حروب "آية الله" المقدسة .. رجم ثريا
هذه الحادثة الموجعة تلقي ضوءاً كاشفاً على الزوايا المظلمة في إيران الخمينية... وأتحدى من شاهد الفيلم المقتبس عنها أن يقوّى على مشاهدته مرة أخرى، بسبب كثافة مشاهد القسوة والعنف فيه.
في العام ١٩٨٦، تم قتل الفتاة الإيرانية (ثريا منوتشهري) بطريقة بالغة الوحشية، تحت ضغط دعاوى كيدية كاذبة، وبتحريض مباشر من أدعياء الدين، الذين استغلوا الزخم الديني في إيران الخمينية لتعبئة الشارع ضد الفتاة الطاهرة البريئة.
قبلها، رغب زوج ثريا الزواج ثانيةً من فتاة أخرى.. وعندما عارضت ثريا بشدة إحضار ضُرَّة لها، ولأن زوجها كان غير قادر على تكاليف وإجراءات الطلاق، اتهمها بالخيانة.. !
من سوء حظ الفتاة المسكينة أن إيران كانت ولا تزال تشهد زخمًا دينيًا بفعل الثورة الخمينية، حينها لم يجد أنصار "آية الله" سوى هذه الحادثة لإثبات حميّتهم الدينية.. وبسرعة جهنمية جرى تطبيق "الحد" على الفتاة البريئة، كنتاج مباشر للتعبئة المضللة لأولئك الذين اعتقدوا خوضهم حرباً مقدسة، فيما أعمتهم الحماسة عن الحقيقة التي اتضحت لاحقاً.
جرى رجم ثريا بالحجارة بعد وضعها في حفرة غمرت نصف جسدها الذي تكشّف وغاص في دمائها المتفجرة من كافة أجزائه.. لتتحول الحادثة المرعبة إلى فيلم يكاد يتصدر قائمة الأفلام الأكثر تأثيرًا، ومن ضمن أروع ما أنتجته السينما العالمية، غير أني لم أشاهده سوى مرة فقط، ولا أفكر في أخرى.