نثرة أيلول الأسود

قبل 2 ساعة و 23 دقيقة

لعل أنسب وصف أطلقه اليمنيون يتناسب مع اسوأ نكبة حلّت ببلادهم في الـ 21 من سبتمبر 2014م غير انها (نثرة) لم تتعافَ البلاد بسببها .

وتُطلق كلمة (النثرة) على كل فعل يلحق انهيارًا بأي عمل قائم يصعب معه تلافي آثاره أو تدارك مخاطره بسهولة .

يبرع اليمنيون في التعبير عن الأحداث بسخرية عبر استخدام تسميات وألفاظ ذات دلالة عادةً ما تغلب وتطغي على تسمية الفعل السياسي .

ونثرة أيلول الأسود جاءت اسمًا على مسمى لما ترتب عليها من  انهيار وتدمير للبلاد على كافة مجالات ومستويات الحياة ، ولم يقتصر أمر الانقلاب على العملية السياسبة بل تعدى الأمر للعصف بالأسس التي يقوم عليها النظام السياسي للبلاد .

النثرة جعلت اليمنيين يعيدون البحث عن ثورة 26 سبتمبر مجددًا .
 
مدير مكتب الثقافة بتعز عبدالله العليمي قال عبارة تكتب بماء الذهب مفادها ، إن تغييب رموز ثورة 26 سبتمبر أسفر عما شهدناه ونشهده من انقلاب عليها، وكانه بقوله أنه لولا ذلك التغييب لما كان هناك تدمير لقيم الثورة والجمهورية بهذا الشكل المخيف، انما يحاكم المرحلة برمتها .
 
ما تشهده مناطق سيطرة النثرة من وأد للقيم الجمهورية وذبح لمبادئ 26 سبتمبر إنما يؤكد أننا أمام استنهاض واضح للملكية وإعادة استنساخ لها لتعود بكامل تفاصيلها .

 حالة التجريف للهوية والرموز الوطنية وملاحقة أي مظاهر للتعبير عن ثورة جرى الانقلاب عليها في غفلة لم تعد خافية وتجري بكل تحدي .

اليمنيون يشعرون بالحسرة لما آلت اليه أوضاع بلدهم جراء تلك (النثرة) التي نثرت الأوضاع فوق رؤوسهم وأغرقتهم في بحر من الدم ، أصابهم التشرد وخيم عليهم الجوع والخوف .
 
وليس هناك من وضع يشبه حالهم مع نثرة الحوثي غير نثرة سير العرم في غابر الأزمان عندما تغير وجه اليمن وبات شعبها إما غريقًا جرفته السيول او راحلًا نحو الامصار طلبًا للحياة ، ولم تتعافَ بعدها البلاد حتى تغلب اليمنيون على نثرة سيل العرم .

وحالهم اليوم لن يتغير حتى يتغلبون على نثرة الحوثي ويستعيدون ثورة سبتمبر مجددًا ويقيموا دولتهم اليمنية الحديثة ..

وحتى يسقط اليمنيون نثرة ايلول الاسود عليهم إعادة الاعتبار أولًا وقبل كل شيء لثورة وثوار 26سبتمبر 1962م . وإعادة صياغة تاريخهم بشكل موضوعي وامين ، مع اعادة ادخال الجمهورية الى المناهج التعليمية واعطاء النكهة السبتمبرية لها .
وإحياء تراث الثورة بما يكفل خلق جيل سبتمبري خال من عقد التطويف ونزعات الادلجة المريضة .

وأبضًا إعادة انتاج رموز ثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر والحركة الوطنية على امتداد الساحة بما يضمن تحصين الأجيال من أي أفكار سلالية او نزعات جهوية ومناطقية .