Image

ضبطت أطنان منها في أعالي البحار .. تهريب المخدرات .. تجارة موت إيرانية تستخدمها عصابة الحوثي ضد اليمنيين

تُعدُّ تجارة المخدرات من أهم المصادر التي تعتمد عليها ايران في تمويل أذرعها ووكلائها في المنطقة بدرجة رئيسية، إلى جانب عمليات وأنشطة مشبوهة مثل غسيل الأموال، المتاجرة بالأعضاء البشرية، تجارة تهريب البشر، تهريب الأسلحة، والمشاركة في الجرائم المنظمة.

وفيما تُعد عصابة الحوثي "وكلاء ايران في اليمن" من أهم أذرع طهران في المنطقة لأهمية الموقع الجغرافي الذي تتمركز فيه والمطل على باب المندب والبحرين العربي والأحمر، والمحيط الهندي، احتلت المرتبة الثانية في المشاركة بالأنشطة الإيرانية بعد حزب الله، خاصة في تجارة المخدرات والأعضاء البشرية، وتهريب البشر والأسلحة.

أحدث واقعة ضبط
وفي أحدث عملية لها في اطار مكافحة نقل المواد غير المشروعة وتحقيق الأمن البحري والاستقرار في المنطقة، تمكنت فرقة العمل المشتركة (CTF 150) بقيادة باكستان، من ضبط شحنة مخدرات ايرانية تقدر بأكثر من 1.3 طن في بحر العرب، كانت في طريقها الى عصابة الحوثي الايرانية في اليمن.
وقالت القوات البحرية المشتركة (CMF)، في بيان صحفي أصدرته، الأحد، إن الفرقاطة الباكستانية الموجهة بالصواريخ "ذو الفقار"، والتي تعمل ضمن فرقة العمل (150)، نفذت، يوم 12 أكتوبر الجاري، عملية ضبط ومصادرة لأكثر من 1,300 كيلوغرام من الحشيش على متن سفينة في شمال بحر العرب.
وأضاف البيان، أن عملية الضبط كانت نتاج تعاون بين الفرقاطة "ذو الفقار" وسفن البحرية وخفر السواحل الأمريكي، وبدعم من طائرات من البحرية الباكستانية ومجموعة حاملة الطائرات "ابراهام لينكولن"، حيث "تم تبادل المعلومات المتعلقة بالسفن المشبوهة بانتظام بين الوحدات المشاركة، والتي كانت مفيدة في عملية الضبط".
وأشارت القيادة المشتركة إلى أن هذه الوحدات كانت تشارك في مناورة (Himalayan Spirit) التي تستهدف مكافحة الأنشطة البحرية غير المشروعة، وخاصة تهريب المخدرات في شمال بحر العرب.
وأكد قائد فرقة العمل 150، العميد البحري الباكستاني عاصم سهيل مالك، أن عملية الضبط هذه "توضح قيمة الجهود المتعددة الجنسيات داخل القوات المشتركة في ردع وتعطيل الأنشطة الإجرامية والإرهابية في البحر، والالتزام الجماعي لكافة الدول المشاركة لضمان السلام والأمن في جميع نقاط الاختناق البحرية الحرجة في العالم، وأنا فخور بمنع وصول هذه المخدرات إلى وجهتها النهائية ".
وتُعد (فرقة 150) واحدة من خمس فرق عمل تابعة للقوات البحرية المشتركة كأكبر شراكة بحرية متعددة الجنسيات في العالم تضم 46 دولة، وتتمثل مهمتها في ردع وتعطيل قدرة الجهات الفاعلة غير الحكومية على نقل الأسلحة أو المخدرات، أو الانخراط في أنشطة غير مشروعة أخرى في في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عُمان.

شحنات سابقة 
ومنذ بداية العام الجاري 2024، تمكنت "البحرية المشتركة" من ضبط عدد من شحنات المخدرات الايرانية التي كانت في طريقها للحوثيين، يتضح من حجمها ان ايران أغرقت مناطق وكلائها في اليمن بهذه السموم بشكل لا يمكن تصديقه، في اطار حربها على اليمنيين، والمنطقة.
ففي 1 يونيو الماضي، تمكنت قوات البحرية الدولية المشتركة (CMF) عبر فرقة العمل المشتركة (CTF 150) بقيادة كندا، من ضبط قرابة 2400 كيلوغرام من المخدرات في بحر العرب، كانت في طريقها للحوثيين.

