Image

زيارة بحث عن "العدالة" قوبلت بالإساءة.. الأمم المتحدة تُهان من عصابة إيران في صنعاء

ظلت الامم المتحدة وما زالت، السد المنيع والحاجز الذي يقف أمام أي محاولات لكسر شوكة عصابة الحوثي الإيرانية، واستعادة الدولة اليمنية التي انقلبت عليها تلك العصابة في سبتمبر 2014، ومنعت أي محاولات تحرير لمناطق استراتيجية ستؤدي لانهيار العصابة وزوالها مثل الحديدة وصنعاء وغيرها من المناطق الاستراتيجية.
ومن منع تحرير إلى منع محاولة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ترتيب الوضع المصرفي في البلاد بعد العبث به من قبل عصابة الحوثي، من خلال إصدار البنك المركزي في عدن عدد من القرارات أثرت على الوضع الاقتصادي للعصابة، ما دفع الامم المتحدة للتدخل عبر مبعوثها الخاص لليمن من اجل إلغائها لإنقاذ عصابة ايران من الانهيار ماليًا واقتصاديًا.
ومرورًا بمواقفها الهزيلة والمتخاذلة بشأن الهجمات الحوثية – الإيرانية على سفن النقل البحر والملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والتي أثرت بشكل كبير على اليمنيين ودول المنطقة وشعوب العالم، وصولًا إلى مواقفها المتخاذلة بشأن اختطاف واعتقال موظفيها والموظفين العاملين بالهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والمحلية في مناطق الحوثيين.

زيارة تفاوض
التهاون والضعف والمواقف المتخاذلة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه جرائم عصابة إيران بحق اليمنيين، وتهديدها للملاحة الدولية، دفعت تلك العصابة إلى التمادي بحق مسؤولي المنظمة الدولية، لتمارس الاهانة والاذلال والاساءة بحقهم.
والأسبوع الماضي زار العاصمة المحتلة  صنعاء، المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن "جوليان هارنس"، وهو مسؤول أممي بارز، قادما من العاصمة المؤقتة  عدن، بهدف التفاوض مع عصابة الحوثي، بشأن التعسفات التي مارستها ضد المنظمات الاممية والدولية في مناطقها، والتي ادت لتوقف نشاط تلك المنظمات في مجال العمل الانساني في اليمن نهائيا منذ أكثر من أربعة أشهر.
ومن تلك التعسفات الحوثية، المداهمات والاقتحامات التي نفذتها للمكاتب والمقرات الأممية والحقوقية المدنية في العاصمة صنعاء، واعتقال العشرات من موظفي المنظمات الاممية والدولية والعاملين في العمل الانساني باليمن، ولا يزال نحو64 موظفا امميا معتقلا في سجونها، منذ مطلع شهر يونيو الماضي إلى اليوم.

