Image

في الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر العظيمة .. استحضار لبداية ثور 26 سبتمبر بواقع ثوري يتصدر مشهده المؤتمر وأحرار اليمن

تشهد جميع المناطق اليمنية خاصة الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي الإيرانية، إرهاصات تشبه تلك التي سبقت ثورة الـ 26 من سبتمبر في العام 1962، محليًا وعربيًا ودوليًا، ما يعزز عودة الزخم الثوري لدى اليمنيين، خاصة فئة الشباب "شعلة الثورات" في جميع البلدان.
ونحن نعيش وهج ثورة سبتمبر المجيدة في ذكراها الـ 62، تقودنا ما تشهده البلاد من زخم ثوري مصحوب بهستيرية إمامية، لتذكرنا بالإرهاصات التي سبقت ثورة 26 سبتمبر، والقوى التي قادت وساهمت في تحقيقها ورسم ملامحها.

مقارنة الإرهاصات 
وما بين إرهاصات الماضي والحاضر، يتصدر المؤتمر الشعبي العام وقياداته وكوادره وأنصاره، المشهد الثوري الحالي، في سبيل الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ومنجزاتها وأهدافها من الهجمة المرتدة التي تشنها الإمامة الجديدة بهدف العودة إلى الماضي البائد.
تشير الوقائع التاريخية إلى أن الإرهاصات التي سبقت ثورة 26 سبتمبر من العام 1962، توزّعت بين المحلية والعربية والدولية، وهي نفس الإرهاصات التي نعيشها اليوم مع اختلاف التوقيت، ونوازع المصالح.
ففي 31 مارس عام 1955، قتلت الإمامة البائدة المناضل الثوري المقدم "أحمد يحيى الثلايا"، وهو ما يذكرنا بحادثة استشهاد الرئيس الزعيم علي عبدالله صالح في ديسمبر من العام 2017، على يد الإمامة الجديدة.
وسابقا عمدت الامامة على ادعاء انتسابها للنبي صلى عليه وسلم، في استثارة القبائل لدعمها في وجه المناضلين، عمدت عصابة الحوثي الايرانية إلى استخدام ابناء القبائل لتحقيق أهدافها واهداف إيران حاليًا.
وما بين مشهد سجن المناضلين والمناهضين للحكم الإمامي سابقًا، ومشهد الحملات الهيسترية التي تشنها عصابة الحوثي بمساندة عناصر ايرانية ضد اليمنيين الساعين للاحتفال بذكرى ثورتهم المجيدة حاليًا،  فضلًا عن الممارسات الإمامية من نهب ومصادرة لحقوق البسطاء سابقًا والمشابهة لما تمارسها الحوثية حاليًا، إلى جانب عمليات التضليل والادعاءات الكاذبة والزائفة التي تمارس وهي امتداد لعهود لم يعد يقبلها عقل او فكر او منطق حاليًا.

الكيانات الثورية
وعند المرور على كيانات النضال اليمني الموحد الذي تشكل قبيل قيام ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن، واتجهت بعدها لتحقيق ثورة 14 اكتوبر جنوبًا، نجد أن تنظيم الأحرار تصدر المشهد حينها، في حين يتصدر حاليًا المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وجميع الوطنيين من اليمنيين     لمقارعة الإمامة الجديدة "الحوثيين" من أجل الحفاظ على الثورة اليمنية والجمهورية والوحدة.
وما بين تعز وعدن وصنعاء قديمًا، وحاليًا، نجد أن تلك المناطق تتصدر المشهد، إلى جانب بقية مناطق البلاد كمأرب والحديدة وذمار وإب ولحج والجوف والبيضاء، وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة والمحويت وحجة وعمران وحتى صعدة التي تحاول الإمامة الجديدة تحويلها الى معقل لها، تتصدر مشهد النضال في سبيل استعادة الدولة والحافظ على الجمهورية والوحدة وكل ما يتصل بثورة 26 سبتمبر المجيدة.

