عصابة إيران الحوثية وسياسة التهجير وتفريغ اليمن من الكفاءات
الثقافة والفكر لا يجتمعان مع عصابة جاءت من كهوف الماضي السحيق، فمما لا شك فيه أن عصابة الحوثي الإيرانية ترى في كل مثقف يحمل فكرًا مغايرًا عن نهجها، أو من يحمل شهادة أو قادر على الكتابة عدوًا لها, ويجب التخلص منه إما بالاعتقالات التعسفية، أو بأن يهاجر أو يقبع في سجونها الإرهابية لأجل غير مسمى.
لذا، فإن هذه العصابة التي تتبع إيران، تلجأ إلى تلفيق تهم الجاسوسية للأكاديميين والخبراء في المجتمع اليمني، و المفكرين و الإعلاميين وتنشر اعترافات مزورة تحت ضغط وابتزاز في وسائل الإعلام التابعة لها. هذا السلوك ليس عشوائيًا، بل هو جزء من خطة مدروسة تستهدف ترويع وتهديد العقول اليمنية، وإجبارهم على الهجرة إلى الخارج، بطريقة تشبه ممارسات النظام الإيراني في العراق ولبنان بعد الثورة الخمينية.
و تعتبر محاكمة العلماء واتهامهم بالتجسس من قبل عصابة الحوثي الايرانية جريمة كبرى وتعكس مدى استهانتهم بالمعرفة والعلم. ففي الوقت الذي يجب أن تكون الجامعات مراكز للتعليم والبحث العلمي، تقوم عصابة الحوثي بمحاولة إفراغها من عقول العلماء والباحثين وتعتقلهم بتهمة التجسس.
و تدرك العصابة ان محاكمة العلماء وتجريمهم هو إهانة للمعلمين وللمجتمع العلمي بشكل عام. فالعلماء هم ركائز المجتمع وهم من يعملون على تطوير المعرفة والابتكار وتقديم الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمع. وبالتالي، فإن اتهامهم بالتجسس يعتبر تجاوزا خطيرا على حقوقهم وحرياتهم.
و بالتاكيد ان هذه الخطوة التي اتخذتها عصابة الحوثي تعكس الخوف والضعف من قبلهم، حيث يحاولون إخماد الأصوات النقدية والمناهضة لهم من خلال اعتقال العلماء وترهيبهم و انا على ثقة أن هذه السياسة لن تنجح في إسكات العلماء ومنعهم من مواصلة دورهم في خدمة المجتمع والبحث العلمي.
إن محاكمة العلماء واتهامهم بالتجسس هي خطوة خطيرة تعكس ثقتفة و فكر و عدم احترام عصابة الحوثي للعلم والمعرفة. و لا استطيع ان اطالب المجتمع الدولي أن يدين هذه الإجراءات ويدعم حق العلماء في ممارسة دورهم بحرية وبدون تهديد أو اضطهاد لانهم عجزوا عن حماية موظفيهم و الحل الوحيد هو انتزاع السلاح من يد الحوثي و استعادة الدولة التى سوف تعمل على تعزيز حرية البحث العلمي والتعليم هو الطريق الوحيد لتحقيق التقدم والازدهار في المجتمعات.
ولعل المتتبع لتاريخ النظام الإيراني يجد انها تحتل المرتبة الأولى عالميًا في هجرة الكفاءات العلمية منذ ثورة الخميني، حيث هاجر نسبة كبيرة من الإيرانيين الذين حصلوا على تعليم ما بعد الثانوية إلى الخارج. وهناك تقارير تشير إلى أن إيران فقدت نحو 25% من الكفاءات العلمية سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت إيران مليشياتها الطائفية في العراق لتصفية العلماء والخبراء العراقيين، والتي تعد تحديًا لهيمنتها، وهذا وفق تقارير دولية استقصائية.
و منذ انقلابها، اتبعت عصابة الحوثي سياسة لتفريغ اليمن من الكفاءات والعقول، من خلال قطع رواتب الأساتذة والمعلمين وطردهم من الجامعات، وحتى اعتقالهم تحت تهمة الجاسوسية.
ونتيجة لكل هذه الممارسات القمعية والترهيبية التي تنتهجها عصابة إيران، يتوجب على اليمنيين إدانة هذه الممارسات والتصدي لها، ومحاسبة المليشيا الحوثية واتخاذ إجراءات دولية ضدها.
كما أنه من الضروري اتخاذ موقف وطني حازم ضد هذه الانتهاكات الصارخة للاعراف و القوانين المحلية وللقانون الدولي والإنساني، وتصنيف المليشيا الحوثية لايقاف تعسفاتها و انتهاكاتها، والضغط لإطلاق سراح جميع المحتجزين غير القانونيين واستعادة الاستقرار في اليمن.