المحسوبية وخطرها على المجتمع
يمكن تعريف المحسوبية التي تعرف أيضًا بمصطلح الواسطة على أنها تفضيل شخص من بين عدة أفراد وضمه لمجموعة ما لمجرد أنه صديق، أو قريب، وليس لأنه الفرد الأكفأ بينهم..
وتشيع هذه الظاهرة في عمليات التوظيف، أو في الترقيات، أو منح الفرص لأي امتيازات أخرى،
وتتعد أشكال المحسوبية بعدة سمات ولكنها تنحصر في التحيز إلى أحد الأفراد دونًا عن الآخرين حتى ولو كانوا أفضل وأكفأ تقييمًا في المكان الذي تبرز به هذه الظاهرة لمجرد وجود العلاقات الاجتماعية القائمة.
وفي هذا المقال سنتطرق لأهم المعلومات المتعلقة بالمحسوبية لنتعمق أكثر في توضيح هذا المفهوم.. فالمحسوبية نوعان مختلفان وهما:
-المحسوبية المتبادلة: وتتم هذه المحسوبية من الطرف الأكثر تحكمًا لتقديم الخدمة تجاه الفرد الآخر مقابل عدة أمور إمّا مقابل مال، أو لتحسين العلاقة الشخصية به، أو كنوع من أنواع الولاء باعتقاده، ويمكن أيضًا أن يكون الدافع وراء هذا النوع من المحسوبية هو أعراف تقليدية وثقافية بحيث تسود هذه الظاهرة في المجتمع ولا تُرفض عادةً.
-المحسوبية المستحقة: بحيث يشعر الشخص الذي يتلقى المنفعة في هذا النوع من المحسوبية بأنه يستحق هذه المعاملة التي انتقته فقط لأنه تربطه علاقة شخصية بالشخص الذي فضله، ويمكن القول بأن الاستحقاق يرتبط في بعض المجتمعات التي تظهر بها المحسوبية مع ما يُسمى بالنخبوية أي أنهم يعتقدون بأن جزءًا فقط في المجتمع يمتلك قدرات وإمكانيات جوهرية كالذكاء، والفكر، والكفاءة، والنبل، والمهارات وغيرها ليستحق أن يحصل على مناصب عليا داخل السلطة، وأن باقي المجتمع يفقتر لهذه الصفات.
وانتشرت المحسوبية بشكل كبير في المجتمع في الآونة الأخيرة، وأصبحت تسيطر على كل تفاصيل حياتنا اليومية.. فإذا كنت ترغب في التقدم للحصول على وظيفة أو منحة دراسية أو حتى وظيفة متواضعة، فيجب أن يكون لديك الوساطة الكافية حتى تنجح ولا قيمة لمستواك التعليمي أو خبرتك العملية. مع المحسوبية..
ومن سلبيات المحسوبية وضع الشخص في غير محله مما قد يؤدي إلى انتشار الرشوة والاختلاس والفساد الإداري والمالي وضياع حقوق المواطنين.
إن وضع شخص ما في مكان خاطئ من خلال المحسوبية له عواقب وخيمة على المجتمع.
ولذلك، يجب محاربة المحسوبية بكافة أشكالها لأنها تشكل خطراً على تقدم المجتمع وتحضره.