مشروع الحوثي.. يد استعمارية غربية ستتجاوز اليمن

04:35 2024/07/23

أمريكا وبريطانيا، وتطل من تحت إبطيهما النتنين إسرائيل، الجميع مستمرون، بجدية واجتهاد منقطعي النظير، في مشروعهم الدعائي أو فلنقل حملتهم الدعائية لجماعة الخوثي الإرهابية، ومحاولات تبييض صفحتها السوداء، ليس لليمنيين وحسب، وإنما يبدو أن هناك محاولات لتوسيع جماهيرية وأذى هذه الجماعة الانقلابية، التي اختطفت السلطة بقوة السلاح والبطش والنهب وإراقة الدماء، واحتلت احتلالا غاشماً عدداً من المحافظات والمناطق اليمنية، في مقدمتها العاصمة صنعاء.

ويبدو أن مصنع الأزمات في المنطقة، والذي يديره هذا المثلث الشيطاني (أمريكا.. بريطانيا.. إسرائيل)، قد سخر جل اهتمامه خلال الفترة الراهنة، وكما هو معتاد منه، في صناعة كيان شرير يمكن استخدامه في تنفيذ أجندات ومهام، تصب كلها في إناء مشروع استيطاني استعماري حديث وغير مباشر، يمكّنها من السيطرة على المنطقة سيطرة استراتيجية شاملة في مختلف الاتجاهات السياسية والاقتصادية والأمنية كذلك، وهذا أمر ليس بجديد من مثلث الشر، بل استمرار لذات المشروع، فقط ثمة تغيير في الأدوات والأيادي المنفذة..

وإذا حاولنا تقصي الحقائق والآثار الدالة على وقوف هذا المثلث الاستعماري وراء جماعة الحوثي الانقلابية، فسنكتفي بأقل القليل من ذلك لنتأكد من أننا، ليس في اليمن وحسب. وإنما في كل بلدان المنطقة، نتعرض لمؤامرة سيئة واستهداف بشع لأمن شعوبنا وأنظمتنا، وذلك بصناعة مثل هذه المليشيا الإرهابية، وتقويض الأنظمة أو تهديدها عبرها، وتفويض الفوضى لتكون حاكما مسيطراً وكياناً مرعباً لا فكاك منه، ما دامت تلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية موجودة..

المثير للقلق في هذا الأمر أن الوقوف وراء الحملة الدعائية لجماعة الحوثيين الارهابية، بهذه الوتيرة وهذا الاهتمام، وفي هذا التوقيت أيضاً، تتولد منه حقيقة مؤلمة أو استنتاج مؤسف، خصوصاً لليمنيين، ومفاد ذلك أن الجماعة الدموية مستمرة، وستستمر في انقلابها ربما لزمن مفتوح ومجهول الحدود، وكأن اليمنيين لم يكتفوا بعد مما نالوه من شر الحوثيين، طوال ما يقرب من عشر سنوات..!! بل وربما تزيد الجماعة قوة واتساعا بدعم مثلث الشر، من أجل تنفيذ أجنداته في المنطقة العربية وليس في اليمن وحسب..!!

ما أود الإشارة إليه صراحة والتأكيد عليه بقناعة شبه مطلقة، أن جماعة الحوثي ليست إلا يداً أخرى من أيادي الشر التي يستخدمها مثلث الشر الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، وأنا تأتي خلفاً أو إضافة لجماعات وتنظيمات أخرى يستخدمها المثلث الباغي في تنفيذ أجنداته، وامتدادا لمشروعه الاستعماري الجديد في المنطقة العربية، والذي استخدم قبلاً تنظيمات وجماعات مشابهة كالقاعدة وداعش وحزب الله وأنصار الشريعة والشباب المؤمن، وغير ذلك من أدوات الإرهاب والفوضى التي عاثت وما تزال تعيث فساداً في الأرض.