الحقيقة كلمة مرة .. جماعة الحوثي تُصفي الحساب مع ثورة سبتمبر

قبل 2 ساعة و 24 دقيقة

مع حلول أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من كل عام، تطلق سلطة الانقلاب الحوثية لمليشياتها العنان لتنفيذ أعمال  انتهاكات مروّعة تصل حد الاعتقال والتصفية..

تخوض جماعة الحوثي خلال هذه الأيام السبتمبرية حربها ضد حملة الأعلام ومحتفلي العيد ال62 لثورة ال26 من سبتمبر المجيدة .

هذه المرة بدأتها من مسقط رأس مفجّر الثورة ومهندسها الشهيد علي عبدالمغني -السدة - في محافظة إب، وفق المعلومات أنها تشهد موجة اعتقالات واسعة في صفوف المعتزمين إقامة فعالية الاحتفال..

المحتفلون يرونه إرثا مائزا لهم، واستحقاق خصت به منطقة ترى أن ذلك يمثل جزءًا من أمجادها..

 ونقلت المليشيات الحوثية قواتًا إلى محافظة إب تحسبًا لأي فعاليات احتفالية بعيد سبتمبر . 

وكانت سجّلت محافظة إب وأريافها رقمًا قياسيًا في إقامة فعاليات احتفائية بعيدي سبتمبر وأكتوبر العامين الماضيين ، وهو ما اعتبرته المليشيات تحديًا لها، وتمردًا على سياساتها الرامية لنسف الإرث الجمهوري، وتبعتها حالات تمرّد في أكثر من مكان، من حركة "المكحل" في المشنة بالمدينة القديمة، وما أعقبها من مواجهات شهدتها مناطق متفرقة في إب.

أمانة العاصمة هي الأخرى تعيش حالة طوارئ غير معلنة تحسبًا لأي مظاهر احتفالية قد تؤدي لاندلاع انتفاضة ضدها.  

عندما تتحول سلطة بكل إمكاناتها لمكافحة ومطاردة مظاهر احتفائية بعيد وطني ظل راسخًا في الوجدان الشعبي لأكثر من نصف قرن من الزمان، إنما تؤكد نزعتها تجاه الحدث ونيتها للقضاء عليه وتصفية آثاره..

وهو ما ثبت بالفعل، فمن نهب المتحف الحربي وتغييب إرث الثورة وقادتها ورؤساء الجمهورية، إلى إسقاط أهداف الثورة من أهم صحيفة رسمية تُخلّد الثورة، مرورًا بإسقاط نصوص شعرية من المنهج الدراسي، مثَّلت معلقات سبتمبرية..

بالإضافة إلى إزالة أسماء قادة ثورة سبتمبر من المنشآت العامة في أكثر من منطقة في مناطق سيطرتها، واستبدالها بأسماء طائفية أو أسماء لصرعاها. 

ستظل الجماعة تخوض معاركها ضد محتفلي المناسبات الوطنية ورافعي العَلم الوطني، إلى جانب حظر جميع الأناشيد الوطنية واستبدالها بأناشيد وزوامل تفسد الذوق العام.

الجماعات الطائفية تعمد إلى تجريف القيم الوطنية وتستبدلها بقيم تُطلِق عليها إسلامية، وفي حقيقتها طائفية، وبالتالي لا تأبه كثيرًا للوطن والوطنية، لأنها ترى في ذلك شركًا أكبر ويتوجب عليها هدمه. 

 فالعَلم والنشيد الوطني عنصران لا ينبغي احترامها في وعي تلك الجماعات; لأنها عوائق أمام مشاريعها الصغيرة التي لا تتفق حتمًا مع المبادئ التي ارتبطت بالعَلم والنشيد الوطني كأهم عنصرين لسيادة الدولة، إلى جانب العملة الوطنية.

 ومن هذا المنطلق، فلن تتوقف جماعة الحوثي عن تصفية الحساب مع ثورة سبتمبر المجيدة.