الحقيقة كلمة مرة .. جبهة المقاطرة أشد دموية
كل الكوارث التي تحدث على طريق الصحى "كربة" مديرية المقاطرة واخواتها مرجعها باسم طارش الزريقي، عندما وقف ضد مشاريع الطرق وإصلاحها في المقاطرة التي أصبحت اليوم همزة وصل بين أهم مناطق البلاد .
آلاف الضحايا من بداية الحرب تحصدهم مراهقته، في جبهة لا تقل في ابتلاع الضحايا، وانتاج المعوقين والجرحى، عن أي جبهة عسكرية.
تسع سنوات وهذه العاشرة، وشريان تعز يحصد أرواح البشر، ويخلّف ضحايا من كل نوع ..
وبإحصاء بسيط، يمكن أن نقول أن الضحايا والخسائر تكاد تكون الأعلى بين جبهات اليمن، إذا ما أضفنا إليها الفرع الثاني هيجة العبد وملحقاتها في السائلة العظمى ..
ماذا لو لم تصطدم تلك الطرق بمراهقة شخص يُدعى باسم الزريقي؟!، أظن أن المقاطرة ستكون مزارًا سياحيًا وليس فقط مجرد خط عبور من وإلى لحج وعدن لاختطاف الأرواح بالجملة.
بالأمس توفي 15راكبًا والناجي الوحيد طفل يدعى عمر توفيت والدته ومعها جميع الركاب في حادث مروع انزلقت فيه السيارة لتودي بحياة ركابها، في حين سائقها حاول إنقاذ سيارة زميله وإصلاح عطب فيها، فلا عاد الزميل ولا السيارة وركابها.
قصص مأساوية لو تتبعنا أصلها سنجد أن من يتحمل مسؤوليتها هو ذلك المراهق الزريقي ..
إذا ما اسثنينا عشر عجاف حرصت معها سلطة تعز المستفيد الأكبر أن تبقى مصيدة رغم أهميتها ..
وعندما تدخل الجانب السعودي للتاهيل والتخفيف من حدة ضراوة الجبهة كان الجانب الوطني كعادته يسوف وغير مستعجل على الانجاز لتمضي سنوات والعمل لا يزال بطيئًا فيما يقابل ذلك زيادة في نسبة الحصد وإراقة الدماء دون قتال.