Image

في ذكرى ثورة 14 اكتوبر الـ 61 .. من يعيد للثورة اليمنية المجيدة ألقها التي حظيت به في عهد الزعيم الصالح؟!

أكثر من 13 عامًا مَرَّت على اليمنيين، لم يحظون فيها الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية المباركة " سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والوحدة" كما كانوا يحظون بها ايام حكم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح،  الذي جعل من ذكرى تلك المناسبات الوطنية أعيادًا تلامس وجدان المواطن وتحاكي عظمة المناضلين الاوائل.

من يعد لنا تلك الأيام؟!
تقول اشجان مكاوي، معلمة، ومن عائلة مكاوي المناضلة في عدن بجنوب الوطن لـ"المنتصف" في ذكرى ثورة 14 اكتوبر الـ 61، بأن مناسبات الثورة اليمنية كان لها "طعم ولون، وقداسة" أيام حكم الزعيم علي عبدالله، وهذه حقيقة لا يمكن لأحد ان ينكرها، مقارنة بالحالة التي تمر بها ذكرى تلك المناسبات الوطنية اليوم في ظل هذا البؤس وفقدان مقاومة الحياة وعلى راسها الأمن والأمان".
وتضيف مكاوي: " لا يمكن مقارنة الاحتفالات والاحتفاء بتلك المناسبات التي كانت تجري ايام حكم الصالح، بما يجري اليوم. كان هناك فرحة وانتظار لطبيعة وشكل الاحتفال بهذه المناسبة من اقامة الاحتفالات الرئيسية والعروض العسكرية والحفلات الفنية ، والمسابقات والعروض المائية في البحر، والكرنفالات الشبابية، وتكريم المناضلين، والاهتمام باسرهم".
وتتابع:" انها ايام الدولة شعرنا بعظمتها وقيمتها، أما اليوم، بعد فوات الاوان، نتمنى فعلًا عودة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، فقط لنشعر بالأمن والامان، وعدم الخوف من بكرة، لنعيد لأنفسنا الفرحة المفقودة منذ عشر سنوات واكثر من الفوضى في كل مناحي الحياة، فقدنا كل شيء بما فيها القوت الذي كان متوفر وبأقل الامكانيات".

تنفيذ أهداف الثورة 
وهنا يؤكد عبده القدسي – موظف، بأن "الرئيس الصالح قد يكون الوحيد الذي تم في عهده تنفيذ العديد من أهداف الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" والمتمثلة بإعادة تحقيق الوحدة، والتنمية والاقتصادية، وبناء مؤسسة عسكرية قوية، وحماية السيادة والاستقلال والجمهورية، والديمقراطية، والحريات" وكلها مبادئ وأهداف ناضل من أجلها الأجداد على مدى عقود".
ويضيف القدسي لـ "المنتصف"، "إننا اليوم نعيش في عهود ظلام تشبه ما كانت تعيشه البلاد قبل اندلاع ثورة سبتمبر في الشمال واكتوبر بالجنوب، حسبما قرأناه في كتب التاريخ، لم نعش نعيم نضالات الثوار الاوائل من الآباء والأجداد، إلا في عهد حكم المؤتمر الشعبي العام الممتدة من 1979 حتى 2012، ما سبق ذلك التاريخ صراعات واغتيالات، وما تلى ذلك التاريخ استقرار وتمهيد الطريق أمام إعلان الوحدة والانتقال نحو البناء والتنمية الاقتصادية".
ويواصل قائلًا: " لا يمكن الحديث عما انجزته فترة حكم المؤتمر و زعيمه الرئيس علي عبدالله صالح، فالواقع يتحدث عن نفسه خاصة بالنسبة للمناطق الجنوبية التي حظيت بالكثير والكثير خلال عقدين من الزمن، ويكفي اننا كنا نعيش في أمن وامان وننتقل بين المحافظات بدون ان يسألك احد من اين انت واين ذاهب؟ فضلًا عن شبكة الطرق الحديثة خاصة النفق الذي يربط حضرموت بالمهرة".

بدون رائحة 
تقول الاعلامية "ام رشد" (لم تفصح عن اسمها لدواعي امنية)، نحتفل بذكرى الثورة هذه الايام بدون رائحة او نكهة تجعلك تشعر بعظمتها، لقد فقدنا الشعور والاحساس بكل شيء مما تعرضنا له منذ تدمير الدولة واسقاط نظام الرئيس السابق، يكفي انك تعيش بخوف من ذكر اسمك حتى لا يتم اعتقالك والاعتداء عليك او حتى قتلك".
تواصل": لا يمكن ان ينكر الحياة الرغدة والآمنة التي عشناها جميعا في اليمن شمالا وجنوبا، ابان حكم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي ظلمناه وظلمنا انفسنا بتصديق شعارات الذين يتصدرون المشهد اليوم، حقيقة نحن في ندم كبير، متسائلة ( هل تشعرون بفرحة المناسبات الوطنية كما كنا نعشر بها ايام الدولة؟).

أمنيات بعودة الدولة 
ومع حلول مثل هذه المناسبات الوطنية الكبيرة كذكرى ثورة اكتوبر وقبلها ثورة سبتمبر، يتذكر اليمنيون حياتهم قبل عقد ونيف من الزمن، ويتمنون عودة الدولة حتى يشعرون بقيمة تلك المناسبات التي تظل خالدة في نفوسهم المنكسرة حسرة على ما فرطوا فيه من نعيم كانوا يعيشون فيه خاصة الامن والامان، ورخص الاسعار وضمان الحقوق، وصرف المرتبات، وتوفر الخدمات بما فيها الكهرباء والمياه والتعليم والصحة وغيرها".
لا تكاد تذهب الى منطقة او شارع او حي في عدن، الا وتسمع اصوات ترفع بالترحم على الرئيس علي عبدالله صالح، يتبعها التندم على ما فرطوا فيه، ويلعنون الواقع البائس الذي يعيشونه في ظل غلاء قاتل، وخوف منتشر، ومناطقة، وصراع كيانات، وفشل سياسي، وانهيار عملة، وتفريط بالسيادة، والمجاهرة بالعمالة والتبعية لدول خارجية.
ومع تلك الأصوات المرتفعة يبقى الأمل قائمًا بالخلاص من هذا الواقع اما بمواصلة النضال، او بتفجير ثورة اجتماعية شعارها "العودة للدولة ورفض الموت جوعًا"، كما تبقى الاحتفالات بذكرى الثورة اليمنية "سبتمبر واكتوبر" نبراس يضيء للجميع الطريق نحو الخلاص من الإمامة اولا وتثبيت قواعد الحكم القائمة على الديمقراطية والحرية والعدالة والمواطنية المتساوية، التي كانت مجسدة في ظل حكم الرئيس الشهيد الزعيم الصالح.