كوارث السيول و فساد وتقصير وإهمال المليشيات
أحدثت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التى شهدتها معظم محافظات الجمهورية، كوارث مأساوية في العديد من المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وفي مقدمتها العاصمة المختطفة صنعاء ومحافظات "الحديدة وحجة والمحويت وصعدة واب وريمة)، وخلَّفت المئات من القتلى والجرحى والمفقودين، بالإضافة إلى ما احدثته من أضرار جسيمة كلية وجزئية في المساكن والمزارع والسيارات والممتلكات التابعة للمواطنين ..
وتلك الاحداث المأساوية والصور المؤلمة التي شوهدت، والأرواح البريئة التي سقطت والممتلكات التى دُمرت كشفت مدى فساد وتقصير وإهمال المليشيات الحوثية، وعدم مبالاتها بحياة الناس وممتلكاتهم..
فبسبب إهمال المليشيات لمجرى السيول وعدم صيانتها وصيانة العبّارات الخاصة بمرور مياه الأمطار وتحديثها وتركها كمقلب للقمامة والنفايات والأتربة ومخلفات البناء، كان أحد الأسباب لتضاعف نتائج وضحايا هذه الكارثة ..
بالإضافة إلى قيام المليشيات بحفر الخنادق ووضع الحواجز الترابية في طريق السيول وتغيير اتجاه مجراها كما حدث في مدينة الحديدة كان أيضًا أحد الأسباب في عكس اتجاه مرور مياه الأمطار إلى البحر والتسبب بحدوث ذلك الفيضان الذي أجتاح أجزاء واسعة من المدينة .
فعدم اهتمام المليشيات بالعواقب الوخيمة التى تحدثها الصخور المتهالكة التى تنهار بسبب كثافة الأمطار الغزيرة الى تجعلها تتساقط على المدن والقرى الواقعة في طريقها،من ضمن الأسباب التي ضاعفت هذه الكارثة ، وأيضًا وعدم صيانة المليشيات للسدود وتنظيف قنواتها ومداخلها ومخارجها كان سبباً رئيسا في انفجار بعض السدود وتضاعف هذه الكارثة .
إن فساد وتقصير واهمال المليشيات وعدم قيامها بواجبها في هذا الجانب جعلها مساهمة بالنصيب الأكبر في كل تلك الأحداث والماسي، فلولا إهمالها وتقصيرها وعدم مبالاتها بحياة وممتلكات الناس لما كانت الكارثة بهذا الحجم، وبهذا الشكل المفجع والمخيف..
ولو كانت سخَّرت جزءًا من الجبايات والإتاوات التى تفرضها في بعض المناسبات الطائفية للإهتمام بالسوائل والعبّارات والسدود وتكسير الصخور وتوسيع مجاري السيول وتامين حياة الناس وممتلكاتهم ورفع الأذى عنهم لكان أفضل وأهم وأولى من صرفها لإحياء طقوسها الطائفية والعنصرية وتلوين الشوارع والعمارات والسيارات والأسواق بالألوان التى تشبع رغباتها ونزعاتها الشيطانية.