حزب المؤتمر .. والقومية العربية ..!!
إن تعزيز وتفعيل العمل القومي العربي كان ولا يزال وسيظل من أولويات حزب المؤتمر ، فخلال فترة حكمه تطورت علاقات اليمن مع جميع الأقطار العربية في جميع المجالات ، وكان للدبلوماسية اليمنية دور بارز في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب حول مختلف القضايا محل الخلاف بينهم ، كما أن قيادة المؤتمر السياسية لم تألوا جهداً في دعم وتفعيل جامعة الدول العربية كمؤسسة عربية جامعة ، وكان لها الدور البارز في تقديم رؤية متطورة حول عمل الجامعة العربية ، تقوم على تنظيم عقد اجتماع القمة العربية بشكل سنوي ، في كل الدول العربية بحسب إسم الدولة في الترتيب الأبجدي ، وقد حظيت تلك الرؤية باستحسان وموافقة كل الدول العربية ، وبموجبها عادت القمم العربية للانعقاد بشكل سنوي ، وقد ساهم ذلك في تحريك مياه العمل العربي بعد أن ظلت راكدة لعدة سنوات ..!!
كما أن تلك الرؤية تدعوا إلى إقامة سوق اقتصادي عربي مشترك ، وتشكيل قوة دفاع عربي مشترك ، ولكن للأسف لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول ذلك ، رغم حاجة العرب الضرورية والملحة لذلك ، خصوصاً والمنطقة العربية تتعرض مؤخرا لتدخلات خارجية سلبية من عدة مشاريع توسعية إقليمية ودولية ، تستهدف أمنها واستقلالها وسيادتها ونهب ثرواتها وخيراتها ، لتصبح الأرض العربية مسرحاً للصدام بين تلك المشاريع وأرضاً لتصفية الحسابات فيما بينها ، وليصبح أمن واستقرار دول المنطقة العربية مطروحاً على طاولة التفاوض بين القوى الاقليمية والدولية ، وذلك بسبب تباطؤ وتلكؤ القيادات العربية في تفعيل العمل العربي المشترك فيما يتعلق بتوحيد الجهود والقدرات والامكانيات في الجوانب السياسية والاقتصادية والدفاعية ..!!
فلو كان العرب يمتلكون قوة دفاعية مشتركة حسب الرؤية اليمنية التي تقدمت بها قيادة حزب المؤتمر ، لكان حالهم أفضل بكثير مما هو عليه اليوم ، ولما كانت أرضهم اليوم مستباحة لكل من هب ودب ، فالظروف القائمة اليوم تستدعي ضرورة تشكيل قوة دفاعية عربية مشتركة ، للدفاع عن الأمن القومي العربي من الاختراق والعبث ، وللوقوف في وجه المشاريع التوسعية الاقليمية والدولية التي تحمل الكثير من الاطماع والتوسع والسيطرة على أرض العرب وثرواتهم وقدراتهم وقرارهم وحاضرهم ومستقبلهم ، والتي تعمل بكل قوة وعبر خطط محكمة لإذلال العرب واستعبادهم واستعمار أرضهم ونهب خيراتهم وثرواتهم ، في ظل تخبط عربي كبير نتيجة تباعد وجهات النظر ، ونتيجة وجود قوى وتيارات عربية موالية لتلك المشاريع ، تعمل على إفشال أي عمل عربي مشترك ..!!
فكم هي الساحة العربية في حاجة اليوم لأحزاب وطنيه وقومية كحزب المؤتمر ، تسخر كل إمكانياتها وجهودها لخدمة العمل العربي المشترك ولحماية الأمن القومي العربي ولمواجهة الأطماع الخارجية ، وتعمل على تعزيز الجبهة العربية الداخلية ، وكم هي الساحة العربية اليوم في حاجة ماسة لأحزاب تحمل رؤى وأفكار دينية وفكرية وسطية كحزب المؤتمر ، في ظل تعاظم شأن العديد من الاحزاب والتيارات العربية التي تحمل أفكار ورؤى دينية متشددة ومتطرفة ، وكم هي الساحة العربية في حاجة ملحة لأحزاب ولاؤها لهويتها وقوميتها العربية كحزب المؤتمر ، في ظل بروز العديد من الأحزاب والتيارات المحسوبة على العرب وولاؤها وتبعيتها لمشاريع توسعية خارجية معاديه للعرب ولقوميتهم وهويتهم ، وطامعة في أرضهم وثرواتهم وخيراتهم ..!!
وما يؤكد طرحي السابق هو أن حزب المؤتمر خلال فترة حكمه الممتدة حوالي ثلاثة عقود من الزمن ، لم يحمل للعرب سوى الخير والاحترام والحب ، ولم يتردد يوماً في الموافقة على أي مبادرة تساهم في دعم العمل العربي المشترك ، ولم يتوقف يوماً عن العمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع كل الدول العربية ، ولم يحمل يوماً الشر والكره والحقد لأي شعب عربي ، فهو ينظر إلى جميع الشعوب العربية نظرة أخوة في الدين والقومية والمصير المشترك ، ولم ولن يمثل يوماً أي تهديد لأي دولة عربية ، ولم ولن يوافق يوماً على أن يكون أداة بيد أي مشروع خارجي يهدد الأمن القومي العربي ، هذا هو المؤتمر الحزب القومي العربي ، وهذه هي علاقته الأخوية والوثيقة والمصيرية مع جميع الشعوب العربية ..!!