اعتبرت أنموذجًا للرد الاسرائيلي المرتقب .. "الشبح" تضج مضاجع الحوثيين وتبعثر أوراقهم الإيرانية
حملت " الضربات الجوية التي نفَّذتها مقاتلات أمريكية من طراز B-2 (الشبح) التي تستخدم لأول مرة على أهداف في عمليات حماية الملاحة وطرق التجارة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والمنطقة، حملت "رسالة واضحة" إلى قيادات عصابة الحوثي الإيرانية بأنه لا يوجد مكان آمن لها، وأنها ستطال المخازن المحصنة لترسانة سلاح إيران في اليمن.
وفي حين اعتبرها البعض رسالة واضحة لإيران، وانموذجًا للرد الإسرائيلي المرتقب عليها، إلا أنها في الحقيقة حملت رسائل للحوثيين "وكلاء ايران" في اليمن، بأن المرحلة لم تعد تحتمل زيادة في التمادي والتطاول على السفن التجارية في أهم الممرات المائية في العالم، وحان الوقت لوقفها بالقوة.
"الشبح" تزلزل الحوثيين
تقول مصادر مطلعة وأخرى مقربة من عصابة الحوثي في صنعاء، بأن استخدام الولايات المتحدة لقاذفة من طراز B-2 (الشبح) ضد مواقع تابعة للعصابة، خلقت حالة من الارتباك وخلطت جميع الأوراق الإيرانية في المنطقة، وضجّت مضاجع قيادات الحوثيين بمن فيهم زعيمها عبدالملك الحوثي، خاصة وأنها استهدفت مواقع محصنة في مسقط رأسه بمحافظة صعدة، والتي حملت رسالة واضحة بأنه بات في مرمى الاستهداف في أي لحظة، حال تمادى في استهداف خطوط الملاحة الدولية في المنطقة.
وتؤكد المصادر، وجود خلافات جديدة ظهرت عقب غارات (الخميس) التي شنّتها قاذفات "الشبح" الأمريكية على مواقع محصنة في صنعاء وصعدة، على خلفية رفض بعض القيادات الاستمرار في تنفيذ المخطط الإيراني الذي سيقود مناطقهم إلى الدمار كما هو الحال في غزة ومناطق حزب الله في لبنان، فضلًا عن تعريض حياتهم والمدنيين الأبرياء من اليمنيين للخطر بدون جني أي مكاسب تذكر، سوى تصدر مشهد الموت في سبيل حماية إيران والإيرانيين.
وحسب المصادر، فإن قيادات حوثية رفضت الاستمرار في مشروع إيران المدمّر، وهددت بفضح بقية القيادات في حال استمرت في تماديها بخوض حروب لصالح ايران، وتعريض حياتهم وحياة أسرهم واليمنيين ومناطقهم للدمار والموت، وطالبت بسرعة العودة إلى مسار السلام الذي تقود جهوده الأمم المتحدة ووسطاء إقليميين ودوليين، لتجنيب مناطقهم وحياتهم الخطر الداهم.
لا مكان آمن
وتشير مصادر متعددة، إلى أن قيادات حوثية ميدانية وصلت الى قناعة تامة بأنه لا مكان آمن لها وللأسلحة الايرانية التي في حوزتها، بعد دخول قاذفات B-2 (الشبح) الأمريكية في العمليات الجوية ضدها، مؤكدة أن تلك الغارات الأخيرة للشبح على 15 موقعًا في صنعاء وصعدة ما هي إلا بداية لمرحلة ستكون أكثر فتكًا بقيادات وعناصر الجماعة وأسلحة ايران التي لديها.
وحذرت المصادر، من قيام عصابة الحوثي وبتوجيهات وتخطيط ايراني عبر الحاكم الفعلي لمناطق الحوثيين المسمى سفير علي رمضاني، والخبراء العسكريين الايرانيين، الذين وجهوا عناصر الحوثي بنقل الأسلحة الاستراتيجية من صواريخ ومسيّرات الى مخازن في وسط الأحياء السكنية في صنعاء ومراكز المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما هو الحال في مناطق حزب الله في لبنان.
ووفقا للمصادر، فإن الخطط الايرانية بهذا الخصوص باتت مكشوفة للجميع، الأمر الذي دفع شيوخ وقيادات عسكرية وسياسية في صنعاء، لدعوة الحوثيين الى سرعة التوقف عن الاستمرار في تنفيذ مخططات ايران المدمرة وجلب مزيد من العدوان على مناطقهم وتعريضهم واسرهم للخطر كما هو الحال في لبنان وقبلها في غزة.
فقدان قدرة الصمود
وذكرت المصادر، بأن عصابة الحوثي لم تعد قادرة على الصمود امام الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية وتنامي حالة السخط الشعبي الرافض لها في مناطق سيطرتها، وتدهور الاقتصاد والحالة المعيشية، وانعدام الغذاء والدواء عن مناطق عدة كحجة والجوف والمحويت والبيضاء وشرق تعز والمناطق الخاضعة لسيطرتها في الحديدة.
وأوضحت، بأن الضربات التي تعرضت لها قيادات ومنشآت حزب الله في لبنان من قبل العدو الإسرائيلي، أثرت كثيرًا في نفوس الداعمين المحلليين للحوثيين في مناطق سيطرتها، فضلًا عن ظهور نزاعات وخلافات بين قيادات العصابة على إثر ذلك، والتي فتحت كشف حساب لما قدموه لغزة التي باتت مدمرة بالكامل وقيادات المقاومة فيها قتلى وجرحى وفارين، مؤكدة وجود أصوات تتعالى للمطالبة بعدم استمرار الادعاء بدعم غزة لأنه لم يعد هناك غزة او مقاومة تذكر.
وأكدت، بأن الضربات التي نفذتها قاذفات الشبح مستخدمة قنابل واسلحة تخترق التحصينات، شكّل الضربة القاضية لقدرات الحوثيين، وافقدتهم القدرة على الصمود، مشيرة إلى أن زعم الحوثيين استهداف سفينة في البحر المتوسط مساء الجمعة، كانت عبارة عن محاولة للظهور امام عناصرهم بأنهم لم يتأثروا بتلك الضربات وأنهم ما يزالون قادرين على الصمود، فيما المؤشرات تؤكد عكس ذلك.
رسالة واشنطن
وفي هذا الصدد، ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن الضربة التي شنتها القاذفة من طراز B-2 (الشبح) الأمريكية على منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض تابعة للحوثيين وكلاء ايران في اليمن، كانت تهدف إلى توجيه رسالة إلى الحوثيين وغيرهم.
وخلال إفادة صحفية للمتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، قال له أورين ليبرمان من شبكة CNN: "لم تستخدم كلمة إيران، لكن يبدو أن هذه رسالة واضحة للغاية إلى إيران بشأن منشآتها النووية تحت الأرض".
وأجاب رايدر: "كانت بالتأكيد رسالة إلى الحوثيين، وأي خصوم محتملين آخرين يخبئون أشياء تحت الأرض، إنها رسالة إليهم أيضا".
يذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال إن الضربة كانت "دليلا فريدا" على أن الولايات المتحدة قادرة على استهداف المنشآت "بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها".
ويُذكر أن عصابة الحوثي وحزب الله وحماس، جزء من تحالف تقوده إيران يشمل "اليمن وسوريا وغزة والعراق" يقود عمليات تدمير للبلدان والمناطق التي يتواجدون فيها خدمة لاسرائيل والمشروع الايراني في المنطقة.