المحيط الإقليمي 
وعند النظر إلى واقع العالم العربي في منتصف القرن الماضي، نجد أنه كان متأثرًا بالمد القومي التحرري بقيادة الزعيم العربي جمال عبدالناصر، يقابله كيانات الرجعية المتخلفة التي كانت تقارع الثورات التحررية العربية بكل ما تمتلكه من إمكانيات، تساندها القوى الكبرى حينها كبريطانيا وفرنسا وايطاليا.
وفي مقارنة مع مشهد العالم العربي اليوم، نجد أن هناك قوى تتمركز خلف مصالحها فيما يجري في اليمن ودول عربية أخرى، مع وجود نفس الجماعات المؤدلجة التي تشكّلت في اربعينيات القرن الماضي كـ "الإخوان المسلمين"، فضلًا عن محاولة تمدد الخمينية الخبيثة لتحقيق أهدافها المعلنة في نهاية سبعينيات القرن الماضي.
تلك القوى والكيانات ظلت تتربص بالواقع اليمني والعربي الجمهوري التحرري، لتمرير مشاريعها الخبيثة الرجعية، مع اختلاف الأساليب والطرق والإمكانيات بين الزمانين، مستغلة حجم الأموال والثروة التي حققتها ما بين فترة النمو والرخاء التي عاشتها الأمة ما بين ثمانينيات القرن الماضي وعشرينيات القرن الحالي.

الوضع الدولي
وفي لمحة سريعة على الوضع الدولي عند قيام ثورة 26 سبتمبر بدعم من القوات المصرية، نجد ان الصراع الدولي كان منقسمًا بين المعسكرين الشرقي والغربي، ومتأثرًا بالمد الاستعماري بقيادة بريطانيا وفرنسا وايطاليا ودول اوروبية اخرى كانت متواجدة في افريقيا.
وشكل الصراع العربي - الاسرائيلي النقطة المشتركة بين الماضي والحاضر فيما يتعلق بالاوضاع التي تشهدها اليمن اليوم، مع فارق وحيد ان العرب كانوا متوحدين حينها ضد الكيان الصهيوني الغاصب، فيما حاليا هناك تعاون بين بعض الدول والكيانات مع العدو الصهيوني مثل ايران وتركيا والكيانات المرتبطة بهما والمتصدرين لمشهد الفوضى في اليمن ودول عربية اخرى.

لا عودة للماضي
ومن خلال تتبع سلوك وتصرفات جماعة الإمامة الجديدة عصابة الحوثي المرتبطة بكيان اقليمي من مخلفات الصهيونية العالمية، نجد ان ما تمارسه تلك الجماعة من تخلف في زمن الفضاء المفتوح على جميع الثقافات، لم يعد يجدي بل يشكل دافعًا لليمنيين للحافظ على مكتسبات ثورتهم التي عبروا من خلالها نحو العلوم الحديثة والتقدم والرقي والنمو والتطور، مع الحفاظ على اعتدالهم ووسطيتهم الدينية.
وبالنظر الى ابرز ما تمارسه عصابة الحوثي اليوم من "قمع واضطهاد والدعوة للعودة الى عهود الدجل والخرافة والتخلف، واستدعاء الامراض والأوبئة التي انقرضت، ومحاولات تجهيل القوى وزرع افكار دموية ذات طابع ارهابي، وكذا محاولة التأثير على النسيج الاجتماعي".
إلى جانب قيامها بعمليات نهب ومصادرة للممتلكات العامة والخاصة بحجة انها حق إلهي يقتصر على عناصرها الارهابية، وفرض الإتاوات والجبايات وما يسمى "الخُمس"، فضلًا عن انشائها سجونًا و معتقلات شبيهة بل فاقت ما كان موجودًا في عهد الأئمة قبل ثورة 26 سبتمبر.. جعل اليمنيون يستدعون ماضيهم الجميل من خلال سعيهم الجماعي للاحتفال بذكرى ثورتهم المجيدة في عامها الـ 62، دون خوف ورعب من تلك الجماعة التي تعيش على دمائهم وتضليل الوقائع والمتاجرة بمعاناتهم ومعاناة الشعوب المستضعفة كالشعب الفلسطيني الحر.

