المبادرات الأممية بشأن اليمن تثبّت قدم إيران في المنطقة
بداية.. أرجو قراءة الصورة المرفقة.. لعلكم أدركتم الآن مضمون الصورة.
نعم، ذلك هو طموح الإيرانيين وحلمهم الذي أعلن عنه بكل وضوح قائد الثورة الإسلامية الإيرانية "آية الله الخميني" في حواره مع صحيفة "الدستور" اللبنانية قبل 41 سنة، أي في عام 1983، ونشرت الصحيفة خلاصة مشروع الخميني، وحلمه على صدر الغلاف الأول للمجلة، كما في المرفق.
بل أن وصية الخميني كما تقول المنشورات كتبت مقدمتها أو خلاصتها في عام 1983، و أعتكف على إكمالها عام 1989.
ومما قاله الخميني آنذاك : " إن الثورة الإسلامية ( الإيرانية ) المجيدة، والتي تمثل الأمل لملايين المسلمين والمستضعفين في العالم، تقف على درجة من الأهمية تفوق قدرة القلم والبيان. فهي تختلف عن جميع الثورات من حيث النشأة وأسلوب المواجهة، ومن حيث دوافع تفجير الثورة.. إنها هدية إلهية تلطف بها المنان على هذا الشعب".
وهذه الثقافة التي تقول بأنها ثورة إلهية تلطف بها المنان، أي أهداها بشكل خاص للإيرانيين.. هذه الثقافة هي التي يروّج لها المشروع الإيراني أي أنها ثورة سماوية.
مشروع واضح المعالم خلاصته أن ترتفع راية الثورة في عواصم مسقط عمان، والكويت، والرياض، والقاهرة، ودمشق، واسطنبول، وووووالخ. وما الحرب التي تشهدها اليمن، وسوريا، والفوضى في العراق، والعواصم العربية، إلا خطوة من خطوات تنفيذ مشروع ومخطط الثورة الإيرانية.
وأي تهاون من الأنظمة العربية بشأن التعاطي مع أدوات إيران واذرعها في المنطقة تفضي إلى محاورات وتسويات سياسية لن تقود الا لتثبيت الوجود الإيراني في عواصمها سيتلو ذلك مكاسب لاحقة تصب في مجملها داخل مجرى مشروع الثورة الإيرانية.
إن سيناريوهات الحرب في اليمن، والمبادرات المتلاحقة على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب لا تخدم استعادة الدولة المصادرة وإنما ستصب في نهاية المطاف إلى تثبيت قدم ايران في اليمن عبر ذراعه المتمثل بمليشسات الحوثيين، الأمر الذي يجب حياله أن تغيّر الشرعية كل أجندتها السياسية في التعاطي مع المليشيات الحوثية الإرهابية والدبلوماسية في تصحيح وتوضيح الصورة الحقيقية دولياً، ورفع الجاهزية العسكرية ومباغتة هذه العصابة بمهاجمتها ومطاردتها والقضاء على قوتها العسكرية عدة وعتادا، ودون ذلك ستكون الانعكاسات كارثية على مستقبل هذا البلد.