Image

المشروع الذي أنصف النساء والأقليات

تواجه النساء والأقليات في اليمن تحديات كبيرة جراء المعلومات المضللة والتي كانت لها آثار سلبية على حياتهم، ولضعف التمثيل المتكافئ في الوسط الإعلامي لهم جعلهم أكثر عرضة للتصوير النمطي، مما يؤدي إلى تعزيز الأفكار السلبية والتمييز في حقهم، إلى جانب صعوبة الوصول إلى مصادر معلومات موثوقة وتعرضهم للتهديدات المباشرة التي تستهدف سلامتهن، خاصةً في مناطق النزاع، مما أثر ذلك على فرص العمل والتنمية الاقتصادية لهن والتي تعيق جهود النهوض لتلك المجموعات.

وقد تم استخدام التضليل لتعزيز العداوات بين المجموعات العرقية والدينية، مما أدى إلى تفاقم العنف ضد الأقليات، و تشويه سمعة الناشطات من خلال حملات تضليل ممنهجة  جعلتهن يتعرضن لتهديدات وتحرشات نتيجة لتشويه سمعتهن مما أثر على مشاركتهن في الحياة العامة والحياة السياسية.

الأمر الذي دفع مؤسسة sos للتنمية بعدن لإجراء دراسة استهدفت هذه الفئات لمعرفة الآثار السلبية لتأثير المعلومات المضللة، وكانت أهداف هذه الدراسة قد تركزت على تأثير حملات التضليل الإعلامي وتحديد الأنماط الرئيسية و التي تؤثر على النساء والأقليات، إلى جانب دراسة البيئة الإعلامية في اليمن وفحص الآثار (النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية) للتضليل الإعلامي على هذه المجموعات، واستكشفت العوامل التي تسهم في زيادة تعرض النساء والأقليات للتضليل الإعلامي.

واقترحت بتوصيات للمنظمات غير الحكومية وصانعي السياسات لمكافحة التضليل وتعزيز الوعي، وتصميم برامج تدريبية وتوعوية لتمكين النساء والأقليات من التعرف على التضليل والتعامل معه بفاعلية، إلى جانب ملئ الفجوات في الأبحاث الحالية وتقديم بيانات جديدة تساهم في الفهم العالمي لتأثير التضليل الإعلامي.

وتقديم الدعم المالي والتقني للصحفيين المستقلين والمؤسسات الإعلامية التي تلتزم بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وتعزيز الصحافة التحقيقية التي تركز على كشف المعلومات المضللة وتقديم تقارير دقيقة وموثوقة، إلى جانب تطوير سياسات وطنية لمكافحة التضليل الإعلامي بشرط أن تتضمن عقوبات صارمة عند نشر أي معلومات مضللة، وتشجيع الشركات التكنولوجية على اتخاذ إجراءات فعالة للحد من انتشار الأخبار الزائفة على منصاتها.

وقد شرعت مؤسسة SOS  للتنمية لحملة مناصرة متعددة الجوانب لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة والعمل على حمايتهم، والقضاء على المعلومات الخاطئة المتعلقة بالنساء والأقليات.

وجاء مشروع "تعزيز السلام المجتمعي ومكافحة المعلومات المضللة ضد النساء والأقليات في محافظة عدن" الذي نفذته المؤسسة بالشراكة مع UNDP بمثابة دعم وانصاف لهذه الفئات، حيث ساهمت هذه الحملة في تعزيز شراكات مع منظمات المجتمع المدني وبناء قدراتهم ليكونوا جهات فاعلة مستقلة للحكم الرشيد والتنمية، إلى جانب تعزيز آليات التنسيق بين اللجان المجتمعية والسلطات المحلية وأصحاب المصلحة المعنيين للحفاظ على السلام والأمن.

وكان لهذا المشروع أهداف جمة أبرزها رفع الوعي وتعزيز الحلول الفعالة لمواجهة حملات التضليل الإعلامي ضد النساء والأقليات في اليمن، إلى جانب تسليط الضوء على التأثيرات المحددة للتضليل، وتوعية الجمهور بالمعلومات المضللة الشائعة والطرق الصحيحة للتحقق منها، وتعزيز دور المؤسسات والمنظمات في مكافحة التضليل الإعلامي والدفاع عن حقوق النساء والأقليات، ووجه دعوة لصناع القرار لاتخاذ إجراءات فعالة لحماية النساء والأقليات من آثار التضليل.

حملة لمناصرة الأقليات
جهود مضنية بذلها فريق المشروع بقيادة الاستاذة منية خالد تنوعت بين نشاطات عدة منها الدراسات، وحلقات النقاش،  وورش تدريبية، وبودكاست، وأفلام هادفة كان لها تأثيرها على المجتمع، بالإضافة إلى حملة مناظرة تم تنفيذها منتصف أغسطس، وفق إستراتيجيات خاصة بالمناظرة، بما يتناسب مع مستوى المتدربين/ات لأجل (المعلومات المضللة وتشكيل الوعي المجتمعي والسلوكيات التي تؤثر على النساء والأقليات" والتي بدورها حملت ابعاداً مختلفة منها (اجتماعية، وثقافية، وصحية، وسياسية)، بمشاركة 12 شخص (ذكور / اناث)، وحضور 35 من الذكور، و 55 من الاناث.

وقد قدمت الحملة محتوى قيّم من خلال البوسترات التي حملت في طياتها رسائل هادفة تناولت العديد من المواضيع المختلفة، سواء( المعلوماتية، التنموية، والاقتصادية)، وغيرها، وجاءت الحملات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما يتناسب مع الجمهور والتي تمثلت بإنشاء 10 بوسترات عن نتائج الدراسة وتأثيرات التضليل على النساء والأقليات، والتوعية بالمعلومات المضللة الشائعة وكيفية التحقق منها، وتم إنشاء 3 بوسترات عن كيفية التحقق من المصادر وأساليب التضليل الإعلامي.

