وطنٌ مثقلٌ بالجراح و شعبٌ يموت ألف مرة
في وطنٍ مغلولٍ بالقهر و الخيبات المتلاحقة ، أصبح الجوع و الفقر والفاقة ثلاثية تداهمُ الجميع ، وأصبح غالبية الشعب يرزح تحت خط الفقر ، فلا ينبغي مخاتلة الواقع ليبتلعنا الصمت.
إزاء كل تلك المعاناة، يتوجب على مجلس القيادة الرئاسي إدراك أن الوطنَ يمرُ بمنعطفٍ خطير للغاية ، ومنوط به تحمُّل مسؤوليته التاريخية و الوطنية ، والعمل على إنقاذ الاقتصاد الوطني ، ووقف انهيار العملة الوطنية ، و السعي لاستعادة الدولة و إنهاء الانقلاب ، وتحقيق العدالة و المساواة ، و سبل العيش الكريم لأبناء الوطن ، و بناء الدولة المدنية المستقلة ، و متابعة إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين ، وإحداث التغيير المنشود وفقاً لمبادئ الحكم الرشيد.
منذ أعوام عشرة كان سعر الدولار بـ 215 ريالا ، و الآن وصل صعوداً إلى 1990 ريال ، وكان سعر السعودي ب 55 ريال ليصل صعوداً ب 500 ريال بزيادة طردية ، فكلما زادت مساحة سيطرة التحالف و احتلاله لمنابع النفط والغاز ، و للجزر والموانئ اليمنية ونهبه للمعادن و الثروات الوطنية زاد الدولار ارتفاعاً و ازدَدْنا فقراً وجوعاً وتشرّداً وضياعاً !!
أصبح لزاماً على الشرعية هزيمة عصابة الحوثي ، و إمتلاكُ القرار الوطني ، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ، و العمل على تصدير الثروات و النفط والغاز ، و البدء بمعالجات اقتصادية حقيقية و عاجلة ، وسرعة تثبيت أسعار العملة الوطنية و المواد الغذائية والمشتقات النفطية ، وصرف مرتبات الموظفين بانتظام كاستحقاق دستوري نافذ ، و ترشيد الإنفاق بالسفارات وخفض موظفيها و قنصلياتها الذين أرهقوا الخزينة العامة للدولة بمئات الملايين من الدولارات.
وطنُ مثقلُ بالجراح وشعب يموت ألف مرة ، و أتمنى ألا يتحول ضعاف النفوس إلى مهرجين ، ودعاة نفاقٍ سياسي و أبواقٍ مأجورة ، في سياق انتهازي رخيص لتجميل وجه السلطة المركزية و قيادات الصف الأول ، الذين تقاعسوا عن أداء واجبهم الوطني و الأخلاقي على صعيدٍ كثيرٍ من القضايا الوطنية المؤجلة.!