Image

كوارث السيول تضاعف معاناة اليمنيين .. والحوثي يبدأ موسم جمع الجبايات بأسم الضحايا

ما زالت الأمطار وكوارث السيول تؤرق العديد من الأسر اليمنية التي تقع مساكنهم ومخيماتهم في مجرى السيول المتدفقة بشكل كبير لتجرف كل ما يقع بطريقها، إلى جانب ما سببته الصواعق الرعدية، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى وفاة وإصابة العشرات من اليمنيين بينهم نساء وأطفال بعدد من المحافظات اليمنية والتي واجهت سلطاتها المحلية الكارثة سواءً كانت شرعية او غير شرعية بمناشدات تدعو إلى تقديم الدعم والعون، إلا أن ما يتلقاه المتضررين من السيول ما هو إلا الجزء اليسير منها بعد أن تحوّلت المساعدات  الى تجارة بمناطق مليشيا الحوثي الذين لم  يحركوا  أي ساكن، من قبيل اتخاذهم بعض التدابير لحماية السكان وممتلكاتهم من مخاطر السيول.

مشاهد أظهرت معظم شوارع وأحياء صنعاء وعدة مدن أخرى تحت سيطرة المليشيات، وهي غارقة في السيول، بعد أن حاصرت المياه كثيراً من السكان في منازلهم، إضافةً إلى تعرض بعض السيارات والمحال التجارية لأضرار بالغة.

ومن صنعاء الى مأرب، فقد هاجمت السيول وبشكل مباغت مخيم النازحين، واسفرت عن تسجيل ضحايا من الوفيات والإصابات بينهم أطفال ونساء، جراء الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والرياح الشديدة المصاحبة لها .

الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مارب أوضحت  في إحصائية أولية أصدرتها أن السيول تدفقت بشكل كبير إلى داخل مخيمات النازحين، وتسبّبت بتضرّر مأوى 7179 أسرة نازحة.

وطالبت الوحدة شركاءها بسرعة تقديم المعونات الإغاثية الإيوائية والغذائية العاجلة للأسر المتضررة، والمساهمة في حماية النازحين ومخيماتهم من الأمطار والسيول والفيضانات والعواصف والكوارث الطبيعية.

وفي ريمة، لقي شخصين مصرعهم إثر صواعق رعدية في مديريتي المحابشة والمفتاح. كما توفي شاب ثلاثيني بصاعقة رعدية في محافظة حجة، في عزلة حجر بمديرية المحابشة، محافظة حجة.

اما الحديدة فقد سقط بيت بعد ثلاثة أيام من كارثة السيول في سوق الهنود بسبب عدم تصريف المياه بالشكل المطلوب وتهاون الحوثي بأروح المواطنين، وبدأت الأمراض الوبائية تنتشر بين أوساط المواطنين نتيجة انتشار البعوض واختلاط مياه المجاري مع سيول الأمطار.

وشهدت منطقة المسعودي سقوط شاحنة بطريق الحديدة- الجراحي بسبب حفر السيول لأماكن جعلها خاوية لتتسبب بالكارثة .

وفي الوقت الذي ضربت فيه السيول الناجمة عن الأمطار أحياء وشوارع متفرقة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة المليشيات الحوثية، مخلِّفةً قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة، انتهزت المليشيات الفرصة للبدء في فرض جبايات جديدة تحت ذريعة «مواجهة السيول» لتدشن موسم جمع الجباية لإجبار السكان في صنعاء وريفها ومدن أخرى على تقديم التبرع النقدي والعيني بحجة مواجهة أضرار السيول وإنقاذ المتضررين، الأمر الذي دفع مُلَّاك محال تجارية لأن يشكون من الجبايات المستمرة، متهمين المليشيات الحوثية بنهب الموارد وتسخير كل عائداتها للمجهود الحربي وإقامة المناسبات ذات المنحى الطائفي، متجاهلةً ما يكابده الملايين جراء سيول الأمطار، والمعاناة المعيشية والإنسانية وانقطاع الرواتب وتوقف الخدمات وندرة الشغل واتساع رقعة الجوع والفقر.