حزب المؤتمر .. حرية القرار و استقلالية الإرادة .
رغم ما تعرض له حزب المؤتمر من المؤامرات و الدسائس، و الاستهداف على المستوى الداخلي و الخارجي ، و رغم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها مؤخرًا نتيجة ذلك ، إلا أن من يستهين أو يستخف بشعبية و مكانة حزب المؤتمر بين الجماهير اليمنية، فهو حتماً ، ومن المؤكّد ، و بدون شك يعيش خارج الواقع اليمني ، ولا يعرف أي شئ عن الخارطة السياسية اليمنية ، وعليه مراجعة أبجديات السياسة ، لعلها تساعده في الفهم و الإدراك والاستيعاب .
و أي حديث عن أفول نجم المؤتمر ' ليس أكثر من حلم أو وهم يراود الحاقدين والمتآمرين في أحلامهم البائسة و اليائسة..و أي محاولة للاستحواذ على قرار المؤتمر و إرادته واستقلاليته من أي طرفٍ كان ، و تسخيرها في مصلحته ، مصيرها الفشل الذريع .
فحزب المؤتمر لن يكون مطية لأي حزب أو جماعة ، فقد كان و سيظل و سيبقى حزباً وطنياً، عربياً، حراً، مستقلاً بفكره الوسطي و بولائه الوطني والقومي الخالص المتحرر من كل صور التبعية للخارج، و بقراره المستقل المُعبِّر عن إرادة الجماهير اليمنية ، والمُلبِّي لطموحاتها وآمالها وتطلعاتها . فهو الحزب الوطني الذي جاء نتيجة إرادة وطنية داخلية محضة ، قائمة على الاعتزاز بالدين و بالوطن ، و بالتاريخ ، و بالحضارة اليمنية ، و بالقومية العربية، والرافضة لكل أشكال التبعية للخارج.
فالولاء للوطن في منهجية المؤتمر مبدأ شريف، و الولاء للخارج فيه انتقاص للسيادة الوطنية و انتهاك لاستقلالية القرار السياسي اليمني،لذلك حرص حزب المؤتمر علي أن يكون مشروعه السياسي مشروع وطني خالص، و قراره قرار وطني مستقل، ليس مرتبط بأي إيديولوجيات أو أجندات خارجية.
لذلك، من حق كل مؤتمري أن يفتخر بهذا الحزب الوطني الرائد ، و يفتخر بإنتمائه إليه ، و يفتخر بوقوفه في صفه ، كيف لا؟ و هذا الحزب الوطني الرائد خلال فترة حكمه ، لم يخذل الشعب اليمني يومًا ، و لم يتخلى عن واجبه تجاه دينه و عقيدته السمحاء الوسطية يومًا ، ولم يتخلى عن واجبه تجاه تاريخه وحضارته العريقة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ يوماً ، ولم يتخلى عن واجباته الوطنية يوماً ، ولم يتخلى عن واجباته تجاه قضايا أمته العربية يوماً، ولم يتخلى عن واجباته تجاه الإنسانية يوماً ، ولم يتآمر يوماً على أحد تحت أي مبررات أو مسميات أو شعارات أو ايديولوجيات. فتاريخه أبيض وصفحته ناصعة ومشرفة على كل المستويات وفي كل المحافل.
فالتمسك بحرية القرار و استقلالية الإرادة الوطنية من الصعوبة بمكان، في ظل مجتمع إقليمي و دولي تتزاحم فيه كل صور الهيمنة والغطرسة والتدخل السلبي في شئون الدول الأخرى،و في ظل بروز قوى داخلية تتسابق في تقديم فروض الولاء و الطاعة والتبعية لقوى ومشاريع خارجية ، في سبيل وصولها إلى السلطة وحصولها على الأموال والثروات دون أي اعتبار لسيادة الوطن واستقلاله وكرامته.
و تمسك حزب المؤتمر بحرية قراره و استقلالية إرادته الوطنية ورفضه التبعية للخارج تحت أي مسمى قد كلفه الكثير الكثير ، لكن ذلك لم ولن يثنيه عن مواصلة مشواره الوطني والقومي.
فالتآمرات واط الخيانات و التدخلات الخارجية قد تتمكن من إزاحة الأحزاب والقوى الوطنية عن القيادة، و اللقمة و الريادة فترة من الزمن ، و. لكنها في نفس الوقت تمنحها المزيد من القوة و الصلابة و الثبات ، فالنار لا تحرق الذهب و لكنها تزيده لمعاناً وبريقاً ، وحزب المؤتمر رغم ما تعرض له من مؤامرات داخلية وخارجية، إلا أنها قد صقلته و أزالة عنه الصدأ و الشوائب والترسبات ، و زادته قوة وتلاحم و اصطفاف ،و ثبات و تمسك بالمبادئ و الثوابت و المصالح العليا للوطن ، وبحرية قراره وإرادته الوطنية المستقلة..فالمواقف الصعبة و القاسية تظهر معادن الرجال الصادقة و الثابتة على مبادئها ومواقفها .