فارق الإجرام
وفي هذا الصدد، لا يمكن المرور على ذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، دون الحديث ولو بشكل سريع، عن فارق الإجرام بين الإمامة السابقة والحالية، لنجد ان استخدام الاسلحة المحرمة من قبل الحوثيين ضد اليمنيين فاق كل المقارنات مع ماضي الامامة البائدة، بل استدعت قوى خارجية لقتل اليمنيين تحت ذرائع وخطط ومؤامرات واتفاقات خبيثة.
وما بين استخدام الأسلحة الايرانية وتهريب الاسلحة الغربية من امريكا واسرائيل لها، في قتل اليمنيين، وما بين استخدامها في تدمير مقدراتهم وثروتهم ومنجزات ثورتهم، تستدعي اليمنيين جميعا للنهوض للاحتفال بثورتهم المجيدة واستنهاض اهدافها لاستمرار مواجهة الامامة بشكلها الايراني الحالي.

تصدر المشهد
وبالنظر الى الكيانات اليمنية التي تتصدر المشهد النضالي ضد الامامة الجديدة بمدها الفارسي، نجد ان المؤتمر الشعبي العام بكوادره وقادته وانصاره وحلفائه، يتصدر المشهد، وهو ما تؤكده تصرفات واعلانات العصابة الحوثية نفسها.
فقد عمدت الى استدعاء المخابرات الاجنبية المتآمرة على اليمن، لمواجهة انتفاضات الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017، التي هدفها من خلالها الحفاظ على مؤسسات الدولة واهداف ومبادئ الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية.
وبعد استشهاد الزعيم الصالح، استباحت عصابة الحوثي كل ما هو جمهوري بما فيها رموز الثورة اليمنية وعلى راسها ثورة 26 سبتمبر المجيدة وحاولت طمسها، لتجد الاحرار من المؤتمر واليمنيين يتصدون لتلك المحاولات ويفشلونها ويقفون بكل قواهم ضد محاولة اضفاء الطابع الايراني عليها.
ومع اعلان لجنة العقوبات الدولية رفع العقوبات الظالمة عن الرئيس الشهيد الصالح ونجله السفير احمد علي عبدالله صالح، عمدت عصابة الحوثي على استدعاء النموذج الايراني لإدارة المناطق الواقع تحت سيطرتها ظنا منها انها ستمنع عودة السفير والقيادات المؤتمرية، فضلًا عن قيامها بعمليات بطش وانتهاكات بحق قيادات بارزة في صفوف المؤتمر وانصاره.

مشهد ثوري متجدد
ومع اقتراب الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة في عامها الـ62 نجد ان عصابة الحوثي تمارس اشد عمليات البطش والانتهاكات والجرائم بحق قيادات وعناصر وكوادر وحلفاء المؤتمر، وهو ما تؤكده الاخبار والتقارير الحقوقية اليمنية والدولية حول عدد الاشخاص الذين تم اختطافهم واعتقالهم منذ بداية شهر سبتمبر الحالي، لنجد ان اغلبهم ينتمون الى حزب المؤتمر الشعبي العام.
وعلى وقع استعدادات اليمنيين في مختلف مناطق اليمن للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر هذا العام، في مشهد ثوري متجدد، تعيش عصابة الحوثي الايرانية حالة من الهلع والخوف والهستيريا المضطربة التي تؤكد للجميع ان هذه الجماعة اوهن من بيت العنكبوت في بناء هيكلها التنظيمي، فهي تخاف من مجرد منشورات على مواقع التواصل، ترى فيها صواريخ نووية تقضي على مشروعها الطائفي والمذهبي المرتكز على سفك الدماء واستباحة الحرمات.
وفي ظل هذا المشهد، يجب اعتبار ثورة ٢٦ سبتمبر والإيمان بها والدفاع عنها، أحد اساسيات الحياة اليومية لدى جميع اليمنيين، واحد اركان البقاء على قيد الحياة، والركن الاول   للولوج الى المستقبل بكل تفاصيله.. وبدونها ستحاول عصابة الحوثي وايران اعادتنا الى عصور العبودية والمرض والجهل والتخلف، بكل تفاصيله أيضًا.