الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري لـ"المنتصف نت": مليشيا الحوثي تحاول طمس الهوية الوطنية لثورة 26 سبتمبر .. وهجماتها تشكل تهديداً للأمن العربي
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة العربية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، يظل الحزب العربي الديمقراطي الناصري واحداً من الأحزاب القومية التي تسعى جاهدة لتعزيز الوحدة العربية والدفاع عن قضايا الأمة.
ومع احتفالات الشعب اليمني بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي دعمتها مصر قيادةً وشعباً، تتعرض هذه الثورة لمحاولات طمس من قبل عصابة الحوثي "وكلاء إيران في اليمن" ، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه الثورة ومكتسباتها.
وفي هذه المقابلة الخاصة مع صحيفة وموقع "المنتصف"، نلتقي بالأستاذ الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، لنتناول معه أبرز القضايا الراهنة. سنتحدث عن رؤية الحزب تجاه محاولات الحوثيين طمس هوية ثورة 26 سبتمبر، وتأثير الهجمات الحوثية على التجارة والأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن، بالإضافة إلى رؤية الحزب تجاه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، ودور الإعلام في تعزيز الوعي القومي. كما نتطرق إلى دور الشباب في الحركات السياسية العربية، ورؤية الحزب لمستقبل النزاعات في المنطقة وإمكانية التوصل إلى حلول سلمية.
تهديد للهوية اليمنية
س/ البداية من اليمن حيث يعيش اليمنيون هذه الأيام احتفالات الذكرى ال62 لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة التي حظيت بدعم كبير من الأشقاء في جمهورية مصر العربية ( قيادةً وشعباً).
كيف تنظرون في الحزب إلى محاولات طمس ثورة 26 سبتمبر من قبل مليشيا الحوثي والاعتداءات على المحتفلين واعتقالهم؟
"نحن في الحزب العربي الديمقراطي الناصري ننظر بعين القلق لمحاولات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران طمس الهوية الوطنية لثورة 26 سبتمبر المجيدة. هذه الثورة لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت تحولاً تاريخياً ساهمت فيه مصر قيادة وشعباً لدعم الشعب اليمني في نضاله ضد الاستبداد.
نعتبر أن قمع الاحتفالات والاعتقالات التي تطال أبناء اليمن هي انتهاك لحقوق الإنسان وتهديد لقيم الثورة التي جلبت الحرية والكرامة للشعب اليمني."
خطر على الأمن البحري
س/ ماهي رؤيتكم للهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن وتأثيرها على التجارة والأمن البحري، وعلى إيرادات قناة السويس المصرية؟
"الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن تشكل تهديداً كبيراً للتجارة العالمية والأمن البحري. هذه الهجمات لا تؤثر فقط على دول المنطقة بل تمتد آثارها إلى مصر حيث تهدد إيرادات قناة السويس.
نؤكد أن مثل هذه الأعمال العدائية تزعزع استقرار المنطقة وتزيد من معاناة شعوبها، مما يستدعي تكاتفاً عربياً ودولياً لردع هذه التهديدات وحماية المصالح المشتركة."
توحيد الصف العربي
س/ كيف ترون الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها؟
"الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية تشهد تعقيداً غير مسبوق نتيجة الصراعات السياسية والطائفية التي تزيد من حدة الانقسامات. نحن في الحزب نرى أن التحديات الأمنية والسياسية تتطلب إعادة توحيد الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية التي تسعى لتفتيت المنطقة واستغلال مواردها."
دور مزدوج
س/ ما هو تقييمكم لدور الإعلام في القضايا العربية الحالية؟ وهل يلعب دورًا هامًا في تعزيز الوعي القومي؟
"الإعلام العربي يلعب دوراً مزدوجاً، ففي حين نجده يعزز الوعي القومي في بعض الأحيان، نراه في أحيان أخرى يخدم أجندات خارجية ويزيد من حدة الاستقطاب. نؤمن أن الإعلام يجب أن يكون سلاحاً لبناء الوعي ونشر الحقائق ودعم قضايا الأمة العربية دون انحياز."
مفاتيح تجاوز الأزمات
س/ ما هي رؤيتكم للمستقبل في ظل الصراعات المستمرة في المنطقة؟ وهل هناك أمل في حل هذه النزاعات؟
"على الرغم من الصراعات المستمرة في المنطقة، إلا أنني أؤمن أن هناك دائماً أمل في إيجاد حلول، الحوار الجاد والنية الصادقة للسلام هما المفتاح لتجاوز هذه الأزمات. يجب على الدول العربية أن تعمل سوياً لحل النزاعات الداخلية والخارجية بالحوار والتعاون."
تعزيز الانتماء الوطني
س/ ما هو دور الشباب في الحركة السياسية العربية الحالية؟ وكيف يمكن تحفيزهم على المشاركة الفعالة في القضايا السياسية؟
"الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها. نحن في الحزب ندعو إلى تعزيز دور الشباب في الحياة السياسية من خلال توسيع مشاركتهم في صنع القرار وتقديم الفرص لهم للتعبير عن آرائهم بحرية.
تحفيز الشباب يتطلب إشراكهم في قضايا الوطن الكبرى وتعزيز الانتماء الوطني لديهم، وهو ما نسعى لتحقيقه عبر برامج التوعية والتدريب المستمر".