواء في المناطق المحررة او مناطق عصابة الحوثي، لن يأتوا بما يتمناه ويتطلع له ابناء الشعب، من سلام واستقرار وامن وتنمية وحياة كريمة.. لارتباطهم بمراكز قوى اجنبية، وغياب الرؤية لديهم واستمرارهم في نهب الاموال العامة ومصادرة حقوق الاخرين والمتاجرة بمعاناة المواطنين.
واكدت الوقائع على الارض، بأن اصحاب ١١ فبراير، 21 سبتمبر ومن يدور في فلكهم، ما زالوا مشغلين بجمع الثروات، ولم يهمهم المواطنين الذين تاجروا بهم زمن سعر الدولار 222 ريال، والرواتب تصرف في 26 من الشهر، والخدمات مستمرة على مدار الساعة..