• Image
  • قبل 2 ساعة و 40 دقيقة
  •    

✓ 21 سبتمبر عقد من الخراب ... قصص وشهادات من قلب المعاناة

( بسم الله الرحمن الرحيم ، أقف أمامكم اليوم، حاملةً هموم أسرة يمنية بسيطة، دُمرت حياتها بفعل انقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية على بلادنا الحبيبة

زوجي، الصحفي الشجاع، تعرض لأبشع أنواع الانتهاكات والتعذيب على يد هذه الميليشيا، فقط لأنه أراد أن ينقل الحقيقة للعالم.

وأنا، الناشطة السياسية، لم أسلم من بطشهم، فقد تعرضت للاعتقال والتهديد، وكل ذلك لأنني دافعت عن حقوق بلدي وشعبي

ابنتي الكبرى، المعلمة المخلصة، حرمت من وظيفتها وراتبها، وحُرمت طلابها من حقهم في التعليم

أما أطفالي الصغار، فقد فقدوا طفولتهم، وعاشوا في خوف ورعب من القصف المستمر

أشد ما يوجعني هو فقدان ابني البكر، الذي سقط برصاصة قناص حوثي غادر. رحل وهو في ريعان شبابه، تاركاً فراغاً كبيراً في قلوبنا

أوجه بالذكرى العاشرة للانقلاب ندائي إلى العالم أجمع، وإلى المنظمات الحقوقية والإنسانية

أن ينظروا إلى معاناتنا، وأن يقفوا معنا ضد هذه الجماعة الإرهابية التي تسعى إلى تدمير اليمن وشعبه

نحن شعب مسالم، نحب الحياة والسلام، ولكننا لن نستسلم للإرهاب
وسنواصل نضالنا حتى نستعيد بلدنا الحبيب، ونعيش في أمان واستقرار "
المقدمة :

اهلا وسهلا بكم اعزائي المستمعين في بودكاست المنتصف وحلقة اليوم  افتتحناها بشهادة مؤثرة لامرأة يمنية

تحمل في قلبها جراحاً عميقة، وترسم لنا صورة حية عن المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني تحت وطأة الحرب الحوثية

قصتها تذكرنا بأن وراء الأرقام والإحصائيات، هناك قصص إنسانية مؤلمة وأرواح بريئة ضاعت

إن ما تعرضت له هذه الأسرة هو جزء صغير من معاناة ملايين اليمنيين، الذين يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان


ففي خضم صخب الأحداث العالمية، هناك جرح نازف لا يزال ينزف دماً في أعماق شبه الجزيرة العربية

جرح أحدثته نكبة 21 سبتمبر، تلك النقطة السوداء التي شوهت تاريخ اليمن الحديث

في ذلك اليوم المشؤوم، سقطت الدولة، وتلاشى حلم اليمنيين ببناء مستقبل مشرق

تخيلوا معي، أيها المستمعون، كيف تحولت حياة ملايين اليمنيين رأساً على عقب في لحظة واحدة

كيف تحولت بيوت آمنة إلى أنقاض، وكيف تحولت أحلام أطفال إلى كوابيس

كيف أصبحت الحرب جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وكيف أصبح الخوف والقلق رفيقهم الدائم

في حلقة اليوم من  بودكاست المنتصف  ، سننقب في أعماق نكبة الواحد والعشرين من سبتمبر

وسنستكشف آثارها المدمرة على جميع مناحي الحياة في اليمن

سنستمع إلى قصص حقيقية لضحايا هذه الحرب، قصص تدمي القلوب وتثير الغضب

سنسلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في حق الشعب اليمني

نقف اليوم في الذكرى العاشرة لليوم الأسود الذي هز كيان الوطن، يوم اغتيل فيه الحلم اليمني

وتعرض فيه شعبنا الأبي لأبشع أنواع الظلم والقمع في 21 سبتمبر، لم تسقط صنعاء فحسب

بل سقطت معها كل القيم والمبادئ التي كنا نحلم ببنائهاو
في فجر يوم 21 سبتمبر 2014

استيقظ اليمنيون على صوت رصاص وقصف ميليشيا الحوثي ، المدعومة من إيران

التي شنت هجوماً مفاجئاً على العاصمة صنعاء واستولت على مقار الحكومة والمؤسسات الحيوية

كانت هذه اللحظة التي بدأت فيها مأساة جديدة لليمن واليمنيين

فبدلاً من الشراكة التي وعدوا بها، فرض الحوثيون سيطرتهم الكاملة على البلاد

اعتقلوا النشطاء السياسيين والإعلاميين، وأغلقوا وسائل الإعلام المستقلة

وحولوا اليمن إلى سجن كبير. لقد كانت ضربة قاصمة للتنوع السياسي والاجتماعي الذي كان يميز اليمن

