Image

أكتوبر ثورة شعب مجيد من الشمال الى الجنوب

لم تكن ثورة سبتمبر بمعزل عن اكتوبر بل يمكن القول أنهما ثورثان بثورة واحدة انفجرت  في وجه الإمامة الطاغية في الشمال والاستعمار بالجنوب لتحرير الأرض والإنسان

تنسيق بأعلى مستوى

كان التنسيق بين مناضلي الثورة بالشمال والجنوب بأعلى مستوى ، شكّلت عدن ملجأ للثوار من ظلم الإمامة وكان الشمال الملاذ الآمن لمناضلي أكتوبر ، ولم تمضِ سوى خمسة أشهر فقط على قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م حتى سارع بعض القوى الوطنية بالجنوب للدعوة الى عقد مؤتمر بصنعاء بتاريخ 24 فبراير 1963م بدعوة من حركة القوميين العرب التي كانت بعض عناصرها القيادية تتواجد في شمال الوطن  بعد الثورة، وقد تجمع في المؤتمر ما يزيد عن مائة شخصية يمثلون بعض المنظمات الثورية السرية بالجنوب وبعض الشخصيات السياسية، جميعهم أكدوا ضرورة الكفاح المسلح للتحرير من الاستعمار البريطاني ، وصدر عن المؤتمر في ختام أعماله بتاريخ 5 مارس 1963م بيان أعلنوا عن قيام جبهة تحرير جنوب اليمن ، والتحق الكثير من المناضلين بصفوف الكلية الحربية في شمال اليمن حتى تمكنوا من تكوين نخبة من الأحرار الذين أصبحوا فيما بعد وقودًا لثورة الـ14 من اكتوبر

تعز والتخطيط للثورة

في خضم المد الثوري تحولت تعز إلى ساحة حرب للإعداد والتدريب والتأهيل والتخطيط للثورة؛ عقدت عدة اجتماعات قبل تفجير شرارتها ضد المحتل لعدة مكونات وفصائل مقاومة للاستعمار, وفي مطلع اغسطس 1963م , اجتمعت عدة تنظيمات وفصائل ثورية مقاومة للاستعمار تحت مكون واحد أطلق عليه الجبهة القومية لتحرير الجنوب
واستمرت جهود الإعداد والتجهيز والتدريب في المحافظات الشمالية المحررة من الحكم الإمامي، للمئات من عناصر المقاومة الجنوبية التي كانت تنتظر ساعة الصفر وإطلاق الشرارة الأولى للثورة, بعد عودة الشهيد راجح بن غالب لبوزة من الشمال مع 100 شخص من رفاقه الذين شاركوا في ثورة سبتمبر المجيدة في شمال اليمن ضد الحكم الامامي الكهنوتي ،فعند انطلاق ثورة 14 أكتوبر 1963، فإن تعز نظرا لقربها من عدن فقد وضعت خارطتها الجغرافية وسكانها تحت تصرف الثوار الذين فتحوا جبهة الجنوب المحتل وغدت تعز قاعدة انطلاقهم في مسار العمل الفدائي والكفاح المسلح ضد الاحتلال وفي منتصف عام 1959 ومنتصف عام صدرت صحيفة الطليعة من تعز، ورأس تحريرها عبد الله باذيب انطلقت ووصلت إلى كل المدن بالجنوب والشمال وفي نهاية عام 1964م تم افتتاح إذاعة تعز والتي بثت من لحظاتها الأولى برامجها الثورية الموجهة إلى أبطال الكفاح المسلح والفدائيين بجبهة الجنوب، وإلى أبناء اليمن في مناطق مختلفة.

متغيرات في موازين القوى

أحدثت قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962، وإعلان دولة الجمهورية العربية اليمنية، متغيرات في موازين القوى انعكست هذه المتغيرات إيجابيا لصالح حركة التحرر الوطني بالجنوب .
فقد أصدر الزعيم عبد الله السلال، رحمه الله قرارًا بتعيين نائب له لشؤون الجنوب واستقبلت الشمال قيادات جنوبية، حيت فتحت الجمهورية قلبها وذراعيها للثوار القادمين من الجنوب، الذين اتجهوا للقتال في المناطق الشمالية مطاردين فلول الملكية.