اهانات مسيئة 
زيارة التفاوض للمسؤول الأممي البارز إلى صنعاء، حولتها عصابة الحوثي الايرانية إلى زيارة اهانات مسيئة، حيث تم معاملة المسؤول الاممي البارز  معاملة سيئة وصلت إلى حد مطالبته بترديد الصرخة ودعوته إلى الالتحاق بالدورة الثقافية التي تنظمها العصابة لأكثر من 3200 موظف يعملون منذ سنوات في المجال الانساني لدى منظمات الاممية والدولية والمحلية، لكنهم تناسوا تلك "الانسانية" وكل مبادئها، التي أنفقت الامم المتحدة لعقود مليارات الدولارات على غرسها فيهم، إلا أنهم فاجأوا المسؤول الاممي بترديد صرخة الموت في وجهه- الصرخة الخمينية.
وتعرض منسق الشؤون الانسانية الاممي خلال زيارته، لأحداث مأساوية ومشاهد مقرفة رسمتها له عصابة الحوثي، استطاع من خلالها رسم صورة قاتمة لمستقبل العمل الانساني والاغاثي في اليمن، واستحالة امكانية تنفيذ أي عمل انساني أو برامج اغاثية لمنظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية، ما دفع ذلك بالمسؤول الاممي إلى مغادرة صنعاء عائدا إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وعود مشكوك فيها
وعند وصوله عدن عقد اجتماع بمسؤولين في الحكومة اليمنية، واتفق معهم على تحويل البرامج الإغاثية والإنسانية التي كان مخطط تنفيذها في المناطق الخاضعة لسيطرة العصابة الحوثية، إلى تنفيذها في المناطق المحررة- مناطق سيطرة الشرعية، وإيقاف الزيارات لمسؤولي الأمم المتحدة الكبار إلى صنعاء، وانتقال مكاتب المنظمات الأممية إلى مدينة عدن كعاصمة مؤقتة.
لكن مصادر محلية عدة، شككت بتلك الوعود من المسؤول الاممي الانساني، باعتبار من يسيطر على القرار في المنظمة الاممية الاولى في العام مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، أي تلك الدول التي تدعم العصابة الحوثية من بوابة ايران سرا، وتعلن عن عدائها اعلاميا فقط.
وطرح تساؤل مهم حول ذلك هو: " هل يفي المسؤول الاممي بوعده الذي قطعه للمسؤولين اليمنيين في عدن؟، وهل سيكون قرار نقل هذه البرامج الانسانية إلى المناطق المحررة تمهيدا لنقل مقرات المنظمات الاممية إلى العاصمة المؤقتة عدن؟، وهل ستكون الامم المتحدة ومبعوثها غروندبروغ هذه المرة صادقة مع الشعب اليمني وستدعم هذا التوجه، وهذه الخطوات التي كثيرا ما طالبت بها الحكومة اليمنية..؟!.
والخوض في تفاصيل الاحداث التي قابلت المسؤول الاممي والتي اضطرته إلى ابلاغ مسؤولي الحكومة بحقيقة وضع عمل المنظمات في اليمن، وخاصة في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، وتأكيده استحالة عمل المنظمات الاممية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع في اجواء مليشاوية، وقراره الذي اتخذه عقب تلك الزيارة لصنعاء في نقل البرامج التي كان مخطط  لتنفيذها في مناطق سيطرة مليشيا ايران في صنعاء. من المهم البحث عن حيثيات هذا القرار والدوافع والاسباب التي دفعت بالمسؤول الاممي إلى زيارة العاصمة المحتلة صنعاء، ولماذا؟!

واقع اممي مرير في صنعاء
إذ أن هناك العشرات من الموظفين الامميين والدوليين والمجتمع المدني، وهم لا يزالون رهن الاختطاف والاعتقال والاخفاء في غياهب سجون الحوثيين . بينما البعض من هؤلاء الموظفين والعاملين والنشطاء في المجال الانساني والدبلوماسيين وموظفي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، تجاوزت فترة اعتقالهم الثلاث السنوات ولا يزالون رهن الاعتقال لدى هذه العصابة السلالية العنصرية التي تداريها الامم المتحدة ومبعوثيها الاربعة، وآخرهم هانس غروندبروغ، الذي يعمل منذ تعينه مبعوثا للامين العام للامم المتحدة خلفا لسلفه غريفث، قبل ثلاث سنوات. وهو يبذل جهودا مضنية، ويعمل جاهدا على الضغط على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، لتجريدها كل يوم من شرعيتها واختصاصاتها، وصلاحياتها السيادية، الدستورية والقانونية، لصالح عصابة ايران السلالية الانقلابية، بنص اول بيان اصدره مجلس الأمن الدولي، فور استيلائها على مؤسسات الدولة والعاصمة  صنعاء في 21سبتمبر/ أيلول2014، وباعتراف أول مبعوث اممي مكنها من ذلك، جمال بن عمر.
اما جهود المبعوث الاممي غروند بروغ، تمثلت في سحب اختصاصات الحكومة اليمنية، واعاقة ممارسة مهامها وبسط سلطاتها السيادية وممارسة مسؤوليتها وصلاحيات شرعيتها الدستورية والقانونية، منظورة ومشهودة للجميع على الدوام، وآخرها جهوده في التصدي لأي إجراء تقوم به الحكومة الشرعية في ممارسة صلاحيات وسلطات شرعيتها الدستورية والقانونية، وإلغائه قرارات البنك المركزي اليمني، القاضي بسحب تراخيص ستة بنوك تجارية تديرها مليشيا الحوثي بعد أن رفضت-منعتها- عصابة الحوثي من نقل مراكز ادارتها من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة  عدن، بذريعة أن قرارات “المركزي اليمني” ونقل ادارة هذه البنوك من تحت سيطرة مليشيا الحوثي إلى سيطرة الشرعية يضر بالأعمال الانسانية والاغاثية ويؤثر على عمل منظمات الامم المتحدة في تقديم المساعدات الانسانية لليمنيين.

