عصابة طارئة تحلم باغتيال وطن
جاءت الأحداث الأخيرة لتثبت أن عصابة الحوثي الإرهابية ليست فقط في حالة عداء مع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والتي قضت على نظام الإمامة البائد، ودكّت عروش الطغيان إلى الأبد، بل وتسعى بشتى الوسائل للإجهاز على تلك الثورة وعلى مبادئها وأهدافها، والانتقام من كل ما يرتبط ويتعلق بها، لتتعدى ذلك إلى محاولات الانتقام من المواطن نفسه.وهذا تمامًا ما تجلى بأقبح صوره عند قيامها بشن حملات اعتقال جنونية خلال الأيام الماضية ضد المئات من أبناء الوطن في المناطق الخاضعة لسيطرة العصابة الإجرامية.
كما فرضت يومي الأربعاء والخميس (الخامس والعشرين والسادس والعشرين من سبتمبر) حظرًا كاملًا على التجمعات ومسير السيارات في شوارع المدن الرئيسية، لا سيما العاصمة صنعاء، ونصبت العشرات من الحواجز ونقاط التفتيش، مانعة السيارات من المرور إلا بعد تفتيشها والبحث بداخلها عن أية أعلام جمهورية. كما انتشر بلاطجتها بهراواتهم التي تم تجهيزها للمناسبة في مختلف الشوارع والحارات والأزقة.
لكن كل ما قامت تلك العصابة من استعراض همجي للقوة لم يكن سوى تعبيرًا بائسًا عما تعيشه من هزيمة وخوف ورعب وعن شعورها بأنه لم يعد لديها من قبول في أوساط الناس.
حتى الآن بلغ عدد المعتقلين في سجون العصابة الحوثية ممن تم الإبلاغ عنهم ٤٨٦ معتقلا، بينهم أطفال.
وعلى الرغم من أن مناسبة سبتمبر مضت منذ أيام إلا أن الرعب ما زال يسيطر على كيان العصابة بحيث ترفض حتى الآن إطلاق سراح المعتقلين. وإذا كان الناشطون يشكلون خطرًا على العصابة فإن الأطفال المعتقلين هم أيضا أصبحت ترى فيهم خطرًا كبيرًا.
والخلاصة، أن عصابة الحوثي تعيش رعبًا متواصلًا وتتوقع انتفاضة شعبية عارمة ضدها قد تندلع في أي وقت، وما حالة الاستنفار التي تعيشها إلا انعكاس لشعورها بأن أيامها باتت معدودة، وباعتراف المحسوبين عليها من الصحفيين والذين لاحظوا مدى التخبط والهستيريا التي يعيشها الانقلابيون.
ولعل ما قا له شاهد من أهلهم وهو الصحفي خليل العمري مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني هو خير شاهد على الوبال الذي سيلحقه سبتمبر بهذه العصابة، وأن ما تحاول أن تستعرضه من قوة وتبجح هو ترجمة لحالة الضعف والرعب من القادم المجهول، مخاطبا عصابته بالقول: "هل تسمّون ما قمتم به خلال اليومين الأخيرين معالجة؟!، هل كان هناك مشكلة أو خطر داهم يستدعي هذا كله؟!، لو كان الراغبون في الاحتفال 10 آلاف فهم اليوم 100 ألف بسبب مسلككم الأخطل في التعاطي مع الأمر".
وأضاف: "سأختصرها لكم في كلمتين : أنتم تعتبرون الحشود الهائلة في السبعين دليلًا على أن الشعب كله معكم يؤيدكم وراض تماما عنكم، ولا يرى أو يؤيد أحدا غيركم، صحيح !؟ طيب .. جربوا في سبتمبر القادم (إن كان هناك قادم) .. واعلنوا السماح بالاحتفال في ميدان السبعين لكل راغب في الإحتفال ب 26 سبتمبر. إفعلوا ذلك ولو من باب القياس والإستطلاع الضمني أو لمجرد الرغبة في المعرفة، وشاهدوا حجم الحشد . لا تشغلونا بالضجيج عن الخطط المعادية لإشعال الوضع من خلال الدعوة للإحتفال و... لم يعد خصومكم بحاجة لمخططات وشبكات للنيل منكم، يكفيهم استثمار وتوظيف مواقفكم الهوجاء وخطابكم المنفلت، وترك الباقي للوقت فهو كفيل بتحقيق غايتهم".
وهذا ليس مجرد تقريع من العمري، بل هو كشف لحقيقة ما تعيشه عصابة الإرهاب الحوثي مع حلول ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة. وذاك لأن مساعيها الحثيثة للانتقام من سبتمبر وثواره ترتد وبالًا عليها، مثلما أن مساعيها للانتقام من الوطن والمواطن لن تدوم كثيرًا، وهل لمجرد عصابة طارئة أن تحلم باغتيال وطن؟