ذكريات مؤلمة من قلب مدينة تعز
ما زالت ذكرى استشهاد أحمد الشباني عالقة في ذهني، وكأنها حدثت بالأمس. كان ذلك قبل سبع سنوات، حينما استُهدف الإعلاميون في حادثٍ مروّع ترك أثرًا عميقًا في نفوس الجميع.
أحمد، الذي كان أول شهيد إعلامي في تلك الفترة، سقط أمام أعيننا، وكأنما الزمن توقف في تلك اللحظة. كان المشهد مرعبًا، والذعر يسيطر على كل من كان موجودًا. كنا نعلم أن العمل الصحفي قد يصبح خطرًا، لكننا لم نتوقع أن نكون نحن الأهداف المباشرة في صراع لا يرحم.
في تلك الأيام العصيبة، كان فك طريق الضباب هو الأمل الوحيد لسكان مدينة تعز، حيث كان يُسمح لهم بشراء الغذاء والدواء، وإدخال أنابيب الأكسجين التي كانت تنقذ أرواح الكثيرين. ومع ذلك، فقد سقط الكثير من الأبرياء جراء الحصار المفروض، ورغم كل ذلك الألم، كنا نواصل العمل، نبحث عن الحقيقة في خضم الفوضى.
بعد أحمد، فقدنا الكثير من زملائنا، مثل محمد اليماني، أواب الزبيري، تقي الدين الحذيفي، وائل العبسي، وسعد النظاري. كل فقد كان جرحًا جديدًا ينزف في قلوبنا، وكل شغف بالمهنة كان يتلاشى مع كل خبر استشهاد.
هذه الذكريات تنخر في ذاكرتي، تجعلني أشعر وكأنني أسيرة للحرب، التي لا تزال تعصف بمدينة تعز، المدينة التي تعبت من الصراع والحصار لعقد من الزمن.
ومع ذلك، بدأت الحياة تعود شيئًا فشيئًا إلى المدينة. أذهب إلى الحوض، أستمتع بمشاهدة الحياة تتجدد، وأرى زحام تعز يعود من جديد. لكن في داخلي، ما زالت تتردد أصداء تلك الذكريات المؤلمة. أبحث عن السلام في مدينة ضاقت بها الأحوال، وأتمنى أن تنتهي الحرب التي لا تزال تعكر صفو حياتنا.
إن الذكريات، رغم ألمها، تبقى جزءًا من هويتنا، تذكرنا بأهمية السلام، وتحثنا على الاستمرار في السعي نحو مستقبل أفضل.