مسيرة الحوثي في اغتصاب الأطفال .. بين تبرير الفردية ووحشية الواقع
في تعز، اغتصب أبو إيران فتاة في أحد المساجد، و أفلت من العقاب وقالوا "عمل فردي" ، و أحمد نجاد في صنعاء اغتصب الطفلة جنات و قالوا "عمل فردي" ، و في البيضاء اغتصب "عبدالكريم أحمد صلاح العمراني" المكنى ( أبو حرب)، والمدان بارتكاب جريمة اغتصاب طفل من أسرة "آل غليس"، وقالوا " عمل فردي"..
و هناك المئات من جرائم اغتصاب الأطفال في كل محافظة يمنية تحت سيطرة الحوثيين، لكنهم للأسف الشديد يفلتون من العقاب، و بكل بجاحة ووقاحة يبررون أنها "أعمال فردية" ، مع أنها ثقافة داخل العصابة الحوثية و يتفاخرون بها.
وهنا تساؤل مهم بالمناسبة: ماذا يحدث للأطفال المجندين في جبهة الحوثي؟
حيث لم يكتفِوا بنزف دماء الأطفال بتجنيدهم في حرائق جبهات قتالهم، ولكنهم أيضًا يستنزفون أعراض الأطفال بتعريضهم للاغتصاب والضرب والإهانة والتجويع"، لدرجة أن بعض حالات اغتصاب لأطفال في الجبهة وصل إلى مستوى الموت وباعتراف الإرهابي عبدالملك الحوثي.
والحقيقة، أن جرائم الحوثي تُعد من أبرز الظواهر السلبية التي تعصف باليمن وتهدد أمن واستقرار البلاد. فمنذ بداية تمرد الحوثيين عام 2014، وهم يرتكبون مجموعة كبيرة من الجرائم البشعة التي تتنوع بين الاغتصاب، وخصوصًا الاطفال، والقتل، والتعذيب، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
يتميز تنظيم الحوثي بعنفه ووحشيته في تنفيذ جرائمه، حيث لا يتورعون عن ارتكاب أي فظائع من أجل تحقيق أهدافهم السياسية والدينية. وما يجعل الأمر أكثر صدمة هو تبرير الحوثيين لهذه الجرائم بأنها أفعال فردية، وأنها لا تمثل سياسة المجموعة بأكملها.
ولكن الواقع يكشف عن حقيقة مريرة، حيث تكررت هذه الجرائم في كل محافظة يمنية، وكثيراً ما نسمع عن حوادث اللواط والاغتصاب التي يرتكبها الحوثيون بلا رحمة أو شفقة. فمنذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء، وسيطرتهم على السلطة، بدأت جرائمهم تتصاعد بشكل مروّع، مما جعل الشعب اليمني يعيش في حالة من الخوف والقلق الدائم، وهناك من يؤكد ان الحوثيين من الاثنى عشرية يبيحون التضلع وهو انتهاكات للمحارم، و ما خفي كان اعظم..
إن الاعتداءات الجنسية على الأطفال والنساء والرجال، والقتل العشوائي، والتعذيب الممنهج، كلها سمات تُميز جرائم الحوثي، والتي باتت تشكل تهديداً خطيراً على حقوق الإنسان في اليمن. وعلى الرغم من الجهود الدولية والمحلية للحد من هذه الجرائم، إلا أن الحوثيين لا يزالون يتجاهلون أي محاولات لوقف هذه التصرفات الوحشية، بل أن الإحصائيات تتضاعف من عام لآخر، وهذا يؤكد انها ثقافة ممنهجة و ليست أعمالًا فردية.
ومن الواضح، أن تبرير الحوثيين لجرائمهم بأنها أفعال فردية لا يقبل به أي عقل سليم، فالحقيقة الواضحة هي أن هذه الجرائم تمثل سياسة مدروسة ومنظمة تهدف إلى ترويع الشعب اليمني وإرهابه، من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.
كل هذه الجرائم والانتهاكات الوحشية لكل القيم والأخلاق والإنسانية والأعراف اليمنية، تُعرّي أدعياء المسيرة القرآنية، وتبرهن أنهم أبعد ما يكونوا من القرآن وتعاليمه ، فالدين منهم براء، والقرآن منهم براء، وما مسيرتهم القرآنية إلا مسيرة شيطانية مع سبق الاصرار والترصد.
لذا، ومن أجل التخلص ممن لوثوا اليمن وشعب اليمن بجرائمهم التي يندى لها الجبين، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية العمل بكل قوة لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وضمان تحقيق العدالة لضحاياها.
كما يتوجب على الحكومة الشرعية في اليمن تكثيف جهودها للقضاء على هذا الظلام الذي يغطي البلاد، واستعادة الأمان والاستقرار للشعب اليمني الذي يعاني من تبعات هذه الجرائم الوحشية..