Image

المجلس الرئاسي يخيب آمال الشارع اليمني

خيّب المجلس الرئاسي آمال الملايين من أبناء الشعب اليمني بعد تراجعه عن قرار البنك المركزي اليمني بمعاقبة البنوك المخالفة في مناطق سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران.

قرار العقوبات الذي لاقى ترحيبًا واسعًا في الشارع اليمني لم يدم طويلًا بعد تراجع المجلس الرئاسي عن إجراءات خاصة بالقطاع المصرفي واستئناف الرحلات الجوية عبر مطار صنعاء الدولي، وتسييرها الى وجهات أخرى، وهو ما اعتبره مراقبون إعلان هزيمة بالنسبة للمجلس الرئاسي.

بدوره قال الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، وفيق صالح، إن القرارات الأخيرة للبنك المركزي، كانت أخطر ورقة قد تستخدمها الحكومة للسيطرة على الوضع المالي والنقدي، وقد شعر الحوثي بخطورة ذلك وبدا عليه واضحا من خلال لغة التهديد والوعيد، التي أطلقها تجاه السعودية كونها جاءت بذات اللغة التي يفهمها الحوثي ويستخدمها دائما ضد الحكومة الشرعية".
وأضاف صالح أن التراجع عنها بهذه الطريقة، ودون الحصول على أي تنازلات أو مكتسبات هزيمة ونكسة للحكومة، وتعزز من قبضة مليشيا الحوثيين على القطاع المصرفي، علاوة على ما تعطيه من انطباع عن تماهي الجميع مع كافة الانتهاكات الحوثية بحق الاقتصاد الوطني.
وانتقد وفيق الذين يلومون محافظ البنك، حول تراجع الحكومة عن القرارات الأخيرة في الجانب الاقتصادي والمصرفي.
وقال "أقول لهم لا حرج على المعبقي، لقد اتخذ أشجع القرارات التي لم يجرؤ عليها أي مسؤول في الشرعية منذ بدء الحرب الاقتصادية من قبل الحوثي، وهو لم يتراجع بشكل شخصي، وإنما طبيعة الوضع حالياً أكبر من الجميع".

الطعنات تأتينا من الخلف.
في السياق، عبّر الناشط كامل الخوداني في تغريدة على منصة اكس رصدها "المنتصف نت" عن شكره للمعبقي.
وقال الخوداني: "شكرا يامعبقي. لقد اثبت قدرتنا على الانتصار في كل الحالات انت رمز، لقد كنت اصدقهم، لا يكلف الله نفس الا وسعها".
وأضاف مخاطبا المعقبي: "نعلم ان الامر اكبر منك.. لم يعد الموضوع مصلحة اليمن واليمنيين بل مصالح الغير. نعلم أن هناك من يضيف انتصارات لرصيده على حساب اليمن واليمنيين.  لا تحزن هذا قدرنا.. سوف نخذل ..سوف نطعن .. سوف نذبح..
ذات يوم سوف يفك الله ضيقنا بحلفاء صادقين. . سوف يبدل عسرنا يسر..وسوف تخرج قيادة من رحم هذه المعاناة لا تتبع احد وفقط تتبع الشعب. انها سنة الكون ".
وتابع: رجالنا في الميدان، مقاتلينا في جبهاتهم، حتى لو فنينا، حتى لو تم التأمر علينا،
حتى لو اجتمع العالم بإكمله ضدنا، قضيتنا لن تموت وسوف ننتصر، نعلم ما يحدث
لا نلومك، قمت بما عليك، اثبت ان لدينا القدرة على الانتصار وأكدت المؤكد ان الطعنات تأتينا من الخلف.
وختم تغريدة بالقول للمعقبي: شكرا لك الايام دول ..قسما سوف ننتصر انها سنة الحياة.

خطوة إلى الوراء
الصحفي صالح البيضاني من جانبه قال في تغريدة على منصة اكس رصدها المنتصف :"قد يكون إلغاء قرارات البنك المركزي اليمني خطوة إلى الوراء، وهذا شأن السياسة، لكن هناك حقائق ضاعت في زحمة الغضب الذي يُبديه بعض أنصار الشرعية وأكاذيب الانتصار المزعوم الذي يُروج له أنصار الحوثي".
وأضاف البيضاني:"الحقيقة هي أن اتفاق التهدئة الاقتصادية أعاد الوضع إلى ما قبل إعلان الحوثيين عن مصادرة طائرات الخطوط الجوية اليمنية، كما أن الاتفاق ألزمهم أيضًا بالتراجع عن القرارات التي اتخذوها ردًا على قرار البنك المركزي في عدن".
وتابع: "لم ينتصر أي طرف، لكن الشرعية انتصرت أخلاقيًا عندما تعاملت بمسؤولية مع تداعيات الوضع الإقليمي ومع ما يُخفف العبء عن اليمنيين اقتصاديًا وإنسانيًا، كما أظهرت قدرتها على اتخاذ قرارات يمكن أن تتسبب في تعالي صراخ المليشيات الحوثية في أي وقت بصفتها الطرف الشرعي الذي يعترف به العالم".

التنازلات المخزية والخذلان المبين
بدوره قال فهد طالب الشرفي في تغريدة على منصة اكس: "منذ الحرب الاولى في مران وحتى يومنا هذا ما كان للحوثي الصغير في عقله ومنطقه وتأثيره ومشروعه العنصري ليحقق أي تقدم او يحرز أي انتصار على شعبنا ودولتنا لولا التنازلات المخزية والخذلان المبين والتصديق لوهم سلام مع جماعة لا تعرف إلا لغة الحرب!
وأضاف الشرفي: "لن ننهزم ولن ننكسر مهما كانت الظروف".

السلطة السياسية الهشة 
إلى ذلك قال الصحفي الاقتصادي نجيب العدوفي: "إن غضب الشارع من إلغاء قرارات البنك المركزي هو عبارة عن ردة فعل، فالشارع الذي خرج مؤيدا لهذه القرارات هو ذاته الغاضب".
وأضاف العدوفي: "اندفع الناس نحو الشارع لتأييد قرارات البنك المركزي؛ لأنها لم تتخذ أي قرارات بهذه الجرأة وبهذه القوة، خلال سنوات الحرب العشر، والمواطن يدرك أهمية هذه القرارات الاقتصادية وانعكاساتها على مستوى حياته، لكنه لم ينظر إلى ما خلف هذه القرارات، أو السلطة السياسية الهشة التي تقف خلف هذه القرارات، والتي يمكن أن تبيع الشعب في أي لحظة".

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أعلن الثلاثاء أن الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي أبلغتاه بالاتفاق على تدابير عدة لخفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.
وأضاف غروندبرغ في بيان، أن الاتفاق المكتوب ينص على:
إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، والتوقف مستقبلا عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة، واستئناف رحلات طيران اليمنية بين صنعاء والأردن وزيادة عددها إلى 3 يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يوميا أو بحسب الحاجة.
وأشار المبعوث الأممي إلى ما وصفه بالدور المهم الذي لعبته السعودية في التوصل إلى هذا الاتفاق، مؤكدا جاهزية الأمم المتحدة للعمل مع الطرفين لتنفيذ التدابير التي اتفقا عليها.