17 يوليو علامة فارقة في الوطن العربي

09:18 2024/07/17

يعتبر يوم 17 يوليو 1978م حدثاً تاريخياً في اليمن و الوطن العربي، حيث تغيرت السياسات الداخلية لنظام الحكم في اليمن، ولكن لم يكن هذا الحدث محدوداً بتأثيراته على اليمن فقط، بل أحدث تغييرات جذرية في نظام إدارة الدولة لعدد من الدول العربية.

كانت هذه الدول ترى أي فعل أو ممارسة للديمقراطية في اليمن كتهديد لوجودها، وبالتالي بدأت تتخوف من تأثيرات هذه التطورات على أنظمتها السياسية و ظلت لسنوات تمارس العداء تجاة النظام المتبني للديمقراطية في الجزيرة العربية لأول مرة في التاريخ الحديث. ومن هنا بدأت هذه الدول في التدخل بشكل سري في الشؤون الداخلية لليمن، من خلال استخدام وسطاء يتلقون رواتب شهرية منها و يمارسون خطط و اعمال مؤامرات ضد ذلك النظام الشاب المحدث تغييرًا جوهريًا في نظام الحكم من خلال ادخال النظام الديمقراطي و الانتخاب الحر المباشر.

ومن بين الإجراءات التي اتخذتها هذه الدول للتأثير على الديمقراطية في اليمن،  الضغط لتقليص عدد ساعات بث جلسات مجلس النواب، حيث كانت تحاول تقليلها من ثلاث ساعات إلى ساعة واحدة فقط، ولكن مع تطور الديمقراطية في اليمن ونضوجها، تعذر على هذه الدول مواصلة تدخلاتها بنفس الطريقة.

و أدى تطور الديمقراطية في اليمن إلى اضطرار هذه الدول لإجراء تغييرات في أنظمتها السياسية، حيث اضطرت إلى إنشاء هيئات شوروية ومحليات بمسميات مختلفة لتلبية تطلعات شعوبها نحو الديمقراطية والحكم الشفاف. وبهذا الشكل، أحدثت تلك الأحداث تغييرات جذرية في نظام إدارة الدولة في العديد من الدول العربية، وأكدت أهمية تقدم الديمقراطية وتأثيرها الإيجابي على السلام والاستقرار في المنطقة.

لذا اؤكد ان تاريخ 17 يوليو يوم لا يُنسى في تاريخ الشعب العربي ان كتب التاريخ السياسي للمنطقة العربية بانصاف و حيادية، حيث تم تاسيس الديمقراطية وتحقيقها في المنطقة العربية مع بزوغ هذا اليوم و ما لحقة من أحداث. 
و لا ينكر التاريخ و عجلة التغيير التي حدثت و تأثيرات العمل الديمقراطي غير انسان بعيد عن الانصاف و الحيادية، فهذا اليوم الذي جاء بعد سنوات من القمع والاستبداد، شكل نقطة تحول في تاريخ اليمن وأثر بشكل كبير على محيطه السياسي المنغلق.

و بعد سنوات من النضال والصمود، استطاع الشعب اليمني تحقيق حلمه بالديمقراطية والحرية، و تم تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وتم انتخاب حكومة ديمقراطية تمثل إرادة الشعب. 
كما تم تحديث الدستور وتعزيز حقوق الإنسان، وإنشاء مؤسسات ديمقراطية تعمل على تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

تأثرت السياسات المحلية في اليمن بشكل كبير بتاسيس الديمقراطية،حيث تم تعزيز دور المجتمع المدني وتحقيق توازن بين السلطات، مما أدى إلى تعزيز الاستقرار والتنمية في البلاد. كما أن تحقيق الديمقراطية ساهم في تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق التعاون مع الدول الأخرى، و من الطبيعي ان يتاثر المحيط الاقليمي بالدمقراطية الناشئة في اليمن.

على الرغم من الصعوبات والتحديات التي مرت بها اليمن خلال عملية انتقالها إلى الديمقراطية، إلا أن الشعب اليمني بقيادة ابن اليمن البار الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية و الذي استطاع تحقيق تلك الأهداف والتغييرات الإيجابية، وبفضل الجهود المشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، نجحت اليمن في بناء نظام ديمقراطي قوي ومستقر.

إن تأثير 17 يوليو وتأسيس الديمقراطية في اليمن لا يمكن إغفاله، فقد كانت هذه الفترة هامة في تاريخ اليمن و المنطقة وأثرت بشكل كبير على محيطها السياسي المنغلق. ومن المهم أن نحافظ على هذه الإنجازات ونعمل معًا على تعزيز الديمقراطية وتعزيز السلم والاستقرار في اليمن والمنطقة بأسرها و استعادة النظام الجمهوري من ايادي عملاء و ذراع ايران الملطخة بالدماء و الجرائم.

الخلاصة ..

ان يوم 17 يوليو اهداف و معرفة و قيم و مبادئ لكل زمان و مكان و ما زلنا في زمن موحد اليمن الى ان يرث الله الارض و اؤكد يوم 17 يوليو فجر شعلة التغيير والتقدم ليس في اليمن فحسب بل في الوطن العربي ..