الوطن بين خذلان الحكومة و تمكين الحوثي

10:23 2024/07/24

المعركة  التي خاضها مركزي عدن كان الهدف منها إيصال الريال اليمني إلى حد أقصى من الانهيار وقد وصل، وبعدها تراجعت الحكومة عن تلك القرارات التي شكّلت كابوسًا للحوثيين دون ان تحقق ولو مكسب واحد سوى لعنات الشعب التي قالت أنها ألغت كل القرارات كمدخل للتخفيف من معاناة اليمنيين..إنها لعبة مكشوفة وتخادم مع مليشيا الحوثي والشعب الذي يتمسحوا به هو الضحية .

إذا كانت الشرعية لم تحصل ولو على مكسب واحد من آخر ورقة ضغط تمتلكها ضد الحوثي، فماذا بقى لها حتى تقنعنا بشرعية استعادة الدولة وقراراتها مرهونة للخارج؟.. أليس من الأحرى ان تتمسك بقرارتها حتى النهاية خاصة وأن تبعاته انعكست على المواطن بمناطقها وليس في مناطق الحوثي كما تدعي الحكومة؟ .

كل يوم يمر على المهلة التي منحها مركزي عدن كان يرتفع  سعر العملة إلى الحضيض وأصبح البسطاء من الناس غير قادرين على شراء قوت يومهم بسبب ارتفاع الأسعار التي يقف وراءها قرارات ظل يتغني بها طوال الأشهر الماضية بأنها سيادية لا تراجع ولا مهادنة  تحت يافطة نكون او لانكون، وبها هيّج الشارع وأخرج الجوعى من بيوتهم يتظاهرون من أجل إنفاذ القرارات وعدم التراجع عنها، هتفوا وبطونهم خاوية "بعدك بعدك" والآن وبكل بساطة تتراجع الحكومة بحجة ان اليمنيين بمناطق الحوثي تضرروا من القرارات وكانه اكتشاف وبراعة اختراع .

إن القائمين على الشرعية مجموعة من الفشلة يديرون دولة فاشلة وكل قراراتهم البطولية تصب في صالح تمكين الحوثي من مفاصل الدولة ولو كانوا يحترمون أنفسهم قليلًا لخرجوا بمكسب واحد لصالح الشعب اليمني الذي تباكوا عليه في اعادة تصدير النفط والغاز من موانىء حضرموت وسيئون التي يمنعهم الحوثي عن التصدير بدلًا من إلغاء القرار الذي منح الحوثي هدية مجانية باستئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهره والهند يومياً.

بعد أن خذلته الحكومة، استقال المعبقي كآخر رجل شريف يقود معركة اقتصادية حقيقية مع عصابة الحوثي الا انهم خذلوه كما خذلوا من سبقهم في تحرير الأرض والإنسان لحسابات اقليمية ودولية سوف تكشفها قادم الأيام.