المرجان بين اعتقاد الماضي .. بالحماية من العين والجان و وقتنا الحاضر كزينة وموضة

المرجان نوع من أنواع الحلي يُميز المجتمع اليمني عن غيره من المجتمعات العربية او العالمية.

ففي اليمن اهتمت الأسر اليمنية منذ قديم الزمان باقتناء وشراء المرجان واعتباره "حُلي" أساسية للمراة..
فقديما كان مهر المرأة، خاصة في مدينتي وصاب وريمه هو المرجان لما له من اعتقاد كبير بحماية المراة بكافة مراحل حياتها من عدة أشياء منها المرض او الجان.
بائع مرجان في سوق الملح بالعاصمة صنعاء يُدعى عاطف ارجع هذا الاعتقاد الى انه نابع من اسم المرجان ذاته..

حيث قال: "أن كلمة مرجان تنقسم الى كلمتين "مُر" اي الشيء المُر الذي لا يطاق، و"جان" وهم الجن لذا ربطه اليمنيين سابقا بانه يحمي ويحرس المراة من الجن لذا استخدم كحلي وحرز".

بائع اخر (احمد محمد) قال" منذ قديم الزمن يلبس المرجان في اليمن كحجاب او حرز للعروسة او الوالدة التي تلد كما يستخدم للمولود كاسورة في يده سواء كان المولد طفل او طفلة، وتسمى الاسورة بالشرغة وشكله مختلف عن ما هو معروف في شكل المرجان ويقصد بالشرغة هي حماية للمولود من الاختناق سواء بالحليب عند الرضاعة او بريق الطفل لذا سميت بالشرغة من الاشتراغ او الاختناق".

و وفقًا لاعتقاد العديد من القدماء يمكن استخدام هذا الحجر لإزالة التعاويذ و علاج العديد من الأمراض. يمكن أن يؤدي حمل حجر المرجان إلى إزالة الطاقة السلبية من الإنسان.
إذا كان الشخص يحمل هذا الحجر معه، فسيتم إزالة العديد من الأمراض منه.
يقول عاطف: "المراة عندما تلد تفقد كثير من طاقتها وتصبح ضعيفة يسهل للمرض  السيطرة عليها من قبل الجن لذا كان القدماء ولا تزال المرأة حتى اليوم تلبس المرجان لتعويض تلك الطاقة.
وكان يُعتقد أيضًا أن المرجان الأحمر أو الأبيض يمكن أن يجلب السلام للإنسان. كما انه يتم التحكم في الخوف و القلق و حتى الغضب الشديد.

التاجر احمد يصف المرجان بالقول: "المرجان خلقه الله في البحر على  هيئه شعب مرجانية و وينبت في أرض البحر بلونه الابيض، ومع مرور السنين يطلع  سنتي مترات فقط حتى انه يحتاج مئات السنين كل يتم استخراجه من البحر واستخدامه". 
ويضيف: "كلما كبر يتحول من اللون الابيض إلي اللون الوردي او الأحمر. وعندما يكون مناسب لونه وحجمه يستخرجونه ، ويعملوا منه إما تحفه الشعبه المرجانيه او يقطعوا منة قطع صغيرة يصلحوا منه عقودً او اساورًا او افصاصًا تتزين بة المرأة ويضيفوا مع المرجان اما ذهب او فضه ليعطي شكلًا أجمل".
ويؤكد، عندما يلتبس اكثر يزداد في تغير لونه الي الأحسن ويزداد في سعره.

والمرجان من حيث الافضلية والاغلى وهو نوعان ايطالي وروسي، والايطالي هو الافضل والاغلى من حيث اللون والحجم والجودة أما الروسي لاحجامه صغيرة جدًا.
حجر المرجان له ألوان مختلفة  الأحمر، الأبيض، الوردي، الأسود و الأزرق.

سبب ارتفاع أسعاره
يقول عاطف: "غالي لأنه يحتاج الى مئات السنين حتى ينمو ويصبح جهاز للقطف، حيث أنه يحتاج لوقت كثير ليكبر فقط بعض سنتيمترات اما لو أنه ينمو سريع سيكون أسعاره رخيصة".
وقال: "ان المرجان وهو في البحر يكون رطب وعند خروجه من البحر يكون مادة صلبة"
ويضيف:  "يتم الاهتمام بالمرجان بعد خروجه من البحر وذلك بدهنه بزيت الزيتون او زيت اللوز من اجل الحصول على لمعانه والذي يعطيه سعرا افضل.. وقديما كان يعتقد ان دهن المرجان يحميه من الوقز او التسوس الا ان ذلك لا علاقة له فعليا..
ويوقز المرجان وعاده شجرة في البحر اما بعد قطفه لا يتأثر".

ويختم عاطف بالقول: "ذُكر المرجان في القرآن الكريم، وما يذكر في القران الا شي عظيم".

عودة الطلب عليه في وقتنا الحاضر
ارجعت ام محمد مسوقه للمرجان والحلي الفضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ان عودة الطلب من جديد  على المرجان في وقتنا الحاضر لسببين :-
الاول: ان النساء رجعت تستعقد به انه يحمي من العين ويحمي من الامراض..
وتضيف في الفترة الأخيرة أصبح الناس بتعتقد انه يحمي من مرض السرطان ،والذي ايضا حسب اعتقادهم بيجي من العين. 
وتؤكد انها لاحظت خلال الفترة الاخيرة ان الناس بيؤمنوا بالعين بدرجة كبيرة حتى من الكلام العادي لذا سيطر على الناس الوهم والخوف من العين فعاد الاهتمام باقتناء المرجان من جديد .

وقالت، الآن الطلب على المرجان اصبح كبير ولم يعد فقط يبتاع في صنعاء القديمة انما ايضا في اسواق مشهورة حديثا مثلا مركز الكميم بحدة ومحلات الذهب تبحث عنه وتقدم فيهن مبالغ كبيرة.

ثانيا كموضة
حيث ان الكثير من النساء اهتمت باقتناء الاساور منه ولبسها على معصمها كأناقة واكسسوار.