21 سبتمبر عقد من الخراب .. قصص وشهادات من قلب المعاناة
تناول "بودكاست المنتصف"، المعاناة التي يعيشها اليمنيون منذ عقد من الزمن، جراء انقلاب عصابة الحوثي الايرانية في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ والتي تحل علينا ذكراها المشؤومة العاشرة.
وما بين عرض شهادة امرأة يمنية مؤثرة، والاستماع لقصص حقيقية لضحايا هذه النكبة، يظل هناك جرح نازف لا يزال ينزف دماً في أعماق شبه الجزيرة العربية، تسببت به ايران وطال أصل العرب "اليمنيين"..
نتوقف مع أهم ما ورد في حلقة خاصة لـ"بودكاست المنتصف".
شهادة مؤثرة
اُفتتحت الحلقة، بعرض شهادة مؤثرة لامرأة يمنية عكست حال الأسر اليمنية التي تعيش في مناطق سيطرة عصابة الحوثي الإيرانية منذ انقلابها في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.
تقول المرأة بشهادتها، أن عصابة الحوثي مارست بحق أُسرتها أبشع أنواع الانتهاكات، حيث حبست زوجها الصحفي وأذاقته شتى أنواع التعذيب، لأنه فقط أراد نقل حقيقة ما يجري للعالم.
وتابعت: "أما أنا كناشطة سياسية، لم أسلم من بطشهم، فقد تعرضت للاعتقال والتهديد، وكل ذلك لأنني دافعت عن حقوق بلدي وشعبي".
ولم يقتصر البطش بالأم والأب، فقد طال الأبناء، حيث قُتل ابنها برصاصة قناص حوثي، وحرمت ابنتهما الكبرى المعلمة، من وظيفتها وراتبها، فيما أُصيب أطفالها الصغار بحالات من الرعب والخوف، جراء تلك الممارسات.
الناشطة والام اليمنية وجهت في ذكرى النكبة الحوثية العاشرة قائلة:" أوجّه ندائي إلى العالم أجمع، وإلى المنظمات الحقوقية والإنسانية، أن ينظروا إلى معاناة الأُسر اليمنية، وأن يقفوا معنا ضد هذه الجماعة الإرهابية التي تسعى إلى تدمير اليمن وشعبه.
واختتمت شهادتها بالقول:"نحن شعب مسالم، نحب الحياة والسلام، ولكننا لن نستسلم للإرهاب، وسنواصل نضالنا حتى نستعيد بلدنا الحبيب، ونعيش في أمان واستقرار ".
جرح عميق ومعاناة حية
حملت شهادة المرأة اليمنية، جزءًا بسيطًا مما يعانيه اليمنيون الواقعون في مناطق الحوثيين، ورسمت صورة حية للجرح العميق الذي يعيشون تحت وطأته في ظل الحروب والانتهاكات الحوثية.
إن ما تعرضت له هذه الأسرة هو جزء صغير من معاناة ملايين اليمنيين، الذين يستحقون أن يعيشوا في سلام وأمان.
لقد احدثت نكبة 21 سبتمبر، تلك النقطة السوداء التي شوهت تاريخ اليمن الحديث، جرحًا عميقًا في شبه الجزيرة العربية. تم فيه إسقاط دولة، وسلبت معه حياة شعب، وتحوّلت أحلام أطفال إلى كوابيس.
واقع يدمي القلوب
حاولت حلقة "بودكاست المنتصف"، التوقف عند قصص معاناة حقيقية خلفتها نكبة ٢١ سبتمبر الإيرانية، التي خَلَّفت آثارًا مدمرة على جميع مناحي الحياة في اليمن.
ففي فجر يوم 21 سبتمبر 2011، استيقظ اليمنيون على صوت رصاص وقصف وهجوم مفاجئ على العاصمة صنعاء، استولت من خلاله على مقار الحكومة والمؤسسات الحيوية، لتبدأ مأساة جديدة لليمن واليمنيين.
وبدات عصابة إيران عمليات نهب وتدمير ممنهج لمؤسسات الدولة، ونفّذت حملة اعتقالات للنشطاء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وأغلقوا وسائل الإعلام المستقلة، وحوّلوا البلاد إلى سجن كبير.
شهادة حية
في هذا السياق شارك معنا سياسي سابق فضل عدم ذكر اسمه بتصريح يقول فيه:" أدعوكم في ذكرى هذه النكبة التي حلّت بنا. في 21 سبتمبر الوقوف معنا، فقد شهدنا انقلاباً دمويًا يدخل عامه العاشر ، واندحارًا للديمقراطية، وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان".
وتابع: "لقد تعرضت شخصيًا، وكثيرين مثلي، إلى انتهاكات جسيمة من قبل الميليشيات الحوثية، والتي شملت الاعتقال التعسفي والتعذيب والتهديد".
وطالب، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، بالتحرك الفوري لوقف تلك الانتهاكات، ومحاسبة مرتكبيها، وتسليط الضوء على معاناة الشعب اليمني، وتقديم الدعم اللازم للنازحين واللاجئين.
جرائم ضد الانسانية
مرت عشر سنوات منذ النكبة الحوثية تم فيها ارتكاب جرائم بشعة ضد الانسانية بحق اليمنيين، وتركت ورائها دمارًا هائلاً وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
وما بين الحروب والقصف، وحصار المدن ومنع المواد الغذائية والدواء والوقود من الوصول الى المدنيين، والتسبب بتدمير وتدهور مرافق الصحة والتعليم، والكهرباء والمياه، فرضت تلك العصابة واقع من المعاناة على اليمنيين، منذ اول يوم للنكبة.
لقد عاش اليمنيون حياة قمع واضطهاد مارستها عصابة ايران بحقهم، على مدى عشر سنوات، امتلأت سجونها بالمختطفين والمعتقلين والمخفيين، وتم فيها انتهاك الطفولة فتم تجنبد اطفال المدارس وقتلهم في الجبهات، وتم فيها نهب ومصادرة الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك المنازل والشركات والمؤسسات الحكومية.
كما قامت بتدمير التراث الثقافي والتاريخي لليمن و مارست الميليشيات سياسة التمييز الطائفي والمذهبي.
واستهدفت الأقليات الدينية والمذهبية و زرعت المليشيات الألغام بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، مما تسبب بمقتل وإصابة العديد من المدنيين، وعرقلة جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ويؤكد الشعب اليمني مع كل ذكرى للنكبة مدى رفضه العودة الى زمن العبودية، من خلال الدعوات الى رص الصفوف وتوحيد القوى الوطنية، لمواجهة البطش والتنكيل الذي تمارسه عصابة الحوثي بدعم مباشر من ايران.والعمل معًا لانهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبناء مستقبل أفضل لاجيال اليمن.