26 سبتمبر .. بطولات عظيمة وتضحيات جسيمة ..!!
أن تثور وتناضل من أجل تحرير شعب من تحت وطأة نظام استبدادي رجعي ، أن تثور وتكافح من أجل إنقاذ شعب من براثن التخلف والدجل والشعوذة والكهانة ، أن تثور وتضحي بأغلى ما تملك من أجل إخراج شعب من ظلمة الجهل والجهالة إلى نور العلم والمعرفة ، أن تثور وتقاتل من أجل تحطيم قيود الظلم والتعسف من على كاهل شعب مغلوب على أمره عانا طويلاً من الجور والتسلط وحرم طويلا من العدل والمساواة والحقوق والحريات الإنسانية ، فإن ذلك هو الجهاد الحقيقي ، فهكذا مواقف عظيمة هي الجهاد بذاته وعينه ، فرفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين والمضطهدين ومقارعة الظلمة والمستبدين واحد من أرفع مراتب الجهاد في الإسلام ، فالله تعالى أنزل الأديان وأرسل الرسل عليهم السلام ، من أجل محاربة الظلم والاستبداد بين البشر وتحقيق العدل والمساواة فيما بينهم ، ولم يتوعد الله تعالى أحد بالعذاب الشديد والهلاك كما توعد الظلمة والمستبدين ، بل لقد أهلك الله تعالى أمم بأكملها جزاء تماديها في الظلم ، لأن الظلم نتائجه كارثية وسلبية على الفرد والمجتمع ..!!
لذلك يعجل الله تعالى الجزاء للظلمة في الدنيا قبل الآخرة ، ليجعلهم عبرة لمن لا يعتبر ، فكم سجل لنا التاريخ البشري الكثير من القصص التي تروي قدرة الله تعالى في إسقاط عروش الظلمة ، نتيجة ممارساتهم للظلم والتعسف ضد أبناء شعبهم ، وليس منا ببعيد كيف هيأ الله تعالى رجالاً أحرار من أبناء اليمن ، تمكنوا بعونه تعالى من إسقاط النظام الإمامي الاستبدادي ، وأعلنوا ثورتهم التحررية السبتمبرية في 26 سبتمبر 1962 م ، وضحوا في سبيل ذلك بدمائهم وأرواحهم ، مسجلين بذلك واحد من أعظم الانتصارات البشرية ضد أنظمة الحكم الدكتاتورية ، ليسقط النظام الإمامي ويسقط معه الظلم والاستبداد والتعسف والطغيان ، وليتم الإعلان عن نظام جمهوري تحرري ، جعل من القضاء على الاستبداد والظلم ، وتحقيق الحرية والعدل والمواطنة المتساوية وحماية الحقوق والحريات الإنسانية من أهدافه العظيمة وغاياته السامية ..!!
فمواجهة الأنظمة الاستبدادية والثورة عليها وإسقاطها ، واحدة من أصعب المهام في هذه الحياة ، وتحتاج لرجال أحرار يتمتعون بالشجاعة والإقدام والبطولة ، ويؤمنون بعدالة قضيتهم وصوابية مواقفهم ، وحق شعبهم في التحرر من الظلم والاستبداد والجهل والتخلف ، والعيش بحرية وعزة وكرامة ونيل حقوقهم وحرياتهم الإنسانية التي كفلتها لهم كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، لذلك فإن من قام بثورة ال 26 من سبتمبر هم أشجع رجال اليمن ، الذين ببطولاتهم العظيمة وتضحياتهم الجسيمة صنعوا النصر الأكبر والثورة الأعظم والأغلى في تاريخ اليمن الحديث ، مسجلين أسماؤهم في صفحات من نور في سِفر التاريخ اليمني ، وليصنعوا لهم مكانة رفيعة في قلوب كل أبناء اليمن ، فما عاشه ويعيشه الشعب اليمني من تقدم وتطور ونهضة في شثى المجالات هو ثمرة طيبة من ثمار مواقف وبطولات وتضحيات أولئك الثوار الأبطال والأحرار ، فسلام الله عليهم ما تعاقب الليل والنهار ، ولا يمكن أن ينساهم أبناء شعبنا من الدعاء لله تعالى بأن يرحمهم رحمة الأبرار ويدخلهم فسيح الجنان ، جزاء تضحياتهم الجسيمة في سبيل حرية وعزة وكرامة الإنسان اليمني ..!!