تجريف الآثار اليمنية تجارة رابحة في المزادات العالمية
عندما سقط النظام سقط معه كل شيء في الدولة والقيادة والإدارة والأمن والأمان والاستقرار، وعمَّت الفوضى، والانفلات، والعبث، والخراب، والدمار، ونجحت المؤامرات والانقلابات واشتعلت الحروب، وتضاعفت الصراعات، وسُفكت الدماء وانهار الوطن، وأنهارت معه الضمائر الحية والشعور بالمسؤولية، وضاعت الامانة والوطنية والجمهورية، واصبح الوطن في قبضة الفاسدين واللصوص والمنحرفين وتجار الحروب والدماء والعملاء والخونة الذين مكّنوا عصاباتهم ومليشاتهم الإجرامية من العبث بكل مؤسسات وأجهزة وإمكانيات وممتلكات الدولة في مختلف الجوانب والمجالات ومنها الآثار اليمنية التى تمثل التاريخ العريق للحضارات اليمنية العريقة التى تعاقبت على البلاد عبر تاريخها السحيق الممتد من قبل الميلاد إلى العصر الحديث ..
وقد استطاعت شبكات وعصابات تهريب الآثار وبمساعدة ومساندة نافذين وهوامير الفساد في سلطات الأمر الواقع وتسهيلات بعض الدول العربية والاجنبية المتورطة في تهريب الآثار اليمنية من تهريب كميات كبيرة من الآثار اليمنية من بعض المحافظات الأثرية والتاريخية وفي مقدمتها محافظتي الجوف وشبوة إلي خارج البلاد لتصبح هذه الآثار بضاعة رابحة في المعارض والمزادات العلنية العالمية حيث نظمت مزاداتٍ خاصة لببع هذه الآثار في المعارض الخارجية على شبكة الانترنيت. وقد احتوت القطع المسروقة على تماثيل سبئية ورؤوس حيوانات حميرية ومخطوطات ولوحات حجرية مكتوبة بالخط المسماري (المُسند) واشكال أخرى مثل الوعل أو الجمل المصنوع من سبائك النحاس أو الجنائزية الأثرية النادرة من الفَخَّار (التراكوتا) على شكل راس إنسان والتي يبلغ عمرها 2800 عام وغيرها من التحف والمقتنيات اليمنية القديمة الذي يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد.
وقد تجاوز عدد القطع المباعة والمعروضة خلال فترة الحرب 2700 قطعة منها 2167 قطعة أثرية في إمريكا تليها هولندا ثم الكيان الصهيوني بما يقارب من 450 قطعة أثرية ..
إن استمرار تجريف الآثار اليمنية وتهريبها وبيعها خارج البلاد يعد انتهاكاً وتعديًا على أحد فروع الثروة الوطنية السيادية واستهداف لهويتنا وثقافتنا وإرثنا الحضاري العربق..
ان ما تقوم به هذه العصابات والشبكات المتخصصة بتهريب الآثار وبيعها في مزادات خارج البلاد ناتج عن فشل واهمال وتقصير ومشاركة سلطات الأمر الواقع التى تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية الآثار والمواقع الأثرية والتراث الثقافي اليمني بشكلٍ عام .