المؤتمر الشعبي: تأهب وقدرة على القيادة في مرحلة ما بعد الحرب
42 عامُا على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام أكبر التكتلات السياسية اليمنية التي شارك الشعب اليمني مرحلة البناء والتنمية والتقدم منذ تولي الزعيم القائد المؤسس الشهيد علي عبد الله صالح رئاسة اليمن في 1978م، ثم أسس الحزب سنة 1982.
و على الرغم من التقلبات التي عصفت باليمن مازال حزبًا قويًا قادرًا على قيادة مرحلة، ما بعد الحرب المدمرة التي اشعلتها مليشيا الحوثي، متجاوزا كافة التحديات، و إسقاط المراهنات التي تُروج بأن دوره أصبح باهتُا بفعل الانقسامات، و الولاءات في محاواة يائسة للنيل من دوره الوطني العريق.
بعد اربعة عقود يقف حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم أمام اختبار حقيقي كحزب يملك ادوات كسر حالة الجمود في الساحة اليمنية، واستعادة التأثير في المشهد السياسي; باعتباره حزب شعبوي لم يأتي من الخارج انشأه الزعيم المؤسس القائد الشهيد علي عبد الله صالح من رحم الحوار الوطني بمشاركة كافة القوى السياسية التي كانت تعمل آنذاك في إطار السرية ليخرجها ابن اليمن البار الى العلن لتكون كافة القوى الوطنية بمختلف اتجاهاتها وتوجهها عنوانا لبناء اليمن صاحب المكانة المرموقة بين الدول الحديثة،
والتي لايستهان بدوره السياسي المؤتر على المستوى الاقليمي والدولي. وهو ما دفع الجميع، في ظل المرحلة العصيبة، ان يعولوا على المؤتمر الشعبي العام ليكون طوق نجاة للشعب اليمني صاحب التجربة الناجحة في قيادة البلد بنهجه الديمقراطي القائم على الحوار في حل الخلافات، ونبذ كافة اشكال التطرف والمناطقية والمذهبية. والتعصب الحزبي الأعمى. حزب وحيد تأسس بفكر يمني خالص بعيد عن الارتباط بالأيدلوجيات التي قامت على أساسها الأحزاب السياسية الأخرى في اليمن.
يدرك الجميع أن المؤتمر حتى وهو في وضعه الحالي لا يمكن أن يكون خارج المعادلة، بل يُعول عليه في احداث نقلة واسعة في المشاركة بإصلاح الوضع السياسي والديمقراطية والإجتماعي والإقتصادي، وإعادة لحمة الشعب الذي أصبح لاخيار له سوى الاصطفاف خلف مبادئ الميثاق الوطني; لتجاوز معضلات مؤامرة ما بعد 2011، وما تبعها من حرب حوثية على الوطن ومقدراته التنموية، والعودة بالوطن الى سابق عهده صلبًا قادرًا على مواجهة كافة الصعاب بعزيمة وقوة مبادئه، وتلاحم أنصاره.
كان المؤتمر الشعبي العام عبر مسيرته التاريخية، ورحلته لايزال يقف دائماً إلى جانب قضايا الوطن الإستراتيجية كأيمانه المطلق بالنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، كوسيلة للتداول السلمي للسلطة .
اليوم بعد أربعة عقود من مسيرته الوطنية المتميزة الحافلة بالإنجازات التاريخية، ها هو اليوم يقف كجبل شامخ صامد أمام التحديات كصخرة قوية متسلحة بالإيمان، والإرادة الفذة، و تقف حاجزًا منيعًا ضد المؤامرات والأطماع والمشاريع الصغيرة التي تهدد وجود ومكاسب، ومستقبل اليمن الجمهوري الديمقراطي الموحد الذي به صار اليمن جزءً فاعلاً .
إن ذكرى تأسيسه تأتتي في ظروف صعبة; باعتباره من الأحزاب التي تعرض لا نتكاسة. و على الرغم من ذلك، يثبث أنه قادر على النهوض مجددًا متمسكًا بروح التفاؤل والقدرة على توحيد صفوفه كحزب، كان ومازال جامعًا لكل القوى الوطنية، وحاملًا لمشروع الجمهورية والوحدة. فهو يؤمن،أي المؤتمر، أن الإختلافات بين أشخاص يمكن تجاوزها، و ذلك لان المبادئ تظل واحدة يحملها الجميع كمشعل يقودهم الى طريق الخلاص، والنجاه بالوطن الجريح الى بر الامان.
وإذا كان يحتفل اليوم بذكرى تأسيسه، فقد أراد أن يؤكد قدرته على تبؤ مكانته التي مازالت تشكل أملًا لكل اليمنيين في شمال الوطن ،وجنوبه وشرقه، وغربه باعتباره التنظيم الذي نال ثقة الشعب،وضامن في
التعاطي مع الإصلاحات الجوهرية الداخلية، وعودة الرخاء والامن والاستقرار والحرية، والديمقراطية المتمثلة بالتداول السلمي للسلطة، وحرية الصحافة.
ولايزال المؤتمر يناضل من أجل إخراج البلاد من الأزمة الطاحنة من خلال ترتيب صفوفه، وخلق حوار ينهي حالة الانقسامات التي تسعى قوى متامرة على توسيعها.
إلا إن قيادة المؤتمر الوطنية متيقظة على الدوام،و تقف في وجه المؤامرات، والمضي بمؤتمرهم الى مقدمة الأحزاب في بناء اليمن ونهضته.