عوائق وذرائع
الكثير من تقارير منظمات الامم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية، شكت من وقت مبكر ولا تزال تشكو بصورة مستمرة من الصعوبات والعوائق التي تواجه عملها الانساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين جراء المضايقات والقيود التعسفية التي تفرضها عليها عصابة الحوثي الإرهابية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تقييد حركات وعمل المنظمات وتأدية نشاطها.
وعلى إثر ذلك دعت الحكومة اليمنية بمختلف مستوياتها مرات عديدة للأمم المتحدة ومبعوثيها، بضرورة نقل المقرات الرئيسية للمنظمات الاممية والدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن أو إلى أية محافظة محررة حتى تستطيع تأدية عملها الإنساني بحرية بعيدا عن هيمنة وتسلط عصابة الحوثي، إلا أن كل الدعوات وتلك المطالبات تقابل بالرفض من قبل الأمم المتحدة ومبعوثيها، وآخرهم غروندبروغ، وذريعتهم بأن نقل المنظمات الاممية والدولية من صنعاء سيؤثر على العمل الإنساني أيضا في اليمن.
ودون إيضاح وتقديم مبرر مقنع ومنطقي يتواءم مع الواقع العملي المشاهد للعيان ويدحض التقارير المثبتة لتلك المنظمات، واعترافات الامم المتحدة، بل أن جهود المبعوث الاممي غروندبروغ في الغاء قرارات البنك جاءت ومليشيا الحوثي تنفذ حملة مداهمات واقتحامات لمقرات ومكاتب المنظمات الاممية والدولية والمجتمع المدني ونهب محتوياتها ومقتنياتها واعتقال المئات من موظفيها وايداعهم السجون السرية.
ولا يزال هناك اكثر من 64 موظفا في العمل الانساني من منظمات الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، وفي البعثات الدبلوماسية الاجنبية، لا يزالون في معتقلات عصابة الحوثي منذ مطلع شهر يونيو الماضي، و ترفض مليشيا الحوثي اطلاق سراحهم، رغم المناشدات والدعوات والتنديدات والمطالبات المتكررة من قبل الحكومة اليمنية والحكومات والمنظمات الحقوقية الاقليمية والدولية، والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، بالإفراج عن موظفي العمل الانساني المعتقلين.

بلطجة ضد الامم المتحدة
لكن كل تلك المناشدات والدعوات ذهبت في مهب الريح ولم تلق اذانا صاغية من قبل عصابة الحوثي، حتى الآن رغم أن برامج العمل الانساني متوقفة في عموم اليمن منذ ستة أشهر تقريبا، بسبب التعسفات التي تمارسها عصابة الحوثي ضد مؤسسات العمل الانساني، بل أن مساعي عديدة قام بها مسؤولون امميون ودوليون لدى الحوثيين للإفراج عن الموظفين المعتقلين دون فائدة، ولم يرف للعصابة جفن ولا يلين لها قلب.
وزادت العصابة في اعمال البلطجة والبطش والمداهمات والاقتحامات للمكاتب الاممية والمنظمات الدولية، وآخرها اقتحام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان ‎@UNHumanRights التابعة للامم المتحدة، قبل ايام، ونهب كل محتوياته من اجهزة كمبيوتر ووثائق والـ (هارد ديسك) الذي يحتوي على عمل المفوضية وبيانات رصد تفاصيل كل الانتهاكات التي رصدتها المفوضية ووثقتها خلال السنوات الماضية، متضمنة بيانات الضحايا وشهادات الشهود، والافظع من ذلك أن عملية الاقتحام للمكتب تزامنت مع تواجد المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن- منسق الشؤون الإنسانية "جوليان هارنس"، الذي كان قد طلب من الحكومة اليمنية زيارة  صنعاء بهدف التقاء قيادة جماعة الحوثي والتفاوض معها في محاولة لإقناعها على الافراج عن موظفيه المعتقلين، وايضا للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم.

مفاجأة صادمة
لقد شكل تعمد عصابة الحوثي القيام بعملية الاقتحام للمكتب الاممي ونهب كل محتوياته، مفاجأة صادمة للمسؤول الاممي-منسق الشؤون الإنسانية في اليمن- بأن يتم ذلك بحضوره وامام عينيه، ولم يتوقف الامر عند هذا، وإنما زاد على ذلك بإجباره على الادلاء بتصريح يؤكد فيه أنه استعاد مكتب المفوضية بكامل محتوياته، بينما المصادر تؤكد أن المكتب اعيد للمنسق في التقاط صورة من داخله اثناء تصريحه فقط بينما لم يتم استعادة الوثائق الخاصة بالمفوضية ونشاطها بما في ذلك اجهزة الكمبيوتر والهارد ديسك وغيرها.
وإلى هنا كان الامر طبيعيا لكل من سبق وأن التعامل مع ايران ومليشياتها وبالذات الحوثيين، ولمن يعرف تعامل هذه الجماعة الديموغائية مع الغير والمنظمات الدولية والحقوقية على وجه الخصوص، لتأتيه الصواعق تباعا الواحدة تلو الأخرى، وكأن الامر مرسوما ومخططا له لإرهاب المسؤول الاممي.