وأوضح بيان صادر حينها عن القوات المشتركة، أن فريقاً من قوات البحرية الملكية البريطانية العاملة ضمن الفرقة، نفذ يوم 23 مايو الماضي، عملية ضبط ومصادرة 2,382 كيلوغراماً من الحشيش على متن مركب شراعي في بحر العرب.
وفي  14 أبريل 2024، أعلنت القوات البحرية المشتركة ضبط شحنتين جديدتين من المخدرات في بحر العرب في يوم واحد، ما يرفع عدد العمليات المماثلة منذ بداية العام الجاري 2024 إلى 7 عمليات.
وقالت في بيان لها، ان "فرقة العمل المشتركة (CTF 150) بقيادة كندا نفذت عمليتي ضبط للمخدرات في بحر العرب يوم 10 أبريل، أسفرتا عن ضبط كمية من المخدرات تقدر بحوالي 2,000 كيلوغرام، وذلك كجزء من عملية (Crimson Barracuda) الهادفة مكافحة استخدام المنظمات الإرهابية والإجرامية لأعالي البحار لتهريب المخدرات والأسلحة وغيرها من المواد غير المشروعة في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عُمان".
وأضاف البيان أن الفرقاطة (HMS Lancaster) التابعة للبحرية الملكية البريطانية، ضبطت أكثر من 800 كيلوغرام من الحشيش و390 كيلوغرام من الميثامفيتامين و110 كيلوغرام من الهيروين من مركب شراعي مجهول الجنسية في بحر العرب، وذلك في "اليوم الأول من انتشارها بعد الانتهاء من عملية تبادل الطاقم قبل بضعة أسابيع".
وأشارت القوات المشتركة في بيانها، إلى أن العملية الثانية، أسفرت عن ضبط 257 كيلوغرام من مادة الميثامفيتامين، و92 كيلوغرام من الهيروين، و17 كيلوغرام من الأمفيتامينات، و296 كيلوغرام من الحشيش، و15 كيلوغرام من الماريجوانا من مركب شراعي آخر في بحر العرب، "ويعد وزن المضبوطات وتوثيقها، قام الطاقم بالتخلص من المواد المخدرة".
كما أوضح البيان أن هاتين العمليتين تعدان الثالثة والرابعة منذ أن تسلمت البحرية الملكية الكندية قيادة فرقة العمل المشتركة 150 من فرنسا في 17 يناير الماضي، وكانت الأولى في الخامس من مارس الماضي، وجرى خلالها ضبط 770 كيلوغرام من الميثامفيتامين. 
وأردف " والثانية في 4 أبريل تم فيها ضبط ما يقرب من 400 كيلوغرام من المخدرات غير المشروعة في المياه الدولية ببحر العرب، ما يرفع إجمالي عدد العمليات المنفذة منذ مطلع العام الجاري 2024 إلى 7 عمليات".

تمويل قذر لعمليات الحوثيين 
وفي هذا الاطار، افاد تقرير امريكي صادر عن موقع شير أمريكا الحكومي، نشر في يونيو الماضي، بأن عصابة الحوثي، تقوم بتمويل هجماتها في البحر الأحمر من خلال “عملية دولية لتهريب المخدرات”، مشيراً إلى أن هذه العملية “تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، ونشر انعدام الأمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

