التربويون المعتقلون في مواجهة ضلالة العصابة الإيرانية
تنهض الأمم بمثقفيها، وتنمو البلدان بمتعليمها، وتتطور الدول بمفكريها ومبدعيها وعلمائها، وبالتالي تفخر بهم المجتمعات حاضرًا ومستقبلًا، هذا هو المتعارف عليه منذ بدء الخليقة حتى اللحظة..
لكن عصابة الحوثي، ومنذ اغتصابها للسلطة، قلبت كل المفاهيم ولوّثت الواقع اليمني بعقولها الغلف وأفكارها الإرهابية المستمدة من ولية نعمتها إيران، محاولة فرضها على واقعنا اليمني رغم اختلاف البيئة والفكر والأعراف اليمنية، وفرضها بالهمجية والتخلف، ولم تعترف إلا بوحشية القتل ومبادئ الفوضى ولعلعة البنادق و الرصاص، وضربات الطائرات المسيرة وتغييب كل ما يخص الفكر و التعليم.
على مدى عشر سنوات، سعت سعيًا حثيثًا لنسف كل شيء يتعلق بالعلم وبناء العقول البشرية ، لأنها تدرك أن الاستثمار بالعقول البشرية هو نهايتها الحتمية ، لأنها وعبر خرافاتها الماضوية تريد تغييب كل عقل تنويري يكشف خزعبلاتها واستجرارها لأحقاد وعداوات الماضي.
ولتحقيق هدفها في تغييب عقول اليمنيين، غيّرت المناهج بما يتوافق مع أجنداتها المتخلفة، جنّدت أطفال المدارس والشباب وغسلت عقولهم بفوضاها، أهانت المتعلمين، واعتقلتهم، ومنعت عنهم لقمة عيشهم ورواتبهم كي يظلوا دائمًا وأبدًا مغيبين عن الفكر وتنوير المجتمع، وجعلهم فقط لا يفكرون بلقمة العيش وكيفية البحث عما يسد رمق أمعاءهم الخاوية وبطون أولادهم وأسرهم.
سياسة خبيثة، شيطانية وحقودة تنم عن نفوس سرطانية وفكر موبوء تطبقه العصابة، كان آخرها اعتقال التربويين والأكاديميين في سجونها واتهامهم بتهم التجسس والعمالة وهم منها براء، فنواياهم ليست التهم بحد ذاتها بل ليقينها أن التعليم ونور الفكر هما السلاح الذي سيقضي عليها ولهذا تحاربه بكل ما أوتيت من ضلالة حقد ومكر واستعلاء وغطرسة.
هذه العصابة المتخلفة، ورغم مرور عشر سنوات، ما زالت لم تعي بعد أن اليمنيين لن يتخلوا عن علمهم وثقافتهم، ولن يتنازلوا عن نور العلم كي يدخلوا نفق ضلالاتها ، وعتمة أحقادها ، رغم كل بطشها وغطرستها وسجونها الظلامية..
اليمنيون أيضًا على ثقة أن السحر سينقلب على السحرة والمشعوذين الحوثة، فكلما حاربوا العلم، زاد تمسكنا به ويقيننا أنه من سيجتث جذورها الخبيثة طال الزمان او قصر.