هل ما زال للأرواح البشرية قيمة؟
انقلبت عربة عسكرية أثناء زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى تعز، وقد أثار هذا الحادث الكثير من الجدل والانتقادات..
وفي محاولة لتبرير الحادث، ربط مسؤول حكومي بين الانقلاب وبطولة جندي سعودي انحرف بمسار العربة لتفادي اصطدامها بأم وأطفالها كانوا يعبرون الطريق.
في وقت كانت فيه العربة تسير بسرعة جنونية في طرق غير معبدة، كان هناك أسرة يمنية تحاول عبور الشارع بأمان، ولكن للأسف انقلبت العربة وكادت تدهسهم. وفي هذه اللحظة الحرجة، زُعم أن جندي سعودي انحرف بمسار العربة ليتفادى اصطدامها بالأسرة، وهذا ما أثار إعجاب المسؤول الحكومي الذي ربط الحادثة بـ'العلاقة التاريخية بين اليمن والمملكة العربية السعودية".
على الرغم من أن الجندي السعودي قدم بالفعل فعلًا بطوليًا في تلك اللحظة، حسب رواية المسؤول الحكومي، إلا أن الأسرة اليمنية التي كادت تدهس هي التي تستحق التركيز والاهتمام.
فما هو مصيرهم؟ هل نجوا بأرواحهم؟
هل تلقوا العناية الطبية اللازمة؟
هذه الأسئلة تبقى دون إجابة، في حين يركز المسؤول الحكومي على تشجيع الجندي السعودي دون النظر إلى الجانب الإنساني والإنسانية في الحادثة.
يجب أن تكون الأرواح البشرية هي أكبر أولويتنا، ويجب على المسؤولين الحكوميين أن يعملوا على حماية المدنيين وضمان سلامتهم في كل الأوقات.
لا يمكن أن يكون البطل هو من يتصرف بطريقة متهورة ويعرض حياة الآخرين للخطر، بل يجب أن يكون البطل هو من يحمي ويساعد الضعفاء والمحتاجين.
نأمل أن تكون هذه الحادثة عبرة للجميع، وأن تدفعنا للتفكير بعمق في قيم الإنسانية والرعاية الاجتماعية، وأن نعمل معا على بناء مجتمع يحترم الحياة ويحمي كل فرد فيه.