وتناولت البوسترات الأمثال الشعبية المغلوطة التي يتداولها الناس للإساءة للنساء والأقليات والتي شكلت ظاهرة سلبية لها آثاراً جلية على هذه الفئات، و كان لا بد من معالجتها، وكذلك عن المعلومات المضللة عنهم وماهيتها وكيفية التمييز بينها وبين المعلومات الخاطئة، وكُرست حلقات أخرى عن المؤسسات الإعلامية والتي لها دورً كبيرًا في ذلك إلى جانب المجتمع المدني لمكافحة التضليل الإعلامي، واستعرضت بعض تلك الأمثلة التي تلوكها الألسن وتبعث غصة تخنق تلك الأقليات مثل ( أكل اليهودي، ولا تآكل الخادم، لا يغرك حُسن الاخدام النجاسة بالعظام، الخادم يومه عيده)، بينما كرس فلم الانفوجرافيك الذي تم إنتاجه حول الدراسة للمعلومات المضللة ضد النساء والأقليات في اليمن.

وإلى جانب ذلك، تم تصميم برامج تدريبية تهدف إلى تعزيز القدرات على التحقق من المعلومات والتحليل النقدي، وتطوير مواد تعليمية تستهدف النساء والأقليات لتمكينهم من التعرف على التضليل الإعلامي ومواجهته، وتعزيز التعاون بين وسائل الإعلام المحلية والمنظمات غير الحكومية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

وبيّنت الحملة في محتوى البوسترات التي استعرضتها أهم القضايا التي يتفاعل معها المجتمع بشكل أكبر حتى لو احتوت على المعلومات المضللة مثل الأخبار المغلوطة المتعلقة بالوضع الاقتصادي، أو الناشطات وقضايا النساء، وجرائم القتل، والوضع السياسي كونها محل اهتمام العامة وهاجسهم.

فيما تناولت البوسترات طرق وأدوات التحقق من المعلومات المضللة والمزيفة، إلى جانب تقديم الحلول للتأكد من تلك المعلومات المضللة من خلال محركات البحث العكسي عن الصور المزيفة والمعلومات المضللة في مصادر موثوقة ، مثل "جوجل ، بينج ، وياندكس "، ومواقع ومراكز الاخبار الموثوقة والتي تلتزم بمعايير الصحافة الأخلاقية .

واستعرضت أهم المنصات المجتمعية المتخصصة في التحقيق من المنشورات والانباء الرائجة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان أبرزها " صدق اليمنية ، صحيح اليمن" و whopostedwhat.com  بميزته المجانية في اجراء بحث عكسي على منصة فيسبوك.

وقدمت في منشور لها بعض المواد الصحفية والتي لخصت بعض النصائح والأدوات للتحقق من صحة المعلومات وتدقيقها قبل نشرها أو مشاركتها والتي حملت عنوان " التحقق والتدقيق السبيل الأمثل لمكافحة الشائعات الجاثمة على مجتمع الميديا في اليمن" .
لقراءة المادة والاطلاع عليها :
https://noonwashin.com/a3g68

ولأن المرأة هي ركيزة المجتمع ونواته، فقد  أتاحت لها المشاركة من خلال الشبكات، إلى جانب مجموعات الشباب، ومنظمات المجتمع المدني والسلطات المحلي مساحة في جهود الوساطة وحل النزاعات والتفاوض داخل مجتمعاتهم، وبناء قدراتهم ليصبحوا قادة في المجتمع، وعملت جاهدة على إبراز دور المرأة وتكريمها.

كما استعرضت بعض الأمثال الشعبية السلبية التي تنتقص من كرامة المرأة وتضعها في دائرة ضيقة لتنهار عليها من الجلد عنفاً مثل (ولد عاصي ولا عشر مطيعات)، ولكنها غطتها بشعارات جمة تحث المرأة على تجاوز تلك الأمثال وكتابة قصص النجاح مثل " المرأة نصف المجتمع، والنصف الآخر لا يكمل".

ووضحت من خلال البوسترات باللغتين العربية والإنجليزية آثار حملات التضليل الإعلامي التي تهدد النساء والأقليات والتي تعزز الأفكار النمطية وتعيق جهود التنمية والسلام والمشاركة المجتمعية، والوقوف لمواجهة هذا التحدي.

رسالة هادفة.

جهود كثيرة بُذلت، ومحتوى قيم وهادف، وموضوعات تلامس معاناة هذه الفئات كان لها صدى في المجتمع، وحققت نجاح أثمر بشكل إيجابي ووصلت معدلات تفاعلات الجمهور حول حملة المناصرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأرقام كبيرة.

فقد حققت البوسترات5531 من إجمالي التفاعلات ومعدل وصول 107981

بينما حلقة البودكاست حققت 119565من الوصول و2246 من إجمالي عدد التفاعلات.. ولاقى فيلم الانفوجرافيك 272 إجمالي التفاعلات ووصول إلى28197.

إنجاز عظيم يضاف إلى رصيد هذه المؤسسة التنموية، ونجاح باهر حققه ذلك المشروع عبر تلك الحملة والتي أرست قواعد مهمة في التعامل مع المعلومات المضللة ومكافحتها وخلق وسط إعلامي تعتليه هذه الفئات كغيرها من فئات المجتمع دون تمييز ، فقد كان لهم هذا المشروع بمثابة سوط جلد كل الذين يرمون مخلفاتهم فيه، وشجعها لرفع صوتها، وحثها على اتخاذ كافة الوسائل لحماية نفسها، وحث صناع القرار لدعمها.