الفازعة المرعبة 
الا ان الفازعة المفزعة الكبرى كانت حينما دعت قيادة عصابة الحوثي المسؤول الاممي حضور لقاء كان جزءًا من فعالية جمع فيها كل الموظفين العاملين في المنظمات الأممية في دورة ثقافية مكثفة استمرت لأيام لإرغام الموظفين والعاملين في المنظمات على التسليم بأجندات الجماعة والتعليمات التي تقدمها كمحددات يجب الالتزام بها مقابل السماح لهم بمواصلة العمل في هذه المنظمات.

المسؤول الاممي اصيب بالرعب من هول ذاك المنظر المقرف لموظفي دوليين انفقت الامم المتحدة والمجتمع الدولي، طوال العقود الماضية، عشرات مليارات الدولارات، على تنمية إنسانيتهم، ليتخلوا عنها بغمضة عين وفي لحظة من زمن الاعتقال حولتهم إلى وحوش مفترسة ومليشاوي المظهر والمعتقد، بعد اعتناق فكر العصابة ليقابلوا به مسؤولهم بترديد الصرخة الخمينية، هناك الصاعقة التي اخرست المسؤول الاممي، فغادر صنعاء دون ان يتمتم بكلمة.

قناعة غير موثوقة 
وحسب مصادر متطابقة، أكدت أن المسؤول الأممي بعدما شاهد تلك المظاهر المفزعة أيقن استحالة مواصلة العمل في المناطق الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي، وأنه توصل إلى قناعة تزيل الوهم الذي ظل يسيطر على تفكير مسؤولي الأمم المتحدة بالتنسيق معهم لتنفيذ البرامج والأنشطة رغم كل الضغوطات التي مارستها الامم المتحدة على الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لتقديم تنازلات تلو التنازلات لصالح عصابة انقلابية وطائفية.
إلا أن هذا التحليل لا يمكن الوثوق به، لعدة اسباب اولها أن المسؤول الاممي لم يدلِ بأي تصريح يهاجم ويدين عصابة الحوثي ويؤكد استحالة عمل المنظمات الاممية والدولية في المناطق الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي، وأيضا لم يعلن للرأي العام الدولي بحقيقة ما رآه وما شاهده بأم عينيه ولامسه وعيه وقدماه، ولكنه قد يكون اكتشف- أن لم يكن يعلم- حقيقة المخطط التآمري الذي تديره الدول الكبرى اللاعبة في السياسية الدولية والتي تدير الامم المتحدة، ويجري تنفيذه عبر الامم المتحدة ومبعوثها الاممي في اليمن والمنطقة العربية، ما يقتضي منه ذلك تقديم تقرير سري وغير معلن، وهذا وجوده وعدمه سواء، ما لم يكن اعلانا ومكاشفة الرأي العام العالمي بالحقائق صراحة دون مواربة أو مداهنة!

