الحسابات البنكية والنفاق الاجتماعي
لا شك أن المسؤولية تكليف لا تشريف ، و أن من الواجب الوطني والأخلاقي أن يقوم المسؤول بواجبه على أكمل وجه ليحقق انجازات نوعية للمواطنين لا فضل منه ولا منة; كون أن هناك قناعات و نظرة سلبية عن الوظيفة العامة و عن مسؤولينا الكبار ، أضحت حقيقة يصعب تفنيدها .
الواقع اليوم يؤكد أنهم متورطون في الفساد ، وبارعون في إثراء حساباتهم البنكية على حساب الوطن و الشريحة العظمى من الكادحين و المعدمين، وقل منهم الشرفاء و وكشوفات الإعاشة ليست ببعيد .
الأمر الذي جعل البعض ينظر بعدسة محدبة لبعض تلك الأعمال فيفرح كثيراً بالمجهود البسيط ، ويبتهج فرحاً إذا عطس مسؤول كبير أو صرح كذبََا في وسيلة اعلامية ، أو اقتضت الأوامر الحزبية تحركه من مكتبه لزيارة مرفق خدمي أو قص شريط لافتتاح مشروع ما لذر الرماد في العيون .
يظل المسؤول خادماََ للأمة وراعياً لمصالحها الحيوية ، فهو موظف مع الشعب و يستلم راتبه ومكافآته من خزينة الدولة لقاء شغله تلك الوظيفة ، و ذلك المنصب ومزاولته تلك المهام الإدارية و الوظيفية ، بدءاً من هرم السلطة و رئيس الدولة ومروراً بمحافظي المحافظات و وكلاء المحافظ و مدراء المكاتب التنفيذية مروراً بالقيادات العسكرية والأمنية حتى أصغر موظف في أصغر المرافق الخدمية العامة في المحافظة .
لعل وجود الخلل الكبير لدى النخبة المثقفة و صانعي الرأي العام وبعض الإعلاميين المأجورين من ذوي الدفع المسبق يجعلنا في مواجهة ركام الزيف التي تحركها المصالح المشتركة والآنية ، و يجسدها معتقد ميكافلكي ، و سياسة النفعية ، في إطار الفوضى الخلاقة لكتيبة المطبلين من أنصاف المثقفين والإعلاميين.
فالنفاق الإجتماعي من الظواهر السيكولوجية السلبية التي أثرت و تؤثر على الوعي الجمعي و يعافها الكبار ويستأنس بها الصغار.