واحتضنت صنعاء لقاءات ومؤتمرات لقيادة حركة التحرر الجنوبية كانت الجبهة القومية آنذاك برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي والذي افتتح مكتبه الرئيسي في تعز في 3 يونيو عام 1964م، وقد تفرع عنه عدة مكاتب توزّعت مهام العمل اليومي والإستراتيجي.

تلاحم وتنسيق مشترك

14 أكتوبر ثورة شعب تشارك فيها النضال والدم من صنعاء إلى عدن
بعزيمة لا تنكسر فجّر أبناء جنوب بتلاحمهم وتوحدهم ثورة خالدة قهرت الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس تحررت عدن من المستعمر الأجنبي بعد عام من انتصار صنعاء على كهنوت الإمامة المتخلفة، كمدينتين تشاركتا النضال والدم والمصير المشترك ، وكانتا انعكاسًا لواحدية التاريخ والجغرافيا وواحدية الثورة والانتصار. من المهم الوقوف على تصريح المندوب السامي البريطاني بعدن في الأيام الأولى لثورة سبتمبر الذي نشرته الصحف البريطانية  آنذاك وقال فيه إن الثورة في الشمال هي ثورة للجنوب، ولإيقاف زحفها السريع لا بد من دعم معارضة قوية لإسقاط الثورة في صنعاء بتعاون إقليمي ودولي؛ "وقد تم ذلك التعاون والاستقطاب بأسرع مما كان متوقعا ووجد الملكيون في الاحتلال البريطاني سندا ومأوى".

ابناء الجنوب يحتفلون بسبتمبر

عند إعلان قيام الثورة صبيحة يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م غمرت الفرحة عدن وكل جنوب الوطن؛ وخرجت الجماهير في شوارع مدينة عدن تردد الأناشيد الثورية المعبرة عن التأييد للثورة، وبدأت طلائع المتطوعين للدفاع عن ثورة سبتمبر تتجه نحو العاصمة صنعاء، منذ الأسبوع الأول لقيام الثورة. وفي المقابل هب أبناء شمال الوطن لإسناد ثورة 14 أكتوبر في الجنوب، وباتت صنعاء والنظام الجمهوري أكبر داعم لأبطال ثورة 14 أكتوبر وقبلة رواد الحركة الوطنية وكان للمتطوعين من ابناء المحافظات الجنوبية دورا كبيرا في نجاح وإسناد الثورة في الشمال لإدراكهم بواحدية المصير وايمانهم بالقضية الواحدة.

تحية  من مناضلي اكتوبر

من لا تزال في عينيه غشاوة من واحدية ثورة سبتمبر واكتوبر عليه العودة الى ما قاله المناضل الشهيد علي عنتر : ان الاعتراف بنضال الآخرين و اننا كمناضلين قدنا النضال في وقت مبكر في ثورة 14 اكتوبر يعود للرواد الاوائل ممن قدموا انفسهم وارواحهم  في 26 سبتمبر وتفجير الثورة بصنعاء ومنحونا الضوء والامل كلنا ثقة طالما صنعاء ورائنا سوف ننتصر بعدن لهذا تحية والف تحية للذين اتخذوا القرار عشية 26 سبتمبر وحملوا اسلحتهم وتقدموا راضين الى الموت من اجل حياة الشعب اليمني ودكوا قلعة الامامة حينها اعلنوا انطلاق المارد سبتمبر من صنعاء الثورة 
نحن نقول أن فضلهم علينا وإن هذه الثورة بالشطر الجنوبي والانتصار العظيم الذي حققته قوى الثورة اليمنية شماله وجنوبه يعود بالدرجة الاولى الى رجال ثورة 26 سبتمبر يجب ان نكن لهم الحب والتقدير  اينما كانوا علينا  ان نكتب عنهم الكثير والكثير وان نبني لهم تماثيل وانصبة لما قدموا من اجلنا ورفعة وتطور هذا الشعب.