أيها المترفون رفقاً بالبطون !

07:00 2024/10/15

أُسدل الستار و انتهت برتوكولات  الاحتفالات  و فود المناسبات لنواجه واقعنا  المُر  وجهاً لوجه والصراع من أجل البقاء ، في حين  نجد أن شريحة واسعة من  أبناء  هذا  الشعب  المسكين و عددًا كبيرًا من  المواطنين و الموظفين   يحملون هموم  العالم  لكنهم  لا  يحملون هم أسرهم ، ولا يحرّكون ساكناً تجاه قضيتهم المعيشية  ،  فيخذلون  بعضهم بعضاً على  أنساق  مختلفة بسبب التجاذبات السياسية  رغم  الغلاء  الفاحش  وارتفاع  أسعار  المواد الغذائية و الانهيار المتسارع للعملة الوطنية ،  وتخطي الدولار حاجز الألفي  ريال ، في وضع استثنائي غير  مسبوق  ربما سيقودنا إلى مجاعة  حقيقية و مآلات كارثية .

أولئك الجياع الذين أحرقتهم  نار  الأسعار  وارتفاع  الدولار  و تأخر  المرتبات  باستمرار ، مناضلون  و منسوب الوطنية  لديهم عالٍ ومرتفع ، يُلبون النداء  فيخرجون  في  جميع  الفعاليات والمسيرات  الجماهيرية و الاحتفالات  الوطنية ، و يناصرون  قضايا  الأمة العربية و الإسلامية ، بينما ينكرون ذواتهم  دون  أن  يمثل لهم الهم المعيشي أولوية في سلم  حياتهم.

نجدهم يتابعون أخبار العالم على مدار  الساعة ويتفاعلون مع  أحداث الكرة الأرضية ، لكنهم يغضون الطرف عن  معاناتهم  اليومية في ظل الأوضاع  المعيشية  و الاقتصادية الصعبة  ليغدو ذلك ترفاً فكرياً و اجتماعياً  يدعو للحيرة و الدهشة.

تلك الشريحة تشكل كوكتيلاً من  الطبقات الاجتماعية و النخب  المثقفة ،  جلهم ينتسبون للنقابات المهنية والعمالية و للمنظمات الجماهيرية  و الإبداعية و للأحزاب و التنظيمات   السياسية  ، لكن أصواتهم لا ترتفع   بالشكوى، و لا تطالب بالحقوق المطلبية ، فينافقون قياداتهم الحزبية و النقابية بالخذلان  والصمت  البليد ، على  حساب  جوع أطفالهم و أنين شكواهم  المستمر في مواجهة  الجوع و الفقر و الفاقة و الحرمان.

تجويع ، و تركيع ، و صمت  فضيع    لا  يضاهيه  سوى صمت أهل  القبور و الراحلين إلى الدار  الآخرة ، فغالبية شعبنا اليمني   الصابر  يجمعه الوطن المشترك و  الهم المشترك  والجوع المشترك   و يوحده الفقر ، و الألم  ، و يتطلع  لحياة كريمة رغم الوجع ، فيقنع بالعيش الكفاف رغم الانكسار ، و يُشكّل رغيف الخبز لديه هماً مؤرقاً ، كون الإحساس بالجوع  أمراً مقلقاً لا يشعر  به سوى من عاش تلك اللحظات القاسية ، ليصبح  الحصول على حبة "طماطيس" عند الفقراء أمنية.

حياة صعبة في زمن القحط  لا تكون  ، ولقمة عيش لا تهون،
فرفقاً بالبطون..

أيها الجائعون،
ثوروا وانتفضوا 
إن لم يحرككم الجوع  و قرقرة  البطون،
فمتى ستنتفضون؟!