تهامه تستغيث من كوارث القدر والبشر.
سنتحدث عن تهامة المنبوذة والمحرومة من حقوقها وخيراتها ، المنكوبه بالكوارث والفقر..
تهامه الممزقة التِي تلتحف الأحزان على شاطئ بحر المآسي، غير قادرة على حماية أبنائها من السيول الجارفه التي تأتي على حينِ غفلةٍ..
تهامة تعيش المعاناة وتبقى الجريحة والمثقلة بهموم التَشَرد والظلم، هزيلة كحال الزهورِ ،التي ذَبُلَتْ قبل أوان سَقْيها ،قُتِلتْ دونَ أنْ تَحيَا في الأصلِ ،تَلمُ شَمْلَها الأودية وكوارث السيول تهربُ إلى نفسها حِينَ تُلاحِقُها الأيادِي المجرمة والظالمة وعواصف الكوارث .
تهامه التي كانت وما زالت أرض تعطي المليارات للدولة ولا تجني شيئًا سوى المآسي والألم والعذاب والخذلان، ولا أحد من الأطراف المتصارعة يهتم أو يبكي عليها سواءً الذين هنا، والذين هناك، لا أحد منهم يدرك بضميره حجم معاناة البشر المنسيين.. تهامة تموت هناك بصمت وهذا ليس عدلًا، بل ظلمًا مهولًا وتعمدًا وضيعًا، وواقعًا لعينًا على البشر والإنسانيه في تهامه وكأن من فيها ليس لهم الحق في الحياة، وليس لهم الحق في العيش بكرامة، وليس لهم الحق في السلطة والسياسة والحقائب والمناصب والثروات، لهم الموت فقط، والكوارث والضيق والقهر والصواريخ المارقة منتصف الظلام، لهم الكوارث والمصائب والمحن والحراره بأقصى ارتفاعاتها وشدتها..
دائمًا ابناء تهامة هم البضاعة الرائجة في الإستعطاف والاستغلال والمتاجرة، وأعظم ما سيقدمونه لهم صورًا تبكي العالم للشفقة والبكاء.. أبناء تهامة صاروا بشرًا للنحيب فقط، جدارًا كـمبكى النائحات، لا أحد يعترف بهم غير السيول والزلازل والأحزان والمعاناة، ولا طرف يحترمهم غير الجوع والموت واللعنة المتلاحقة من الاستغلال الرخيص، الله الله يا ابناء أيها المساكين والمنسيّون, لن يهتم بكم أحد، ولن يلتفت لمعاناتكم أحد، وهذا الأمر منذ سنوات، أي قلب قريب أو بعيد يرأف بحالكم؟
لكن بَيْن الحينِ والآخرِ تتلمسها يَدُ الشفقةِ ببعض المعونات ربما لم تكن تحلم بها حتى في أقسى الظروف أن تصبح منكوبة عَلى بساطِ ممزقِ دونَ إرادةٍ مِنْهَا، وضعها المعتمِ، الذي نراه يوحي بظلمة حالها، أنها تفقد كل شيء .
لا معنى للعيش وتهامة تفقد أبسط الحقوق، إنها تهامه المشردةِ التي أصبحت بيوتها عارِيه، ذاكَ ما كُتِبَ لها أنْ تعاني الألم ، وتلتحف الجروح، وتكابد ظلم السياسيين، وأنْ تأكُل طبقاً مِنْ الذلِ في كل وجبةٍ فيها وجع ومعاناة وحرمان وقهر وتهميش.
تهامة تغرق في بحر الكـآبة، مرغمة على الإستيقاظ من النوم وإن كانت تستنجد الخلاص.. تهامة تصارع المجهول لأجل حاضر لا يرحم ومستقبل ما زال مطوياً بالغيب، وسط عالم مليء بالأشرار، و بعالمٍ لا مكان لطيبين به، مرغمة لتتحمل كوارث الزمان حتى توارى الثرى.. لقد تحملت الكثير من المصائب والمحن التي فَرضت نفسها عليها بكل وقت رغم انها كان يجب في تلك الوقت أن يكون جُل همها ان تعيش بكرامه و إكمال مسار التطلع للمستقبل..
لقد تعرضت تهامه لظلم الهزائم، بسبب النزاعات، والحروب الاقتصادية، والقذائف والصواريخ والألغام، أحاطت بها كوارث البشر والطبيعة والقدر.. تهامه تحملت ما لا يمكن تصديقه، أصبحت المنازل فيها خاوية، و أصبح أهلها يركضون لتوفير حفنة من المساعدات بدلاً من الركض خلف الأحلام والعيش الرغيد..
ضاعت تهامة بين أزقة المتصارعين وتجار الحروب وهوامير النهب والفساد، شيّعت تهامة على نعش طيبتها لمثواها الأخير ، و وقفنا حداداً عليها..
إنّا لله وإنّا إليه راجعون.