في هذا السياق شارك معانا سياسي سابق فضل عدم ذكر اسمه بتصريح له يقول فيه  

"أدعوكم اليوم إلى الوقوف معي ومع الشعب اليمني الأبي في ذكرى هذه النكبة التي حلت بنا. في 21 سبتمبر

فقد شهدنا انقلاباً دمويًا يدخل عامه العاشر ، واندحارًا للديمقراطية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان

ويواصل قائلا ( لقد تعرضت شخصيًا، وكثيرون مثلي، إلى انتهاكات جسيمة من قبل الميليشيات الحوثية، والتي شملت الاعتقال التعسفي والتعذيب والتهديد)

طبعا اعزائي المستمعين هذه الجرائم ليست مجرد انتهاكات فردية، بل هي جزء من مخطط ممنهج

للقضاء على أي صوت معارض، وتكميم الأفواه، وفرض أجندة طائفية على الشعب اليمني

حيث إن ما حدث ويحدث  في اليمن هو جريمة حرب لا يجب أن تمر مرور الكرام

وختم السياسي تصريحه بمطالبة يقول فيها ( أطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها

كما أدعو المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب اليمني، وتقديم الدعم اللازم للنازحين واللاجئين

إنني على ثقة بأننا سننتصر على الظلم، وسنستعيد وطننا الحبيب ولن ننسى أبداً شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة )


لقمة مرّ اعزائي المستمعين عقد كامل على انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن

وعشر سنوات من المعاناة التي لا توصف. خلال هذه الفترة، جراء ارتكاب  الميليشيات الحوثية

جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تاركة وراءها دمارًا هائلاً وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات

فقد فرضت الميليشيات الحوثية حصارًا خانقًا على العديد من المدن والمحافظات

مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدواء والوقود وغيرها

هذا الحصار المتعمد تسبب في مجاعة واسعة النطاق، وتدهور الأوضاع الصحية، وزيادة معاناة المدنيين


ناهيك عن استخدام الميليشيات الحوثية الأسلحة الثقيلة والصواريخ والقذائف بشكل عشوائي

لاستهداف المناطق المدنية، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين

وتدمير البنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من العائلات
وقد قامت الميليشيات  خلال الفترة ذاتها

باعتقال وتعذيب الآلاف من النشطاء السياسيين والصحفيين والمدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء

وتم احتجاز هؤلاء المعتقلين في سجون سرية، وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية فيها

و قامت الميليشيات بتجنيد الأطفال قسريًا وإرسالهم إلى جبهات القتال

مما حرمهم من طفولتهم وحرمهم من حقهم في الحياة و التعليم

ناهيك عن  نهب الميليشيات  الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المنازل والشركات والمؤسسات الحكومية

كما قامت بتدمير التراث الثقافي والتاريخي لليمن و مارست الميليشيات سياسة التمييز الطائفي والمذهبي

واستهدفت الأقليات الدينية والمذهبية و زرعت الميليشيات الألغام بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية

والمناطق السكنية، مما تسبب في مقتل وإصابة العديد من المدنيين، وعرقلة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار

في السياق ذاته كانت معانا مشاركة من العاصمة صنعاء لإحدى الناشطات الحقوقية تقول فيها

( لقد شهدنا كيف تحولت أحلامنا إلى كوابيس، وكيف تحولت مياديننا إلى ساحات حرب وكيف تحولت بيوتنا إلى أنقاض

لقد شهدنا كيف حول الحوثيون اليمن إلى سجن كبير، يمارسون فيه أبشع أنواع الانتهاكات بحق المدنيين، من قتل واعتقال وتعذيب وتهجير)

الخاتمة :
اعزائي المستمعين في خضم هذه المحن، يبقى الأمل شمعة تضيء دروب المستقبل

شعب اليمن، برغم كل الصعاب، يثبت يومًا بعد يوم أنه صامد ومتمسك بحقوقه المشروعة

لذا نحن اليوم أمام مسؤولية كبيرة، وهي مسؤولية نقل الحقيقة إلى الأجيال القادمة

والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لليمن و لا ننسى أبداً ضحايا هذا الانقلاب

ونتمنى أن يشهد اليمن قريبًا أيامًا أفضل، ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوعه

وفي النهاية، يبقى اليمنيون إخوة، تربطهم روابط الدم والتاريخ والأرض

و إنهاء هذا الصراع لن يتحقق إلا بوحدة الصف وتكاتف الجهود

لذا اعزائي المستمعين علينا أن نعمل جميعًا من أجل بناء يمن جديد، يعمه السلام والعدل والكرامة

ومن هنا نكون وصلنا الى اخر محطات حلقه اليوم لكم مني اطيب التحايا .. فالسلام عليكم ورحمة الله