هكذا تآمر ثلاثي الشر على اليمن وأسقط مؤسسات الدولة
منذ العام 2011 تغرق اليمن في فوضى وقتل وخراب، مما دفع بها إلى حافة المجاعة، و يتحمل مسؤولية ذلك بدرجة أساسية ثلاثي الشر (الولايات المتحدة الأمريكية والإخوان المسلمين ومليشيا الحوثي الإرهابية).
حينما نُمعِن النَّظر فيما يجري باليمن من العام 2011، يؤكد لنا بما يدع مجالا للشك أن أصابع "الفوضى الخلاقة " التي ابتدعتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس بوش الابن تُعيد اليوم تشكيل خارطة الشرق الأوسط ليس عبر التفاهمات بين مكوناتها، بل عبر تغيير قسري محمول على أسِنَّة رماح الفتن والحروب التي لا تبقي ولا تذر.
وما قاله الرئيس الأسبق علي ناصر محمد عن عرض أمريكي في أغسطس 2010 للانقلاب على الرئيس علي عبدالله صالح أواخر العام 2010م، يكشفه حقيقة الانقلاب الذي تم على الشرعية في العام 2011 بدعم واسناد من الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذ أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها جماعة الإخوان إضافة إلى مليشيات الحوثي.
المخطط الأمريكي للانقلاب في اليمن وإدخال اليمن في فوضى ليس وليد العام 2011 بل من وقت بعيد.وما كان من إثارة الفوضى في شمال اليمن، وتمرد ميليشيا الحوثي على الدولة، والستة الحروب، وفوضى ما يُسمى بالحراك الجنوبي ومحاولة اغتيال الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح وكبار رموز الدولة في مسجد النهدين في العام 2011، إلا مقدمة لتقويض مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة بالقوة.
تصريحات الرئيس علي ناصر مؤخرا كشفت خيوط المؤامرة التي تلطخت فيها الأيادي الأمريكية بدماء اليمنيين وانهيار دولتهم، واعطت الضوء الأخضر لمليشيا الحوثي الإرهابية وكلاء ايران لاغتيال الرئيس علي عبدالله صالح في العام 2017 وهي أحد فصول المؤامرة التي تنفذ في اليمن بأيادي اخوانية حوثية وبدعم أمريكي بريطاني.
لم يكن الاخوان المسلمين في اليمن ومليشيا الحوثي تعرف انهم مجرد أدوات لتنفيذ خطةٍ أمريكية بريطانية مرسومةٍ سلفًا لإدخال البلد في حالة الفوضى، ومن ثمّ تمرير مُخططات عسكرة المنطقة وإشغالها بالصراعات عن قضاياها المصيرية.
وبحسب ما أكده سياسيون فإن تاريخ الأزمة اليمنية منذ عام 2011 يكشف أن الإخوان هم من جلبوا مليشيا الحوثي، وليس غيرهم، بعد أن كان الحوثيون محاصرين في جبال صعدة، لكن مع فوضى ربيع الإخوان، أسقط الحوثيون حرف سفيان وتوغلوا صوب عمران، قبل أن يظهروا في مؤتمر الحوار اليمني يزعمون أنهم تعرضوا للظلم.
كما لعب حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين في اليمن) دوراً تخريبياً أعاق بشكل كبير ومنذ نحو عشر سنوات عملية تحرير شمال البلاد من ميليشيات الحوثي الإرهابية بعدما استطاعت قوات التحالف العربي مسنودةً بالمقاومة الشعبية تحرير وتأمين معظم المناطق الجنوبية والشرقية في غضون أشهر خلال النصف الثاني من العام 2015.
كما استغل حزب الإصلاح تواجده السياسي داخل الرئاسة والحكومة في إشاعة الاضطرابات والفوضى في المناطق المحررة خصوصاً المحافظات الجنوبية لمنعهم من إدارة شؤون مناطقهم بعدما كان التنظيم يذرف دموع التماسيح تزلفاً مع مطالب الحراك الجنوبي بفك الارتباط مع الشمال في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.