عصابة الحوثي تفاخر بتدمير بيئة البحر الأحمر وزيادة معاناة اليمنيين
بإعلان تبنيها مسؤولية استهداف ناقلة النفط "سونيون"، المعرضة للغرق في البحر الأحمر، تكون بذلك عصابة الحوثي الإيرانية تفاخر بتدمير بيئة البحر الأحمر وزيادة معاناة اليمنيين، خدمةً لتحقيق أهداف النظام الإيراني في المنطقة..
وأعلنت عصابة الحوثي الإيرانية ،الخميس، تبنيها مسؤولية استهداف الناقلة "سونيون" والمعرّضة للغرق مع حمولتها البالغة 150 ألف طن من النفط في البحر الأحمر، إضافة إلى استهداف سفينة تجارية أخرى في خليج عدن.
ونقل عن المتحدث العسكري للعصابة يحيى سريع، في بيان، أن عناصر العصابة الارهابية، استهدفت سفينة "SOUNION" النفطية، أثناء عبورها البحر الأحمر، و"كانت الإصابة دقيقة ومباشرة، وهي معرّضة للغرق، إلى جانب استهداف سفينة أخرى في خليج عدن.
وفيما حذّرت تقارير غربية من حدوث كارثة بيئية كارثية في البحر الأحمر، نتيجة استهداف الناقلة النفطية "سونيون"، لم تؤكد تلك التقارير صحة ادعاءات الحوثيين بشأن تعرض سفينة الثانية للإصابة في خليج عدن.
وتفاخر العصابة وزعيمها عبدالملك الحوثي بأنها تمكنت من استهداف 182 سفينة منذ 19 نوفمبر 2023، في البحر الأحمر وخليج عدن، تحت مزاعم دعم ونصرة الفلسطينيين في غزة، فيما حقيقة الأمر، وفقا لتقارير دولية، بأن تلك الهجمات انعكست بآثار كارثية بيئية واقتصادية على اليمنيين ودول المنطقة.
تدمير للبيئة البحرية اليمنية
ويأتي تفاخر العصابة الحوثية، باستمرارها تدمير بيئة البحر الأحمر، بالتزامن مع صدور تحذيرات دولية من كارثة بيئية جديدة في البحر الأحمر، جراء استهداف الناقلة النفطية "سونيون" التي تحمل اكثر من 150 الف طن من النفط، من قبل الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن.
وفي هذا الاطار، حذّرت المهمة العسكرية البحرية الأوروبية "أسبيدس" من وقوع كارثة بيئية في البحر الأحمر، الخميس، بعد تمكنها من إجلاء طاقم ناقلة نفط يونانية تعرّضت لسلسلة هجمات حوثية، الأربعاء، على بعد نحو 77 ميلاً بحرياً غرب الحديدة، وهو ما أدى إلى جنوح الناقلة وتعطل محركاتها، دون إصابات بين أفراد الطاقم.
وأكدت المهمة الأوروبية "أسبيدس"، انها تمكنت من إنقاذ طاقم السفينة اليونانية "سونيون" بعد تلقيها نداء استغاثة من القبطان، ونقلتهم الى جيبوتي، مؤكدة أن السفينة التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، تشكل الآن خطراً ملاحياً وبيئياً، وشددت على أنه من الضروري أن يتوخى الجميع في المنطقة الحذر والامتناع عن أي أفعال من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الوضع الحالي.
من جهتها، حمّلت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، الحوثيين مسؤولية الهجوم على السفينة النفطية، وحذرت من كارثة بيئية، ودعت إلى وقف ما وصفته بـ"هجماتهم المتهورة".
اما البنتاجون الامريكي فقد اكد أن الهجوم على ناقلة النفط سيكون له تأثيرات بيئية على اليمنيين انفسهم، وليس كما تدعي عصابة الحوثي بأنها ستضر باسرائيل او الدول الغربية.
والناقلة سونيون، التي تبلغ سعتها 163.759 طناً، هي ثالث سفينة تديرها شركة "دلتا تانكر"، ومقرها أثينا، تتعرض للهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر، طبقاً للوكالة.
حادثة روبيمار
وفيما لم يتمكن العالم احتواء تأثيرات غرق السفينة البريطانية "روبيمار" الكارثية على البيئية البحرية في المنطقة، تواصل عصابة الحوثي استهداف السفن النفطية والتجارية التي تنعكس آثارها على حياة اليمنيين بشكل خاص، في حين لم تتمكن من استهداف أي من البوارج والفرقاطات العسكرية المنتشرة بشكل كثيف في البحر الأحمر والمنطقة.
وفي مارس الماضي، حذر خبراء في مجال البيئة من الآثار الكارثية على الحياة البحرية في البحر الأحمر، نتيجة غرق السفينة البريطانية "روبيمار"، بعد أن استهدفتها عاصبة الحوثي بالصواريخ في فبراير الماضي، وعلى متنها 22 ألف طن من الأسمدة "الفوسفات" والمواد الكيميائية الخطيرة، و120 طناً من المشتقات النفطية.
ووفقا لخبراء بيئية عدة، فإن الكارثة البيئية في البحر الأحمر تزداد خطورة على الحياة البحرية والبشرية في سواحل اليمن ودول اخرى مطلة على البحر الأحمر، مشيرين الى ان الكارثة البيئية هذه المرة خطيرة، حيث من الممكن أن تتلوث مياه البحر الأحمر بسبب الحمولة الكبيرة من المواد النفطية للسفينة المستهدفة، تشابه كارثة المواد الكيميائية والبيولوجية التي كانت تحملها السفينة "ربيمار" البريطانية عند غرقها.
وشددوا على ضرورة التدخل الفوري من المنظمات البحرية الدولية الخاصة بترتيب المسارات البحرية، لافتاً إلى أن البحر الأحمر يعتبر منطقة بيئية خطيرة حاليا، الأمر الذي سينعكس تأثيره على حياة الصيادين اليمنيين في المناطق الساحلية الواقعة على البحر الأحمر غرب البلاد، وسيكون له خطرًا شديدًا أيضًا على الحياة البحرية في المنطقة.
خطر وجودي ومعاناة لليمنيين
وتشكل عصابة الحوثي الايرانية خطرًا وجوديًا على اليمنيين، الذين يتعرضون لأكثر من عشر سنوات لعمليات ابادة وتنكيل من قبل العصابة الايرانية التي تواصل المتاجرة بمعاناة اكثر من 33 مليون نسمة يعيشون على الجغرافيا اليمنية، من اجل تحقيق اهداف ومصالح ايران في المنطقة.
فإلي جانب انعكاس آثار عملياتها الارهابية ضد سفن النقل والتجارة في البحر الأحمر وخليج عدن على حياة اليمنيين من خلال رفع تكلفة تأمين دخول السفن الى الموانئ اليمنية او من خلال زيادة كلفة النقل البحر على البضائع التي يعتمد عليها اليمنيون في حياتهم اليومية بنسبة 90 بالمائة، فإنها تقوم بزيادة تلك المعاناة من خلال تسببها بكوارث بيئية في البحر الأحمر حيث عمليات الاصطياد التي يمارسها معظم السكان في سواحل البلاد.