الصراع الطائفي و خطره على مسقبل اليمن
إن الحديث عن محاولات دمج تيارات "الإسلام السياسي في اليمن "، في مشروع الدولة الحديثة، بدلاً من مناهضتها، لا يمت إلى الواقع بصلة، في ظل تبنيها استراتيجية الوصول إلى السلطة بوسائلها المختلفة، سواءً من "أعلى"، بصدامها مع رأس الدولة وإطاحته، أم من "أسفل" بالتغلغل في أركان الدولة ومؤسساتها الحيوية والتنفيذية، تمهيداً لمرحلة "التمكين" والتي بدأت تطبق على أرض الواقع في المحافظات الجنوبية بعد سيطرة المليشيا الحوثية المؤدلجة فكريا وعقائدياً بالفكر الشيعي على المحافظات الشمالية.
أصبح اليمن بين فكرتين متناقضتين لهما حضورهما السياسي على الساحة اليمنية بدعم. إقليمي ودولي والمرحلة المقبلة ستشهد التخلي المطلق عن المشاريع التنظيمية مقابل تعزيز الحركات والجماعات الفكرية المعتمدة الداعمة لبناء أسس طائفية ومذهبية مشحونة بكل أنواع الكراهية والطائفية التي تحرض على القتل وسفك الدماء وتقوم على قاعدة إذا لم تكن معي فأنت ضدي وإذا كانت ضدي وجودك يشكل خطرا كبيرا علي.
بمعنى آخر، أن الخلاف القائم في اليمن لم يعد بين الأحزاب السياسية، علمانية أو اشتراكية، يمكن حلها من خلال القوانين الوضعية. بل أصبح خلافا ذا خلفية دينية ممتدة من يوم الغدير وخلاف السقيفة والتمرد على عثمان رضي الله عنه ومعركة الجمل بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وانتقام الحسين، وحديث الولاية، والاختيار الإلهي في الحكم ما يدل على هذا تغيير وتعديل المناهج الدراسية خاصة في مناطق الحوثيين، كان أحد مظاهر هذه الحرب المخفية بين الطرفين، إضافة إلى الاحتفال بمناسبات لم يحتفل بها اليمنيون من قبل، مثل الغدير والصرخة والشهيد ويوم القدس، وهي في أغلبها مناسبات يحتفل بها الإيرانيون، ناهيك عن شعارات الصرخة المعلقة والمرفوعة في كل شوارع وأزقة المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي جميعها شعارات بدأت مع الثورة الإسلامية في ايران وانتقلت إلى اليمن.