دورة ثقافية للامم المتحدة
في الوقت الذي كتب الناشط في المجال الانساني والاغاثي، رياض الدبعي، على صفحته في منصة(X)، مطلع الاسبوع بأن العاصمة صنعاء تشهد منذ حوالي اسبوع، تصاعدًا في التوترات، حيث وصل المنسق المقيم للأمم المتحدة ‎@julienmh في اليمن إلى العاصمة للتفاوض مع الحوثيين بشأن الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ‎@UN والمنظمات الدولية الذين اعتُقلوا في يونيو، إلا أن الحوثيين، وخلال فترة هذه المفاوضات، قاموا باقتحام مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان ‎@UNHumanRights متجاهلين الجهود الأممية.
هذا الاقتحام يعكس بوضوح عدم احترام الحوثيين للأمم المتحدة، ويؤكد على التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمة الدولية في تنفيذ مهامها الإنسانية وسط هذه الأجواء المعقدة.
وهنا اطرح سؤالًا على السيدة ندى الناشف ‎@NadaNashif نائب المفوض السامي والسيد محمد النسور ‎@malnsour2022 مسؤول دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مكتب المفوضية بجنيف: هل ما زلتم مصرينِ على تعيين ممثل للمفوض السامي في  صنعاء؟
ونقل عن مصدر مطلع في صنعاء، قوله: إن المسؤول الأممي لم يكن يصدق عينيه وهو يرى الموظفين العاملين في المنظمات الأممية يؤدون الصرخة الحوثية أمامه في لقاء تم إبلاغه أنه مخصص لمناقشة تنسيق الأداء بين مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية “سكمشا”، وهو ذراع سلطة الحوثيين للإشراف على عمل المنظمات وتجيير مواد الإغاثة لصالح هيمنة الجماعة. 
ليس فقط لأن ذلك تعبيرًا عن إصرار الجماعة على تجيير ومصادرة العمل الإنساني والإغاثي، وإنما أيضاً لأن هذا التصرف تجاوز كل حدود اللياقة والدبلوماسية في التعامل مع مسؤول أممي جاء، مدعوماً بثقل الأمم المتحدة، في مهمة تطبيع عمل المنظمات ومحاولة الإفراج عن موظفين محليين كانوا يعملون في منظمات الأمم المتحدة وفجأة أصبحوا سجناء متهمين بالجاسوسية والعمالة وهي تهم ترقى عقوبتها إلى الإعدام، ليجد نفسه محشوراً في قاعة تدوي فيها صرخات الموت وتلقى فيها محاضرات تؤكد على أن كل من لا يتماشى مع تعليمات المسؤولين الحوثيين فهو عميل وجاسوس، وقد تحول اللقاء إلى فعالية تعبوية لأفكار تناقض كلما يتعلق بالعمل الإنساني والدبلوماسي. 
بل ووصل الأمر حد إهانة الموظفات الحاضرات والسخرية من عملهن وسفرهن “بدون محرم” ووصل الأمر بإبراهيم الحملي المسؤول عن مجلس تنسيق الشؤون الإنسانية “سكمشا” إلى التعريض بالعاملات في المنظمات الأممية ولمز غير المتزوجات منهن بتهم أخلاقية "الموظفات اللي مش متزوجات يتزوجين، وتتحمل المنظمات تكاليف سفر محارمهن معهن".

المغادرة إلى عدن
وجراء إصابة المسؤول الاممي بالذعر من تلك الصورة القاتمة والمشاهد التي دفعت به إلى مغادرة العاصمة صنعاء فورا إلى العاصمة المؤقتة  عدن، ليعقد اجتماعا وابرم اتفاقا مع مسؤولين في الحكومة الشرعية على تحويل البرامج الإغاثية والإنسانية، التي كان مخطط تنفيذها في صنعاء، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وإيقاف الزيارات لمسؤولي الأمم المتحدة الكبار إلى صنعاء، وانتقال مكاتب المنظمات الأممية إلى مدينة عدن كعاصمة مؤقتة.
وكانت عصابة الحوثي اجبرت، اكثر من 3 آلاف موظفًا تابعين للمنظمات الأممية والدولية في صنعاء على التعهد بالعمل وفق شروطها، وذلك في ختام دورة ثقافية أقامتها لهم واستمرت خمسة أيام.
وأفادت وسائل اعلام حوثية، أن العصابة نفذت “سلسلة لقاءات” قادها المدعو إبراهيم الحملي، منتحل صفة أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية "سكمشا"، مع موظفي المنظمات الدولية في صنعاء، شارك فيها المنسق المقيم للأمم المتحدة جوليان هارنيس، وهدفت إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع المجلس.
وحذر القيادي الحوثي الموظفين، الذين قالت الوكالة إن عددهم بلغ قرابة 3287 موظفا، من الأعمال التجسسية في إطار العمل الإنساني.
ووفقا لتلك الوسائل، فقد أكد موظفو المنظمات “التزامهم بالعمل وفق مبادئ العمل الإنساني والقوانين اليمنية، من خلال العمل مع المجلس لتنفيذ مشاريع وأنشطة تلبي احتياجات الشعب اليمني”.
وكان “المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية” وهو كيان استخبارتي حوثي مهمته مراقبة أنشطة المنظمات والتحكم بأنشطتها، طالب المنظمات بسرعة موافاته بهياكلها الوظيفية وأسماء العاملين مع كافة بياناتهم وجنسياتهم، وأن تأخذ الموافقة المسبقة من المجلس قبل أي توظيف جديد.
يأتي ذلك في ظل استمرار حملات عصابة الحوثي ضد منظمات الإغاثية المحلية والدولية والأممية واختطافها عشرات الموظفين من بينهم ١٣ يتبعون منظمات الأمم المتحدة، لا يزالون قيد الإخفاء القسري منذ شهرين