Image

اليمن بعد ١٣ عامًا من إسقاط النظام .. فوضى عارمة ومسارات تائهة وضنك معيشة ووطن منهار

١٣ عامًا مرَّت على بدء الفوضى، ومؤامرة إسقاط النظام، وتدمير مؤسسات الدولة، تم فيها تدمير مسارات وطرق الحياة الكريمة للمواطن الذي بات اليوم يعيش ضنك الحياة، دون وجود بارقة أمل بالعودة إلى حياة الدولة والنظام الذي تم إسقاطه.

مستنقع حروف وفساد
واليوم تعيش البلاد بعد مرور تلك السنوات العجاف، حياة تخبط بين مسارات سلام تائهة لا يعرف أحد متى سيُكتب لها النجاح، مع استمرار عصابة الحوثي الإيرانية استغلال الممكن داخليًا وخارجيًا لتنفيذ مخطط إيراني بالسيطرة على مقدرات المنطقة لتحقيق حلم الامبراطورية الفارسية.
وما بين فوضى الفساد والخلافات التي تعيشها مكونات الفوضى المتقاسمة للثروة والسلطة، يعيش المواطن البسيط حياة تنعدم فيها أبسط عوامل الحياة الكريمة، وبات منشغل فقط بتوفير ما يبقيه وعائلته على قيد الحياة.
ويرى محللون محليون، بأن المستنقع الذي تعيشه البلاد نتيجة الفوضى والانقلاب والحروب التي افتعلتها على مدى عقد من الزمن، لا توجد مؤشرات حقيقية تمكِّن البلاد من الخروج من ذلك المستنقع.
ويؤكدون، بأن عصابة الحوثي وبقية المكونات التي ظهرت عقب إسقاط النظام وتدمير مؤسسات الدولة، عجزت  عن خلق أي مشروع وطني، كالذي أوجده حزب المؤتمر خلال ٣٣ عامًا من حكم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، وأضحى الجميع اليوم وكلاء لمشاريع وأجندات خارجية.

تداخل أجندات الخارج
ووفقًا للمحللين، فإن البلاد غارقة أيضًا في مستنقع آخر اكثر خطورة على اليمن والهوية اليمنية العربية، والمتمثّل بتدخل أجندة خارجية ذات ايدلوجيات مختلفة ومتناقضة مع واقع الدين والهوية في البلاد.
ومع تداخل الأجندات الدولية والإقليمية والمشاريع التي تعتمل في البلاد، تُرك اليمنيون يصارعون كل آفات الحياة من أمراض، وأوبئة، وفاقة، وعوز، وأخطرها صراع الفكر والثقافة وتحريف الدين خدمةً لمصالح وأهداف خارجية.
ومن الواضح، وفقًا للمحللين، بأن لا أحد قادر على تقديم أي حل، والجميع ينتظر ما ستقرره الوساطات الإقليمية والأمم المتحدة، والتي هي الأخرى عالقة في حسابات إقليمية ودولية طويلة ومعقدة.

جهود سلام غير مجدية
ومع مرور الوقت وزيادة حدة المعاناة التي يعيشها اليمنيون، واستمرار استغلال عصابة الحوثي لتلك المعاناة، إلى جانب استغلالها لمعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، تنفذ أجندة إيران على حساب معاناة الشعبين، تبقى البلاد مراوحة في واقع " لا حرب ولا سلم".
ويرون، بأن جميع الحلول السلمية التي مرّت خلال فترات الأزمة والصراع، أجهضتها عصابة إيران الحوثية، بتوجيهات النظام الإيراني الذي يرى باستمرار اليمن في حالة " لا سلم ولا حرب"، يخدم أهدافها بالمنطقة.
ورغم استمرار النقاشات والمفاوضات السرية والعلنية بين الوسطاء الإقليميين ووكلاء إيران بمشاركة إيرانية غير مباشرة، والذي ولَّد ما يُسمى بخارطة الطريق المُعلنة من قبل المملكة العربية السعودية والمبعوث الأممي إلى اليمن، لم تخرج هي الأخرى باليمن إلى طريق.
ووفقًا للمحللين، فإن الجميع قد فشل داخليًا وخارجيًا في ايجاد حلول مناسبة يتفق عليها جميع اليمنيون، وتتناسب مع الواقع العربي والمحيط الإقليمي والبعد الدولي المتداخل في الازمة اليمنية.

الاستنجاد بقيادة المؤتمر
وفي ظل استفحال الأوضاع محليًا وإقليميًا ودوليًا، وفشل التحركات المحلية والإقليمية والدولية، ارتأت كل تلك القوى بالعودة إلى أصحاب الخبرة في إدارة شؤون اليمن المتناقضة، وبدأوا بإيجاد أرضية مناسبة لعودة حزب المؤتمر الشعبي العام إلى ممارسة دوره والمساهمة في إيجاد حلول وسلام في اليمن.
ومع تزامن احتفالات الحزب الأكبر في اليمن بذكرى تأسيسه ال ٤٢، رُفعت العقوبات عن زعيمه ومؤسسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ونجله السفير أحمد علي عبدالله صالح، رُفعت العقوبات لتكون بداية مرحلة جديدة في إطار إصلاح الأوضاع التي أدت إلى الأزمة، والتي كانت مُجحفة وباطلة بحق المؤتمر وقادته.
ويشير المحللون إلى أن رفع العقوبات عن الرئيس الراحل ونجله، ستفتح أبواب حلول أخرى في البلاد، سترتكز على توحيد جهود الصف الجمهوري، مع جهود المحيط الخليجي والعربي والإقليمي والدولي، لطي صفحة الماضي والعودة إلى المسار الصحيح والطبيعي، لإيجاد حلول ناجعة للأزمة اليمنية، وفقًا لعدة سيناريوهات مطروحة، تبدأ بطرح بنود سلام عادل يحقق تطلعات اليمنيين، وينتهي بمواجهة الطرف الرافض والمعطل لأي سلام قادم.