تتم بتنسيق وإشراف إيراني .. زيارات عناصر عصابة الحوثي لروسيا ..البحث عن السلاح و اغتيال السلام
أثارت زيارة القيادي في عصابة الحوثي الايرانية المدعو "علي الهادي" إلى روسيا، العديد من التساؤلات والشكوك حول سعي العصابة الايرانية لايجاد مصادر جديدة للتزود بالأسلحة والمعدات والمواد المستخدمة في التصنيع الحربي.
وذكرت مصادر محلية، بأن الزيارة تصب في اطار البحث عن مصادر جديدة للتزود بالمعدات القتالية ذات الطابع الارهابي، كما هو الحال بالنسبة للتنظيمات الارهابية كـ "داعش والقاعدة وطالبان وبوكو حرام".
زيارة بغطاء تجاري
وما اثار العديد من التساؤلات والشكوك، بأن زيارة الارهابي علي الهادي، حملت طابعًا تجاريًا، باعتبار الرجل يشغل رئيسا للغرفة التجارية في أمانة العاصمة الخاضعة لسيطرة العصابة، وعنوانها " شراء قمح لشركته المتعثرة (المحسن للقمح)، لكن ذلك زاد من الشكوك بأن الزيارة ليست تجارية باعتبار ان تجارة القمح بين اليمن وبلدان عدة مستمرة منذ عقود وبطريقة سلسلة ووفقا لاتفاقيات سابقة.
وما زيد الشكوك بان الرجل يحمل في جعبته تعليمات من زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، بعقد صفقات سلاح ومعدات عسكرية، باعتبار "الهادي" من المقربين لعبدالملك الحوثي والجهات الايرانية، حيث تم الدفع به مؤخرا الى الواجهة التجارية والاقتصادية لتنفيذ مهام مشبوهة تتعلق بصفقات السلاح وتكنولوجيا الانظمة القتالية الحديثة، والمواد المحظور استخدامها دوليا.
خطط ايرانية
وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر معلوماتية، بأن زيارة القيادي الحوثي لروسيا، تأتي بتنسيق واشراف وتخطيط المخابرات والحرس الثوري الايرانية، التي تستغل علاقاتها الوطيدة مع روسيا لفتح قنوات تواصل مع وكلائها في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتزويد تلك الاذرع بالاسلحة والانظمة القتالية الحديثة، فضلا عن تكوين شبكات تهريب اسلحة ومخدرات انطلاقا من دول متعددة، كما تحدث عن ذلك تقرير امريكي في وقت سابق هذا العام.
ووفقا لمصادر المعلومات، فإن ايران وأذرعها في المنطقة ومن بينها عصابة الحوثي، تبحث عن مصادر تسليح جديدة من دول تتواجد فيها عصابة تهريب اسلحة، كالولايات المتحدة وروسيا والتشيك والصين وتركيا، وغيرها من الدول الاوروبية المصنعة للأسلحة المتطورة والحديثة، كالمسيرات والصواريخ الذكية، التي تحاول ايران استخدامها خلال الفترة المقبلة في اطار ما يسمى "حرب السفن التجارية" التي تمارسها عناصرها الارهابية ضد سفن التجارة والنقل البحري في البحر الاحمر وخليج عدن والمناطق المحيطة بهما.
ومن المعلوم ان أي اسلحة تصل لوكلاء ايران في المنطقة، يكون تحت اشراف ايراني والمخابرات والحرس الثوري في ايران، وان تقوم بالإشراف على جميع صفقات وكلائها سواء ما يتعلق بالأسلحة او المواد التجارية الاخرى، وذلك في اطار العمل الاستخباراتي ضد الوكلاء حتى لا يحدث أي تمرد منهم ضدها.
تسهيل ام نجاح؟
إلى ذلك، يتوقع العديد من المراقبين في المنطقة، بأن الزيارة الحوثية الحالية والزيارات السابقة لعناصر حوثية إلى روسيا، تأتي في اطار التنسيق والتخطيط الايراني بهدف تزويد ونقل اسلحة متطورة الى وكلائها في المنطقة بالتزامن مع تصاعد حالات الاحتراب بين الدول المشاركة في "حرب غزة".
