تناقض الحوثيين بين زيف الشعارات والواقع اليمني المنهار

قبل 7 ساعة و 36 دقيقة

تعيش اليمن حالياً ظروفًا صعبة ومعقدة وغير مسبوقة بسبب الحرب التي تشهدها منذ 10 سنوات، أدت إلى تدهور الأوضاع وانهيارها في شتي المجالات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى الأزمات المتلاحقة والصراعات العديدة، ومن أبرز اللاعبين في هذه الصراعات "الحوثيون" الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من البلاد، والعبث والفوضي الذي ألحقوه باليمن أرضًا وإنسانا..

ناهيك عن رفعهم لشعارات مزيفة في شوارع المدن التي يسيطرون عليها، شعارات بعيدة كل البعد عن حقيقة أفعالهم على الأرض، منها   شعارات الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وغيرها من شعارات الزيف والرياء والتي لا تعبر إلا عن تناقض مرعب وبغيض يسكنهم.

وعلى الرغم من أن الحوثيين يدعون لحقوق الإنسان والحرية، إلا أنهم يظهرون تناقضاً واضحاً في تعاملهم مع بعض القضايا الحساسة. فعلى سبيل المثال، يرفضون السماح للصحفية سحر الخولاني بالتحدث أو التعبير عن آرائها، كما يحتجزون العديد من المعتقلين منذ احتفالات 26 سبتمبر، ومنهم موظفي الأمم المتحدة، دون محاكمة عادلة أو حقوق إنسانية أساسية.

هذه التصرفات تكشف عن نوعية المليشيا التي تمثلهم، وتظهر تناقضاً كبيراً بين ما يدعون إليه علناً وبين ما يمارسونه في الواقع. فإذا كانوا يطالبون الأمريكيين بحقوق الإنسان والحرية، فلماذا لا يتمتع المواطنون اليمنيون بنفس الحقوق؟!.
 

كثيرة هي الأمثلة التي تدل على التناقض الكبير الذي يمارسه الحوثيون على أرض الواقع اليمني منذ انقلابهم على الدولة، منها الانتهاكات والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب ةتفجير المدت وزراعة الألغام والقمع والكبت والطغيان، وفي المقابل يرفعون شعارات الحرية والعدل والإنصاف، شعارات تخلو من المصداقية لا تعدو كونها تزييف لحقائق الواقع اليمني المنهار بسبب أعمالهم الهمجية الظالمة .

الحوثيون يجب أن يتحلّوا بالشفافية والنزاهة، وأن يعاملوا جميع المواطنين بالعدل والمساواة، بدلاً من التمييز والانتهاكات. فإن كانوا يريدون أن يكونوا جزءاً من المجتمع الدولي، فيجب عليهم أن يلتزموا بقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، وأن يثبتوا أنهم ليسوا كما يصفهم البعض بأنهم "أكذب أهل الأرض".

إن اليمن بحاجة إلى وحدة وتعاون من جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين، لبناء مستقبل أفضل للبلاد ولشعبها. وهذا لن يتحقق إلا من خلال احترام حقوق الإنسان والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.