مليشيا الحوثي تستغل السياحة الدينية لتعزيز هيمنتها الإيرانية في اليمن"
تتواصل الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي في اليمن، حيث تسعى الى تعزيز سيطرتها القمعية على المناطق التي تسيطر عليها بالقوة. وفي هذا السياق، تقوم المليشيا بتنفيذ خطة خبيثة لاستقدام عشرات الآلاف من الخبراء والمقاتلين من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق الى اليمن، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والاضرحة.
ويأتي ذلك في إطار ما أسمته المليشيا "مشروع دليل البرنامج السياحي المعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية واعلام الهدى". وتقوم المليشيا بتسويق هذا المشروع كوسيلة لتنشيط السياحة وزيادة الوعي الديني بين الشعب اليمني.
ولكن الحقيقة المرة هي أن المليشيا الحوثية تستغل هذه الفعاليات الدينية كغطاء لنشر الفكر المتطرف وزرع التطرف الديني في نفوس الشباب والمجتمع اليمني. فهي تستخدم المواقع الدينية والأثرية كأداة لتمويل أنشطتها العسكرية وتخزين الأسلحة، بالإضافة الى تدمير المعالم الأثرية والتاريخية من أجل تحقيق أهدافها الخاصة.
أن المليشيا الحوثية تخطط لهدم حوالي 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، التي تعد من الأماكن المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني لـ"اليونيسكو". ويأتي هذا الهدم تحت مبرر الإقامة مزارات دينية وإقامة مناسبات طائفية تهدف الى تعزيز النفوذ الإيراني في اليمن.
ومن الناحية السياسية، تمثل هذه الخطوة محاولة لتحويل اليمن الى ساحة لصراعات طائفية وتحويلها الى مزيد من الفوضى والانقسامات. ومن الناحية الاجتماعية والفكرية، تهدف هذه الخطة الى زرع الانقسامات وتشجيع التطرف في المجتمع اليمني، مما يهدد بشكل كبير السلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي.
بشكل عام، يجب على المجتمع الدولي و المحلي اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الجرائم التي تقوم بها مليشيا الحوثي. يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية التدخل لحماية التراث الثقافي والديني في اليمن والحيلولة دون استغلاله من قبل المليشيا الحوثية لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب شخصية.