وما يثير التساؤل هل ذلك يأتي على خلفية نجاح مكافحة تهريب الاسلحة الايرانية الى الحوثيين ووكلائها في المنطقة من قبل قوات التحالف الدولي المنتشرة في المياه الدولية بالمنطقة، ام انها استغلال لهدنة ابريل 2022 بين الفصائل اليمنية، والتقارب السعودي الايراني الذي تم بموجبه وقف غارات التحالف، والسماح للسفن المتجهة الى موانئ الحوثيين بالمرور دون تفتيش؟
وفي حال كان التوقع الثاني صحيحا، فإن ايران تسعى عبر وكلائها الحوثيين لتنويع وتعدد مصادر الحصول على الاسلحة، واستخدام طرق واساليب استخباراتية جديدة، بمساندة عصابات التهريب التابعة للحرس الثوري المنتشرة في المنطقة وحول العالم.
عكس المعلن أمريكيًا
وعلى عكس ما تناولته جهات امريكية، بأن روسيا تسعى لتزويد الحوثيين بالأسلحة على خلفية مرور سفنها في البحر الاحمر والمنطقة دون تعرضها لهجمات من اذرع ايران، وانما تأتي الزيارة والمساعي الحوثية للحصول على اسلحة ومعدات قتالية ومواد اخرى محظورة، من عصابات تهريب للأسلحة وتلك المواد تم التنسيق معها من قبل عصابات الحرص الثوري الايراني العاملة في ذات المجال.
ومن المعلوم، فإن عصابات تهريب الاسلحة ومواد اخرى تتعلق بالتصنيع العسكري، تنتشر في روسيا، والدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، قامت بعقد صفقات تهريب اسلحة عدة الى دول افريقية واخرى من العالم الثالث، بضوء اخضر امريكي واوروبي.
مخاوف مشروعة
وشكلت الزيارة المتكررة لقيادات حوثية إلى روسيا، خاصة منذ مطلع العام الجاري والتي بلغت اكثر من خمس زيارات لقيادات حوثية، مخاوف وشكوك واسعة لدى الحكومة الشرعية ودول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية، والتي ارسلت وفود رسمية الى موسكو لاستطلاع ما يجري ومن بينها زيارة وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة الشرعية، الدكتور شائع محسن الزنداني، التي جرت قبل ايام، والتي سبقتها زيارة رئيس الحكومة الدكتور احمد بن مبارك.
ومن تلك الشكوك والمخاوف، ان تسعى ايران لعقد صفقات مع جهات روسية خاصة او عاملة في مجال تجارة الاسلحة او تهريبها، لتزويد الحوثيين بمواد تدخل في صناعة الاسلحة النووية او البيولوجية، التي ستشكل خطرا على ما تبقى من اليمنيين ودول المنطقة والعالم، باعتبار عصابة الحوثي " مليشيات متمردة" لا تتقيد بأي قوانين وجودية واخلاقية، ولا تلتزم وتحترم أي بروتوكولات دبلوماسية، او اتفاقات دولية.
كما تأتي المخاوف والشكوك المشروعة، على خلفية مساعي ايران في الحصول على اسلحة نووية، وكيف تحاول المراوغة والتنصل عن أي اتفاقات بهذا الخصوص مع الولايات المتحدة والغرب، فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل والمخاوف هو الاخر.
فرضية
ومن الفرضيات التي تثار حول زيارة القيادي الحوثي ومن قبله زيارة وفدها المفاوض المتواجد في سلطنة عمان، وحجم الاشادة بها من قبل زعيم العصابة والقيادات العليا في صفوفها، بأن تلك الزيارات تأتي في اطار المساعي الدولية والاقليمية للتوصل إلى سلام بين الاطراف اليمنية.
وما بين فرضية التسلح والسلام، تبقى زيارات الحوثيين إلى أي دولة مثيرة للشكوك والمخاوف، باعتبار تلك العصابة متمردة عن الدولة ولا تمتلك أي رؤية سياسية او اقتصادية او ثقافية او تعليمية، وانما لمنطق القوة وتتبع سياسة التدمير والنهب والقتل والارهاب، لتحقيق مصالح عناصرها الارهابية فقط، ولا تعير السكان المحليين للمناطق الخاضعة لها أي اعتبار او تقدم لهم أي خدمات، بل تتخذهم كوسيلة زيادة ثروات عناصرها، وتستخدم العديد منهم كوقود لإدارة معاركها ضد اليمنيين والمنطقة والعالم.