تحذيرات دولية 
وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، حذرت مؤخرًا، من مخاطر انتشار المخدرات في مناطق الحوثيين باليمن، التي قالت انها تستخدم عائداتها في تمويل أعمالها غير المشروعة في اليمن والمنطقة. 
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن "المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن أصبحت أسواقاً مفتوحة للمخدرات، تمتلئ بآلاف الكيلوغرامات من المخدرات غير المشروعة مثل الكبتاجون (أحد أشكال الميثامفيتامين)، والحشيش، والهيروين".
وأكدت المنظمة، أن الحوثيين يستخدمون "أرباح المخدرات لشراء الأسلحة ودفع رواتب مقاتليهم ، بينما يستغلون الشباب المدمنين كجنود مشاة مستهلكين في الخطوط الأمامية لهجماتهم ضد اليمنيين والشحن الدولي".
وحسب تقرير المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وهي منظمة غير حكومية مقرها جنيف، فإن عصابة الحوثي تشرف على تجارة الهيروين المربحة، وأنها تستمر في السيطرة على تجارة الحشيش كمصدر للتمويل وأداة للتجنيد، حيث تستخدمها في تجنيد الشباب والأطفال والسيطرة عليهم، كما يستخدمون المخدرات لزيادة الولاء، حيث يتم اعطاء مقاتليها “الكبتاجون قبل القتال لزيادة طاقتهم وعدوانيتهم”.

شبكات حوثية 
الى ذلك كشفت تقارير دولية، بأن تجارة المخدرات الايرانية تصاعدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة خاصة تلك التي تلت وقف عمليات التحالف العربي ضد الحوثيين من خلال هدنة ابريل 2022، مؤكدة ان شبكات حوثية وايرانية عدة انتشرت في بحار المنطقة لممارسة عمليات تهريب وتجارة المخدرات والممنوعات.
ووفقا للتقارير، فإن عصابة الحوثي باتت تدير شبكات متعددة لتهريب المخدرات إلى اليمن ودول الجوار، بمساعدة شبكات المافيا التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الموالي لإيران، مشيرة الى ان عصابة الحوثي باتت ايضا تسيطر على تجارة الممنوعات بأنواعها وعلى راسها المخدرات في اليمن والمنطقة.
وأكدت التقارير تزايد انتشار المخدّرات في أوساط مقاتلي وعناصر عصابة الحوثي بشكل كبير خاصة الذين يتم حشدهم الى جبهات القتال، وأن كثيرًا منهم باتوا مدمنين للحشيش والعقاقير المخدرة ويلتحقون بالجبهات بغرض الحصول عليها.
وحول طريقة وصول المخدرات إلى اليمن، أوضحت التقارير بأنه يتم تهريبها بدرجة رئيسية عبر شواطئ الحديدة والمهرة وحضرموت ويتم استقدامها عبر بحر العرب بدرجة رئيسية وعبر مواد وادوات غذائية يتم استيرادها من قبل تجار حوثيين عبر موانئ الحديدة.

عمليات دولية 
وإدراكًا لخطورة التهديد، الذي يشكله تهريب الحوثيين والايرانيين للمخدرات، وعلى وقع الكميات التي يتم ضبطها من قبل القوات المشتركة الدولية في بحر العرب والمحيط الهندي، كثف المجتمع الدولي من تحركاته للحد من تلك التجارة التي تستخدم عوائدها في استهداف الملاحة الدولية في البحر الاحمر والمنطقة.
فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ضبطت القوات البحرية، التي تقوم بدوريات في الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي، أكثر من مليار دولار من المخدرات غير المشروعة المتجهة إلى اليمن والمنطقة.

فالقوات البحرية المشتركة هي تحالف بحري مشترك يضم 44 دولة تحمي الممرات البحرية، وتوقف المهربين والإرهابيين، وغيرهم من المجرمين.
ويرتبط تهريب المخدرات هذا بشبكات إنتاج وتوزيع المخدرات الإيرانية الواسعة في جميع أنحاء سوريا والشرق الأوسط الأوسع.
فرضت الولايات المتحدة وشركاؤها عقوبات على الأفراد والشركات الرئيسية المشاركة في تجارة هذه المخدرات، وتواصل العمل مع الجماعات والمجتمعات لمكافحة آفة المخدرات؛ ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عليها فعله.
مع استمرار الحوثيين في هجماتهم العنيفة ضد المدنيين الأبرياء، واستمرارهم في إساءة معاملة الشعب اليمني، فإن التعاون العالمي أمر بالغ الأهمية لاستعادة حرية البحار.