Image

هكذا يهرب الحوثي من صرف مرتبات الموظفين

كلما تم حشر عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران" في زاوية ضيقة، ووجدت نفسها مطالبة من قبل الشعب بتسليم المرتبات، تلجأ إلى ممارسة دجلها الفاضح مرارًا وتكرارًا عبر تسويق الشائعات واستنفار مواقعها الالكترونية وأبواقها الإعلامية لفبركة أكبر قدر من الأخبار الوهمية حول ملف المرتبات المنقطعة للعام الثامن تواليًا، وايهام موظفي الدولة الذين نهبت لقمة عيشهم بتوصلها الى اتفاق حاسم لصرفها قريبًا، غير مكترثة بحالتهم النفسية وظروفهم المعيشية المروّعة.

تلك هي عادتها في التنصل من كل التزاماتها الانسانية تجاه المواطنين؛ حيث لا تزال العصابة الحوثية تصر على العبث بمرتبات موظفي الدولة المنقطعة في مناطق سطوتها، وتزدحم مواقعها الإخبارية الخادعة هذه الأيام بأخبار وعناوين كاذبة تتحدث عن حسم ملفها وقرب صرفها، بغرض الاستهلاك الداخلي وإلهاء الموظفين بأوهام يسيل لها لعابهم.. فيما هم لا يسمعون منها سوى جعجعة بلا طحين، وينامون ويصحون على سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً!

إنها باختصار مجرد عصابة بلا ضمير ولا أخلاق، تصر على التلاعب بأعصاب بؤساء حرمتهم من لقمة عيشهم، وتُمنّي الجائعين بقرب إطلاق مرتباتهم، تارة تزعم موافقة السعودية على سدادها من خزينتها، وتارة من إيرادات النفط والغاز الخاضعة للحكومة المعترف بها، وتارة بصرف مرتبات سنة كاملة دفعة واحدة، وما شئتَ من فبركات متضاربة تضخها ابواقها ليل نهار، بدون ادنى اعتبار لمشاعر اكثر من مليون موظف بأسرهم واطفالهم ينتظرون رواتبهم على أحر من الجمر، ويقاسون ظروفًا معيشية لا يطيقها بشر، منذ اكثر من ثماني سنوات.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الغليان في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الارهابية، جراء عدم صرف الرواتب، وتنصل المليشيا من مسؤوليتها رغم الإيرادات الضخمة، وارتفعت الأصوات المطالبة بصرف الرواتب، وتحميل الجماعة المسؤولية عن عرقلة الحلول، إلى جانب اتهامها بجني ثلاثة أضعاف ما تجنيه الحكومة اليمينة المعترف بها دوليًا من الموارد، وتخصيص كل ذلك للإنفاق الحربي، والصرف على قادة الميليشيات والمنتمين إلى السلالة الحوثية.

تصاعد هذه المطالب دفع بزعيم عصابة الجماعة عبد الملك الحوثي، لاستئناف لهجة التصعيد والتلويح باستئناف الحرب ونسف التهدئة القائمة غير آبه بأوضاع الموطنين المعيشية.

الواضح انه كلما اشتدت الضغوطات الداخلية على العصابة الحوثية، تلجأ لمواقعها الإخبارية الخادعة وإطلاق العنان لذبابها الالكتروني لنشر تلفيقات في مواقع التواصل والمجالس العامة عن مفاوضات واتفاقات وهمية، بل والتفاخر بنجاح ضرباتها المزعومة في أجبار التحالف والشرعية وامريكا واسرائيل على إطلاق المرتبات.. ورغم ان كل المواقع المستقلة والحزبية ومواقع الشرعية تخلو من أي جديد عن المرتبات المنقطعة؛ وحدها مواقع الحوثي وذبابه الالكتروني تجدف في وادٍ آخر، وتزدحم بعناوين متلاحقة تبشر بقرب صرفها.

مراقبون أرجعوا التسابق الحوثي على تلفيق شائعات الراتب الى تزامنها مع بدء العام الدراسي في مناطق السطوة الحوثية كنوع من تخدير المعلمين، حيث تشتد الضغوطات حالياً لصرف مرتباتهم أولاً، فيما تصر المليشيا على حرمانهم للعام التاسع، وتهديد المنقطعين بفصلهم وتنزيل اسمائهم من كشوفات المرتبات التي لا وجود لها.

ناشطون حقوقيون أكدوا أن العصابة الحوثية تتعمد استغلال التوقيت المناسب لفبركة أخبار الرواتب كلما استجدت مفاوضات هنا او هناك، وكعادتها استغلت مفاوضات مسقط الأخيرة لضخ شائعات متضاربة حول اتفاق مزعوم على صرف مرتبات الموظفين في الجمهورية كلها، رغم ان تلك المفاوضات تركزت فقط حول انهاء ازمة الطائرات المختطفة واعادة الرحلات الى مطار صنعاء وايقاف قرارات البنك المركزي الأخيرة، مقابل التزام طرفي الشرعية والحوثية بتكريس جهودهما للحوار حول جهود السلام وخطة التسوية الأممية.